قطر:الهيمنة والسيطرة على اليمن من بوابة الأحمر الإبن
بقلم/ فياض النعمان
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 4 أيام
الخميس 27 يونيو-حزيران 2013 04:25 م

تسعى دولة قطر الى إعادة البريق الألمع  لسياستها الخارجية  بين صفوف الدول الكبرى المهيمنة على الشرق الأوسط وشبة الجزيرة العربية وذلك لامتلاكها اكبر مخزون  للغاز الطبيعي رغم مساحتها الصغيرة التي لا تتعدي 12 ألف كم مربع بعد فقدنها له اثر الانقلاب العسكري الأبيض الذي لم يظهر للرأي العام بشكل واسع غير المهتمين والمعنيين و المتابعين عن كثب للحراك السياسي داخل الحدود الجغرافية لقطر والذي أسفر بنهاية المطاف الى تسليم السلطة للقيادة الشابة جديدة  إذعانا للضغوطات الداخلية والخارجية  والقبول بتغير القيادات السياسية لقطر  كونها اكبر الدول العربية تبنيا لثورات الربيع العربي الأخيرة  .

فالإستراتيجية العامة التي تقوم عليها دولة قطر بمجمل المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارتية والإعلامية تعتمد على فرضيات بعيدة المدى والتأثير المقبول للأخر والسيطرة المتدرجة للوضع السياسي التي لا تختلف عن نظيرتها الغربية؛ فانتهاجها لشراء العديد من الاستثمارات الأصولية في مختلف مناطق العام في الآونة الأخيرة بعد شرائها متاجر هارودز وناطحة السحاب شارد بمدينة لندن وامتلاكها حصص كبيرة في شركات عالمية في باريس وكذا شراء تنظيم كاس العالم 2022م وغيرها من الاستثمار المختلفة والعديدة التي تقوم به قطر لإرسال رسائل لكل من حولها بأنها رقم ايجابي في المنطقة العربية والعالم ككل .

وعلى صعيد الثورات العربية التي أطاحت بعدد من الأنظمة الاستبدادية العربية خلال العام 2011م ابتداء من ثورة الياسمين بتونس ومرورا بثورة 25 يناير بمصر لتهب رياح الصحراء لتعصف بحكم القذافي وتستقر رياحها عند أهل الإيمان والحكمة لتبدء من جديد في بلاد الشام التي أكلت الأخضر واليابس من أشجار الزيتون ولا يخلوا اي مشهد من فصول الثورات الا وكان لقطر دورا واضحا في دعمها ليس حبا وحرصا على حياة الشعوب العربية بل لأنها أتت في وقت متزامن مع املائات خارجية تطابقت مخرجاتها مع أهدافهم السياسية لتمرير سياساتهم التي أنفقوا من اجلها مليارات الدولارات .

فاليمن كانت إحدى الأهداف العربية لقطر سعت جاهدتا بطريقة او بأخرى منافسة كبرى دول المنطقة والعالم في إعطاء الدعم اللوجستي والمادي لأطراف تترجم أهدافها على الواقع وكذا السيطرة على سياسة اليمن الداخلية والخارجية من خلال ثلاثة عقود من حكم الرئيس السابق علي صالح كانت مغيبة عنها .

فالأحداث الأخيرة التي تواجدت بشكل واضح للرأي العام والمجتمع في اليمن بمشاركة أطراف وانسحاب آخرين من المشاركة في الحوار الوطني الذي انطلق في مارس الماضي حسب مبادرة سياسية لدول الخليج الست وبإشراف ودعم دولي وأممي غير ان قطر كانت بمرحلة من مراحل صياغة تلك المبادرة انسحبت كونها تعارضت مع إستراتيجيتها التى تسعى الى تحقيق مجمل أهدافها وبحثت بعد ذلك على قوى لها تأثير كبير في السياسة والقبلية اليمنية وأيضا بعد تخلي الحليف الحالي القديم للقبائل في الداخل المملكة السعودية عن الجهود الذي كانت تقدمة لهم قبيلة حاشد ممثلة بالشيخ الأحمر وأولاده بعد موته أخذت قطر ترسم وتخطط من جانبها لاستقطاب حميد الأحمر الرجل الأول في حاشد وفي حزب الإصلاح اليمني "جناح الإخوان المسلمين في اليمن " ليكون اليد المسيرة لسياستهم من خلال انسحابه من الحوار الوطني مقابل امتيازات ودعم مالي وإعلامي يحصل عليه هو وحزبه وقبيلته .

وعندما حست قطر بخيبة أمل من تحقيق كل أهدافها في اليمن وعلى رأسها ان يكون الرئيس القادم للبلاد حليفها عملت على تغيير مسار السياسة لها في صنعاء لتقديم حميد الأحمر كوجه عربي تقدمي من خلال واجهة المؤتمر القومي العربي كونها ترى فيه المرشح الأقوى للقيادة العليا بعد انتهاء المرحلة الانتقالية لليمن , وفرضها لحميد وأخيه صادق كعضوان في المؤتمر القومي من خلال تسللها عبر رئيس المؤتمر عبدالملك المخلافي الذي أعطت له إجراءات كثيرة أثارت تساؤلات وأعطت استفهامات عدة حول الضغوطات التي مارستها قطر في اجتماع الأمانة العامة للمؤتمر في يناير الماضي بصنعاء.

قطر من خلال السياسة الممنهجة لها في الوطن العربي بدعمها للإخوان في اليمن والجماعات المسلحة في سوريا وتيارات متشددة في مصر وحركات دينية في تونس والنظام الحالي في ليبيا ومضاعفة دعمها للمؤتمر القومي العربي من خلال المخلافي كلها أجندة تسعى قطر وحلفائها الغرب تمرير العديد من السياسيات التى تخدمهم وتعطي لهم مفتاح الحكم في الوطن العربي والسيطرة على الثروات التى تكتنزها بلاد العرب وإقصاء اي طرف أخر يحاول الدخول مسرح الهيمنة والسيطرة .