سمعت مثل غيري وكنت حريصًا على سماع خطاب الرئيس المخلوع / علي عفاش إلى من تم جمعهم على أنهم من أبناء تعز ، وما أظنهم إلا يمثلون أنفسهم ولا يمثلون المحافظة الثائرة صاحبة السبق المشرّف في اقتلاع نظامه ، وأكثر المحافظات تضررًا منه وهو يعرف ذلك حق المعرفة ، بل وحرص كل الحرص على تعميق أزماتها ومآسيها حتى الآن حقدًا عليها ، المحافظة صاحبة الثقافة العريقة والوعي اللامحدود في معرفة علي عفاش وزبانيته وخزعبلاته التي ظل يرددها على مسامعنا أنه مغرم ومحب لتعز وأبنائها ، ولذلك سيقولون له دائمًا " على غيرنا أما نحن فقد عرفناك حق المعرفة ، ولذلك فقد انتفضنا عليك " وهم الى الآن ما زالوا يدفعون ثمن ثورتهم ضده وضد الحوثيين ...
ثم لوحظ أنه مأزوم أشد ما يكون من الستين المليار التي يدعي أنه بريء منها ما يدل دلالة واضحة أن الجهات الأممية استطاعت وبكل وضوح أن تحدد تلكم المليارات وبدقة متناهية ، وأنها ستكون في طريقها للتجميد ، وإقحام إسم الشيخ / حميد الأحمر أظنه جاء خارج سياق النص والمقصود منه هو الرئيس هادي ، ولذلك فهل لدى الشيخ القدرة فى التأثير على المنظمة الدولية إلا إذا كان لدى الشيخ معلومات دقيقة وموثقة بأموال علي عفاش فهذا إن صح فيدل على عبقرية الشيخ وحماقته ..
ثم الرجل ما زال يعيش مأزومًا بأوهام السلطة المنزوعة منه ، وأن أكثر ما يزعجه لفظ (المخلوع) ولذلك سيظل الناس تردد لفظ المخلوع إلى ما شاء الله ، لأن الذي حصل لم يكن لعب أطفال بل كانت ثورة بكل المقاييس ، وما سلّم العلم كما يدعي اعتباطًا أوقناعة إلا تحت ضغط الثورة ، وظن أن الدولة والسلطة مجرد علم يقبل خرقته من جهة ثم ظل يحفر في جدار الجمهورية منذ ذلك الحين حتى سلّم البلاد والجمهورية إلى الحوثيين حقدًا وانتقامًا من الشعب الذي صبر عليه أربعة وثلاثين عامًا ..
ثم الأهم من ذلك كله أن الرجل كما يبدو من ألفاظ خطابه ما زال يخطط لتكرار اقتحام الجنوب والإشتراك مع الحوثيين في ذلك وبواسطة قياداته العسكرية المنتشرة في كل مواقع الألوية التي ما زالت تدين له بالولاء ، وما التحريض الذي يلقاه عبد الحافظ السقاف منه ومن الحوثيين بعدم تسليم المنصب واضح أن المراد من ذلك أن مهمة قوة الأمن الخاصة هو تنفيذ عملية السيطرة على المحافظة عدن من الداخل مع بعض الوحدات الأخرى التابعة له ، بالإضافة إلى الألوية التي ستكون قادمة من خارج المحافظة ، وعلى وجه الخصوص لواء ضبعان فى الضالع مع بعض العناصر المستأجرة فى الداخل الجنوبي ، لكن هل سيكون ذلك عبر تعز والخط البحــري ( المخا ، باب المندب ، ذباب ، رأس العارة ، عمران ، البريقة ) ثم من جهة الضالع ، لحج ، عدن . كل الخيارات يبدو أنها مطروحة ، أو عملية خاطفة ضد الرئيس هادي ، لأنه كما يبدو أن خيارات الحوثيين والعفاشيين أصبحت ضيقة ولن يحققوا أهدافهم الإستراتيجية فى السيطرة على اليمن إلا بإسقاط عدن والرئيس هادي أولاً لأنها أصبحت الآن تمثل الشرعية الحقيقية المعترف بها شعبيًا ودوليًا .. ولم يعد الفريقان يمثلان سياسة فرض الأمر الواقع ...
كما لوحظ عليه كذلك حقده الدفين والمتزايد على شخص الرئيس هادي وبصورة غير مسبوقة ، ولذلك أظنه وبعض الظن إثم أنه يخطط وبكل قوة لإسقاطه وبأي طريقة ممكنة ، وأنه يسعى لأن يعود إلى السلطة شخصيًا قبل أن يرشح ابنه للرئاسة كما يدّعي أنه سيخاطب الجماهير في قادم الأيام مباشرة ، ما يعني أن هناك اتفاقًا جديدًا مع الحوثيين على المصير المشترك في تحقيق أهدافهم معًا ضمن أجندات أظنها ستكون مؤقتة إلى أن يبقى الفريقان ضمن صراع قاتم وقادم بينهما بعد التخلص من الخصوم المشتركين لكليهما ( التصفيات النهائية ) ...
وفى الأخير يبدو أن الرجل يعيش أزمة توحي بإنهياره من الداخل نفسيًا ، وأحقاد الإنتقام بادية على ألفاظه وتقاسيم وجهه ، وأعجب ممن ارتضى لنفسه أن يكون جالسًا ضمن الزفة العفاشية من أشخاص للأسف يكتبون تأريخهم بأحرف ملوثة تساقطت شخوصهم لإرضاء ما يسمى بالزعيم المخلوع ..
10 فبراير 2015م