آخر الاخبار

شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة تفاصيل اعلان الصليب الأحمر الإفراج عن عشرات المعتقلين كانوا في سجون الحوثي.. هادي الهيج: ''المفرج عنهم أناس اعتقلوا من البسطات والشوارع'' بن مبارك يبحث في واشنطن مع مسؤول أمريكي التعاون لتنفيذ قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بالزي العسكري.. الصليب الأحمر يتسلم المحتجزات الإسرائيليات من غزة ترامب ينفذ مجزرة إقالات.. طرد 12 مفتشا عاما خلال ساعات تفاعل غير مسبوق و جديدة للسنوار خلال المعارك في قطاع غزة برنامج ما خفي أعظم ..يكشف خفايا وتفاصيل جديدة عن معركة السابع من أكتوبر

عن خرافة تتجدد عنوانها: (آل البيت)
بقلم/ محمد عبدربه الغليسي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 3 أيام
السبت 22 يونيو-حزيران 2013 10:27 ص
بمجرد أن تقول، أو تكتب لأحدهم، أنك لا تؤمن بأية أفضلية للحسن والحسين على غيرهم من المسلمين. فأنت متهم بكونك ناصبيًّا، ووهابيًّا، وحاقدًا على سلالة رسول الله، وكل النصوص والأدلة التي تؤيد قولك ما هي إلا نصوص لا تعرف معناها!!
وهنا تبرز إشكالية كبيرة، كمثيلاتها من الإشكالات التي تمتلئ بها كتب التراث الإسلامي، إلا أن مصيبة هذه الإشكالية أنها لم تتسبب في إعاقة العقل المسلم عن التفكير والإبداع فقط؛ بل تسببت في كثيرٍ من الصراعات والحروب، ومزيدٍ من شلالات الدم.
عند الاستقراء السريع لنصوص القرآن الكريم لا تجد إلا آية واحدة جاءت بذكر (أهل) في سياق الآية التي تخاطب زوجات النبي - عليه الصلاة والسلام - في قوله تعالى: (يا نساء النبي لستنَّ كأحدٍ من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولًا معروفًا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرّج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) "الآية32/33 - الأحزاب". ولم يأتِ ذكر (آل) و(العترة) إلا في بعض النصوص النبوية، كما في حديث الكساء، وحديث (.. عترتي أهل بيتي) و(أهل) (آل) (العترة) كلها تعني أقرباء الرجل الأدنون، وقد تتعداهم في أحسن الأحوال لتشمل إلى أبناء عمومة الرجل وأبنائهم.
إنك لتعجب من بعض الفرق الإسلامية، والتي تؤدي حالة الخصام السياسي فيما بينها الى أن تلوي معاني هذه النصوص بما يناسب ويخدم موقفها السياسي، فتجد بعضهم يخرجون أعمام الرسول وأبناءهم، ويجعلها في أولاد علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه)، ومن العجيب أن تجد بعض هذه الفرق تخرج زوجات النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الدائرة.
ورغم أنه لا يوجد أي نصوص تُثبت أي امتيازات لأقرباء النبي - عليه الصلاة والسلام - إلا أن الاختلافات كثيرة في هذا المعنى في كتب التراث الإسلامي بشقيه السني والشيعي، فمنهم من يقصره على زوجات النبي، ومنهم من يوسع هذا المعنى ليشمل كل أتباع النبي عليه الصلاة والسلام، ولعل هذا الرأي هو ما يميل إليه كل منصف لتوافقها مع آيات القران الكريم ومقاصد الرسالة المحمدية. ومما يساند هذا الرأي قول الله تعالى في القرآن الكريم عن قوم فرعون وأصحاب موسى: (فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون)، (ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب)، وهذا دليل قاطع على أن (آل) في القرآن الكريم تعني الأتباع. لأن امرأة فرعون، والتي هي من أقرب الناس لفرعون مصيرها ليس أشد العذاب، قال تعالى: (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربّ ابنِ لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين)..
لا أدري كيف يعني قولهم: إن الله عدل في جميع أحكامه، وإن الإسلام دين المساواة، والتكريم لجميع الآدميين. وفي ذات الوقت يقولون: إن الله قد اختص أناسًا دون آخرين بالشفاعة والعصمة وأحقية الحكم والدعاء في كل صلاة بمجرد أنهم ينتسبون إلى سلالة بعينها... ؟!!، وما هو ذنبي حين لا أحصل على كل هذه الامتيازات إن كان والدي من عامة الناس، وليس من ذات العرق.
تعالى الله عما يقولون، وعما يفترون.
الخلاصة..
إن الإسلام دين عالمي لجميع بني الإنسانية، والناس في ظله سواء لا فرق بين عربي على أعجمي، ولا لذات لون أو جنس أو عرق على غيره، وقد قال النبي - عليه الصلاة والسلام - لأقرب الناس له: (اعملي فلن أغني عنك من الله شيئاً)، وقال: محذّراً أقرباءه من النسب (لا يأتيني الناس)، وهنا دلالة واضحة أن الإسلام لا يقيم أي اعتبار للعرق أو اللون، ومن تمام عدل الله أن أرسل آخر الرسل للناس، وعلى الناس سواسية. وهذا ما يجب أن نؤمن به كمسلمين من آل محمد (أتباع محمد)، وما عداه فهو لا يمت للإسلام بصلة، وكم يحز في النفس أن نناقش مثل هكذا بديهيات قد تعداها العالم قبل قرون مستفيدين من التاريخ وسنوات الصراع، في حين أننا لم نستفد من تاريخنا، ولا من ديننا الذي يكرم الإنسان (ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)..