تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية
قصة قصيرة
خفق قلبي من الفرحة حين رأيت ذلك القلم الذهبي الفاخر في طريقي .! نظرت أمامي وخلفي ، لا أحد ، أخذته ومسحت بعض التراب الذي علق فيه ووضعته في جيبي .
ورغم فرحي به فقد داهمني تساؤل مخيف
: ـ ماذا لو أن هذا القلم يحتوي قنبلة صغير أو متفجر ؟!
أخرجته وفتحته ثم كتبت به على يدي فتدفق الحبر الأسود ، لقد اطمئن قلبي . جاءني اتصال من صديق ، بقينا نتحدث حتى نسيت القلم .
قبيل منتصف الليل بدأت أحك يدي بشكل بسيط ثم تزايدت الحكة بشكل غريب ، نظرت إلى يدي فإذا هي محمرة وقد بدت تتورم .!
تذكرت القلم . أخذته بخرقة ثم اتصلت بطبيب صديقي ، أخبرته بقصة القلم فأشار علي بالذهاب إلى طبيب جلدية فورا فقد يكون القلم مسموم . سألته : ـ أين سأجد طبيب جلدية في هذا الوقت ؟
صمت قليلا ثم قال لي : ـ لا تخف قد يكون صاحب القلم مصابا بحساسية ، انتقلت إليك بالملامسة ، خذ مرهم مهدئ ، إذا تواصلت الحكة إلى الصباح اذهب للطبيب .
ذهبت إلى الصيدلية أخذت مرهم ودهنت به يدي ، خفت الحكة ، لكن الورم واصل انتشاره ، يدي تثقل ويزداد الورم فيها بشكل مخيف . أصبت بحمى شديدة وغثيان ، تقيأت كثيرا . فمي جاف ولساني كأنه خشبة ، عطش شديد ، أشرب ولا أرتوي .
ليت يدي قطعت ولم تمتد لهذا القلم المسموم ، لقد نصبوا لي فخا ذهبيا بعناية ، اغتيال نظيف .! حين عدت من الحمام لمحت وجهي في المرآة ، وجهي قد تورم هو الآخر وصار ككرة حمراء ، بقع سوداء ظهرت فيه ، نظرت إلى جسمي ، البقع السوداء تنتشر في كل جسمي والورم يتواصل . يبدو أنها ليلتي الأخيرة .!
وكمقاومة أخيرة قررت أن أذهب إلى القاضي الذي يسكن في الطابق الأعلى لينقلني للمستشفى . الوقت متأخر لكنني مضطر ، سأذهب إليه وليكن ما يكون . طرقت الباب بقوة ثم سقطت في غيبوبة ، ولم أعد أذكر ما حدث . في ظهر اليوم التالي أفقت في عالم آخر .
جسدي المتورم ممداً على فراش بسيط على أرض ، في منزل قديم جدرانه من الطين وسقفه من أعود الشجر ، لا أحد بجواري . أدركت أن جارنا القاضي جاء بي إلى هنا حتى أموت بعيدا عنه ، لا يريد أن يلبس تهمة ، قاضي ويعرف القانون وقد أحتاط لنفسه .
حاولت التحرك لكنني لم أستطع ، أجمعت كل قواي لأصرخ لكنني لم أستطع ، كل ما قدرت عليه هو : ـ آآآه لساني ثقيل ، صرت عاجزاً عن الحركة والنطق لكنني ما زلت أرى وأفكر . ـ هل هذا هو الموت ؟ تفكر وترى كل شيء ولكنك عاجز عن الحركة .
عندما أقبلت امرأة عجوز وثلاثة شباب يحملون قدورا مغطاة فرحت لقد تأكدت أنني لم أمت ، ابتسمت العجوز قائلة : ـ أنت بخير ، علاجك سيأخذ بعض الوقت . وأضافت : ـ لا تتوتر ولا تخف ، عليك أن تهدأ ، وأذكر الله كثيرا وأطلب منه الشفاء .
ظننت أنهم جاؤوا بالطعام لكنهم نزعوا ملابسي كلها ، دهنت العجوز جسمي بمادة خضراء لزجة ، ثم وضعت فوقي غطاء خفيف وتركوني ومضوا . أحسست بجسمي يبرد كأنني في ثلاجة ، لقد ذهبت الحكة والحمى والصداع ، لكنني ما زلت أشعر بأن جسمي ثقيل ولا أستطيع أن أحرك حتى أصبع يدي . لقد فرحت بأنني ما زلت على قيد الحياة ، وأنني سأعالج من ذلك السم الغريب ، لكن أين أنا ؟
ومن هذه المرأة ؟ قطعت تساؤلاتي عودة العجوز ومعها امرأة ، أجلستني المرأة ، ثم سقتني العجوز ببطء كأسا من الحليب ثم خرجتا . بعد ساعة عادت العجوز ومساعدتها بكأس من الأعشاب الخضراء لأشربه ، كان مراً لكنني تجرعته ، لو جاءتني هذه العجوز بأي شراب حتى ولو كان بول بقرة لشربته ، أريد أن أتعافى بأي شيء. كانت عيناي تحملقان بالسقف حين مر عنكبوت ، تابعته حتى غاب عن عيني ، بعد دقائق عاد وبدأ ينسج خيوطه فوق رأسي تماما .
عند الظهيرة جاءت بقرص عسل وعليه النحل ، تأخذ النحلة وتضعها على يدي فتلسعني وتموت ، عشر لسعات كل يوم ، وفي اليوم العاشر بدأت أتحدث وأتحرك .
قالت لي : ـ عندما جاء بك القاضي كنت شبه ميت تتنفس ببطء ، كان قلقا مذعورا قال : " الرجل هذا رمى نفسه بباب بيتي ، يبدو أن هناك من سممه أو من يريد أن يلبسني تهمة قتله " . هدأت من خوفه ووعدته أن عالجك . وأضافت
: ـ القاضي صهري زوج بنتي . شكرتها ودعوت لها وبعد أيام بدأت أمشي . لقد تعافيت بفضل الله ثم بعلاج تلك المرأة ، لقد نجوت من الموت بأعجوبة . حينما عدت ورآني الطبيب صديقي صعق وقال وهو غاية الارتباك والدهشة : ـ أكيد تعالجت في ألمانيا ؟
وأضاف : ـ مش معقول أن عندنا مستشفيات حديثة تعالج ذلك السم الخطير . قلت له : ـ تعالجت في دولة أحدث من ألمانيا ، لقد تعالجت في ريمة .! لم يصدق صديقي الطبيب القصة التي أخبرته بها ، لقد أقسم أنني أمزح ، وما يزال يصر حتى اليوم أنني ذهبت إلى ألمانيا للعلاج .!