بسبب موقف ترامب وهاريس من غزة.. الناخب المسلم أمام خيارين ''كلاهما مُر'' ترامب أم هاربس؟ شارك في توقع من سيفوز برئاسة أميركا عاجل: بيان إشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية في اليمن الانتخابات الأمريكية.. النتائج النهائية قد تستغرق أياماً للإعلان عنها وهذا ما يحتاجه المرشح من أصوات المجمع الإنتخابي ليصبح رئيساً جلسة لمجلس الأمن اليوم بشأن اليمن تناقش نظام العقوبات التي تنتهي منتصف هذا الشهر اسماء الأحزاب والمكونات السياسية في التكتل السياسي الجديد برئاسة بن دغر وموعد الإشهار تعرف على أول قمر اصطناعي خشبي في العالم تُطلقه اليابان إلى الفضاء قرارات حوثية جديدة على محال الإنترنت في صنعاء إعلان نتيجة أول اقتراع في انتخابات الرئاسة الأميركية مساحته شاسعة ويحتوي على غابات.. ماذا نعرف عن أكبر كهف في العالم
رصد : محمد لطف النقيب
أهلاً بكم أنا طاهر بركة أحييكم وأقدم إليكم حلقة جديدة من برنامجكم "الذاكرة السياسية" نتابع في هذه السلسلة مع الرئيس اليمني السابق *علي عبدالله صالح، أهلا بك معنا مجدداً فخامة الرئيس...
أهلا.
*نريد أن نفتح ملف الوحدة قبيل إتمامها وإلى حين التنفيذ، ما الذي ساعد وما الذي عرقل؟
-الوحدة هي هاجس كل اليمنيين من قبل الاستقلال وبعد الاستقلال، بعد رحيل الاستعمار من جنوب الوطن، فهي هاجس كل اليمنيين في الشمال والجنوب، ولكن من الذي يسارع في تقديم تنازلات أكثر من أجل تحقيق الوحدة، وكان هناك تمترس، كل واحد يريد أن يفرض أجندته ورؤاه في تحقيق الوحدة، هذا بعد الاستقلال 68 وما بعدها إلى سنة 70، تطورت الأمور بين الشطرين وتدخلات خارجية بالدفع بالشماليين ضد الجنوبيين والجنوبيين ضد الشماليين، وأفضت إلى حرب 72 وتم إيقاف الحرب وتدخلت الجامعة العربية وتم لقاء بين رئيسي الوزراء في الشطرين في القاهرة الأخ محسن العيني، والأخ علي ناصر محمد، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار وبحث آلية الوحدة واستعادة الوحدة، وهدأت الأمور تلاها لقاء طرابلس بين الرئيس عبدالرحمن الإرياني والرئيس سالم ربيع علي، وتم الاتفاق على تسمية إنهاء ما يسمى بالجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وأن ينخرط الجميع في إطار الجمهورية اليمنية، كان هناك تحفظات.. لماذا تبعدوا لفظ العربية من تسمية دولة الوحدة، كان قد تدخل القذافي وقال لماذا تصرون على كلمة العربية والشعبية، أنتم أصل العرب، وما في داعي لهذا التمترس.. وتم الاتفاق على استعادة الوحدة، وتم تشكيل لجان وإنشاء تنظيم سياسي موحد... إلخ، وسارت الأمور واستأنفت اللجان أعمالها بين الشطرين وطلع عبدالله ونزل عبدالله وتحرك عبدالله، واحد اسمه عبدالله الخامري كان مبعوث شخصي في عدن وهناك في الشمال عبدالله حمران، فكان ينزل عبدالله من صنعاء ويطلع عبدالله من عدن وكله تسويف، كل واحد يريد أن يفرض أجندته..
*حالة مماطلة.. كل واحد يريد أن يكسب أكثر؟
-نعم بالضبط.
*ما هي أقسى التنازلات التي يمكن أن نقول اليوم إن اليمن الشمالي قدمها لتحقيق الوحدة؟
-تطورت الأمور بين الشطرين، التدخل بقيادة الحزب الاشتراكي في الشأن الشمالي من خلال الدفع بالجبهة الوطنية الشمالية التي أفرزتها أحداث أغسطس في صنعاء وذهبوا إلى الجنوب وحصلوا على دعم من الجنوب، وجاء التوحيد بين هذه الفصائل والحزب الاشتراكي، هم عدة فصائل ما يسمى بالجبهة الوطنية الشمالية، وانخرطوا في إطار الحزب الاشتراكي قبل إنشائه في 78 كانوا في إطار الجبهة القومية وكانت الجبهة القومية كإطار حزبي فتم دفعهم، أفضت هذه التوترات إلى حرب 79، التي تم إيقافها بعد تدخل الجامعة العربية، وكان للجامعة العربية دور إيجابي وكذلك العراق والأردن وسوريا وأيضاً روسيا، الاتحاد السوفيتي آنذاك حذر قيادة الجنوب من اجتياح الحدود الشمالية لأنه كان في اجتياح وتوقفت الحرب واستأنفت لجان الوحدة أعمالها من خلال قمة الكويت التي دعا لها الشيخ جابر ـ الله يرحمه ـ وذهبنا إلى الكويت مع وفد شمالي ووفد جنوبي، الوفد الشمالي برئاستي والوفد الجنوبي برئاسة عبدالفتاح إسماعيل، واتفقنا على أن تستأنف لجان الوحدة أعمالها، وكان الإخوة في الجنوب يدعون إلى وحدة فورية على الفور، لأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم أنهم في نشوة انتصار على الحدود الشمالية، فتم الاتفاق على أن تستأنف لجان الوحدة أعمالها خلال 4 شهور ثم يتم اللقاء بين قيادة الشطرين للاطلاع على ما تم إنجازه وما ندخلش في التفاصيل الكثيرة..
*بدون تفاصيل فنية..
-يعني تم الاتفاق على أن تجتمع القمة، فعلاً اجتمعت القمة برئاسة علي ناصر محمد كان نائب رئيس هيئة مجلس الشعب الأعلى ورئيس الوزراء واستؤنفت في صنعاء في 13 يونيو وتم الاطلاع على ما أنجزته لجان الوحدة، وواصلنا في إطار لجان الوحدة، ذهبت بعدها إلى عدن في 81 ونزلت مشروع تحقيق الوحدة على ثلاثة مراحل، على ثلاث محطات، الكونفيدرالية، الفيدرالية، الوحدة الاندماجية لأنه كان الذبح والهجمة من قبل الجبهة موجود في المناطق الوسطى وقلنا بدل ما نشعل حرب أخرى بعد حرب 79 نحمل غصن الزيتون ونحمل مشروع الوحدة، وهم في الجنوب المنادين أكثر بالوحدة، فذهبت ووجدت أنه لم تكن هناك جدية.. عبارة عن رفع شعار للوحدة، كلمة حق يراد بها باطل، تمخضت هذه القمة عن إنشاء المجلس اليمني الأعلى، مهمة هذا المجلس اليمني الأعلى هي إنشاء مشاريع مشتركة وشركات مختلطة وتسهيل تنقل المواطنين، هذا ما تم في لقاء عدن، وواصلت الجهات المختصة أعمالها في هذا الاتجاه، جاءت مأساة 13 يناير..
*86..
-وانقسم الجنوب على بعضه، ذهب علي ناصر ومجموعته، ماكان يسمى بالزمرة إلى الشمال، وهناك سموهم بالطغمة، فذهب علي ناصر وأنصاره من الجيش والحزب والحكومة إلى صنعاء، استقبلوا استقبالا جيدا رغم أنهم خرجوا في حالة مشينة من الجنوب، استقبلوا وأكرمناهم وعطفنا عليهم وسلمنا لهم الميزانية وعوملوا كدولة، هم كانوا يريدون أن يستعينوا بالشمال، يعني يستعيدوا أوضاعهم في الجنوب لشن حرب على الجنوب، نحن رفضنا هذا الأمر وقلنا لا يمكن، من خرج من الباب لا يعود من النافذة، ولا يجوز أن نتقاتل فيما بيننا على السلطة. هدأوا في صنعاء واللجان استأنفت أعمالها بين صنعاء وعدن، بعد مجيء "جوربتشوف" إلى موسكو وبدأ تفكك الاتحاد السوفيتي، وبدأت الحرب الباردة تهدأ، كان الفضل في إنهاء الحرب الباردة هو للرئيس "ريجن" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وحليفته "تاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا، وهما من سعيا إلى تفكيك الاتحاد السوفيتي، وإنهاء الحرب الباردة، هذا كان شعار، سمحت لنا الأمور بالتحرك بسرعة نحو الوحدة عرف الإخوان في الحزب الاشتراكي لم يعد معهم ذلك الضغط حق المنظومة الاشتراكية فهدأوا وتحركنا في اتجاه الوحدة وكان التحرك إيجابيا، طبعاً كان هناك معارضة شمالية وجنوبية على تحقيق الوحدة، ومعارضة قوية، لكن كان هناك إرادة سياسية من قبل القيادتين استغلالا للوقت بسبب تفكك الاتحاد السوفيتي وعدم استمرار التشطير لأن لا ندخل في تآمر على بعضنا البعض، لأنه وجود دولتين في مكان واحد أو كيانين في جسم واحد ما هو إلا تآمر.
*يعني كان هناك ظرف دولي موات؟
-نعم.
*طيب.. لما صارت الوحدة، ما هي أقسى التنازلات التي قدمتموها؟
-كل واحد قدم تنازلات يعني الشمال قدم تنازلات والجنوب قدم تنازلات، الشمال بحكم ثقله السكاني قدم تنازلات كبيرة، في المناصب، في الحقائب، في مراكز صنع القرار، قدم تنازلات كثيرة من أجل الوحدة، وجاءت الوحدة واندمجنا وانتهى الموضوع، بدأت مشكلة حرب الخليج والأزمة وغزو العراق..وإلخ... انعكست هذه المشاكل في المنطقة...
*غزو العراق للكويت؟..
-نعم غزو العراق.. انعكس أيضاً على الأوضاع في اليمن، وحصلوا على دعم جناح كان في الحزب قوي وذهب إلى المنطقة، وحصلوا على دعم معنوي ومادي لإعادة فصل الجنوب عن الشمال بحجة أن الحكومة اليمنية بكامل تكويناتها محسوبة على نظام صدام حسين، أو تدعم صدام حسين، وهذا غير صحيح، وأنا قد تحدثت في أكثر من مناسبة بأنه لم يكن لنا فيها لا ناقة ولا جمل، صدام حسين ارتكب حماقة وغزا الكويت، وتحدثنا معه وقلنا له لن يسمح لك المجتمع الدولي ببلع هذه الدولة، ووعدنا بالانسحاب، وقال أخبروا لي الملك فهد يتصل بي..
* هل يمكن القول بأن علي سالم البيض هو الذي قاد التيار الوحدوي مع الشمال، هل يعود له الفضل في ذلك؟
- نعم.. ومن ورائه مهندس الوحدة المرحوم صالح بن حسيني، هو كان أكبر شخص مؤثر عليه..
*برغم أنك وصفت البيض فيما بعد بأنه خائن وعميل؟
-عندما أعلن الانفصال.
* إذاً أنتم كنتم تريدون وحدة على مراحل تبدأ بالكونفدرالية إلى حين تحقيق الوحدة الاندماجية...
- كانت خيارات لهم؟
*كانت خيارات.. طرحتموها عليهم ولكن عندما جاء الظرف الدولي المواتي أتت الفرصة للاندماج؟
-وافقوا على الوحدة الاندماجية.
*هل ساعدت الوحدة اليمنيين في تحسين أحوالهم المعيشية، الاقتصادية، الأمنية، السياسية، أم أنها زادت عليهم الويلات من الحروب والفقر والمآسي؟
-في السنوات الأولى لم يكن أداء الحكومة جيدا نتيجة التقاسم وكل واحد كان يرمي المسئولية على الطرف الآخر، واشتدت الأمور حتى جاءت حرب صيف 94 بعد نهاية حرب 94، لمس المواطنون في الجنوب وفي الشمال خيرات الوحدة.
*طيب ممكن تسمح لي أقول لك الأسباب التي يقولها الجنوبيون والتي أدت إلى ما وصلتم إليه في 94، يقولون إن أبرز الأسباب تتلخص في حرب الاغتيالات التي استهدفت قيادات الحزب الاشتراكي في صنعاء، ومنها قيادات عسكرية أساسية وأن هناك خطة كانت محكمة من قبلكم لتصفية قياداتهم؟
-هذا غير صحيح.. هذا عمل استخباري خارجي من أجل أن يقولوا طلعنا إلى صنعاء ولم نأمن ويجب أن نعود إلى عدن.
*يقول البيض وافقنا على الوحدة طواعية، لكن عندما تصبح هذه الوحدة معمدة بالدم فنحن نرفضها، ولقد رضينا بالوحدة، لكنها تحولت إلى احتلال فرفضناها؟
-أي دم؟، أنتم أصحاب مشروع العودة بالوطن إلى ما قبل 22 مايو، أنتم من رفضتم، وأنتم من استلم ثمن الوحدة وثمن الانفصال وليس نحن.
*كيف تصف البيض؟
-هو صاحب مقدام لكن حالاتي، انفعالي.. أحياناً ينساق بشكل إيجابي وأحياناً انفعالي..
*فخامة الرئيس، إلى أي مدى ساهمت نتيجة الانتخابات في 93 التي خضتموها مع الاشتراكي في تصعيد حدة الموقف بينكم ما أدى إلى حرب الـ 94؟
-كان من المفترض أن تجرى الانتخابات في 93 بأشهر، ولكن هم طلبوا التأجيل، تقريباً أجلت حوالي ستة أشهر، بعدها تفاوضنا وتمت الانتخابات، تمت الانتخابات تحت إشراف لجنة عليا مشتركة، كان لهم الأغلبية فيها، كان في اللجنة العليا شخصيات كبيرة من الحزب، وتمت الانتخابات، لكن كان هناك نوايا مبيتة للانفصال من خلال التحركات، الاستيلاء على المال العام في الجنوب، عدم وصول الأموال إلى العاصمة المركزية للدولة، فكانوا هم يصرفون ببذخ من الخزينة العامة لدولة الوحدة، وكانت من الخزينة الرئيسية وهي الشمالية، كانوا يصرفون كأنهم غير مسئولين، وأن هذه ليست ممتلكاتهم ولا ممتلكات اليمن، ولكنها ممتلكات الشمال نتصرف فيها، كانوا يصرفون بعبث، فجاءت الانتخابات، وشكلنا غرفة عمليات برئاستي ورئاسة علي سالم البيض، وكنا في القصر الجمهوري ونتابع سير الانتخابات..
وتطلع النتائج، في نهاية الأمر المؤتمر لم يحصل إلا على مقعد أو مقعدين في الجنوب وهم حصلوا على سبعة في الشمال تقريباً. يقول علي البيض لي بالحرف الواحد في آخر الانتخابات:"كم كنا نتمنى لو أنكم حصلتم على مقاعد أو حصدتم مقاعد في الجنوب ونحن نحصد مقاعد في الشمال".. كان كلامه جميلا، قلت له:" طيب عاد الحالة النفسية والتوترات والتأثير الشطري والسيطرة الشطرية تحتاج إلى وقت خليها تفوت"، قال:" أخشى ما أخشاه أن يجتمع البرلمان الجنوبي ويعلن الانفصال"، قلنا:" غير رأيك نحن ما زلنا في بداية الطريق، لا يمكن، على أي أساس؟، قال:" لأنه هكذا"، كان في رسم خططهم أنهم سيحصدون مقاعد الجنوب ومقاعد في الشمال بحكم وجود ونفوذ الجبهة الوطنية، المؤتمر الشعبي العام دخل الانتخابات وشتت الأصوات لأنه في كل دائرة ثلاثة، أربعة مرشحين مؤتمريين، فجاء للإصلاح نصيب جيد وللبعثيين وللناصريين.
*صحيح.. بس هنا اتهام لنظامك السابق بأنه حضرتك ساهمت في هزيمتهم في الانتخابات لأنك قطعت عليهم الطريق بدخول الإصلاح؟
-الإصلاح حزب موجود، سمحنا بالتعددية السياسية بعد إعلان الوحدة على طول فكان لا بد من دخول الإصلاح والناصريين والبعثيين، والناصريون أساساً هم شماليون والبعثيون معظمهم شماليون والإصلاح كان شماليا..
*الاتهام أنك قصدت دعمهم من أجل أن تهزم الجنوبيين؟
-لا أنا لم أدعم، أنا كنت أدعم كل القوى السياسية لتكون شريكة، كنت أريد كل القوى السياسية تكون في شراكة واحدة.
*هذه التعددية الحزبية قلت عنها فيما بعد بأنه كانت خطأ ارتكبته القيادة بعد الوحدة؟
- صراحة هي مشروع الحزب الاشتراكي أما المشروع الصحيح، والذي تم الاتفاق عليه في طرابلس، هو إنشاء تنظيم سياسي موحد، وتكون هناك داخل هذا التنظيم السياسي الموحدة منابر تعبر عن رأيها، لأننا قد نصل إلى التعددية السياسية قد تؤثر وتعمل شرخ.. هم أصروا على التعددية السياسية، كانوا يعتقدون أنهم سيكسبون ولاء الناصريين نتيجة تذمر الناصريين في الانقلاب واتخاذ الإجراءات القضائية بحقهم، وأنهم سيكسبون ويميلون إليهم، كذلك ما يسمى بالبعثيين، كذلك الجبهة الوطنية .
*يعني جذب كل من له مشكلة مع نظامك؟
-نعم مع النظام في الشمال..
*فخامة الرئيس اتهمت في تلك الفترة بالتشجيع لتيارات الإسلام السياسي في الجنوب، وبالتالي تشجيع العنصر القبلي أيضاً في الجنوب من أجل إنهاء سيطرة الجنوبيين للاشتراكيين في الجنوب؟
-التعددية السياسية، لأنه ما بني على باطل فهو باطل، كان الشعب في الجنوب مقهوراً من تصرفات الحزب لأنه الحزب هو القائد والحزب هو الدولة فأقصوا كل القوى السياسية في الجنوب...
*مش هكذا كان الوضع في الشمال؟
-خليني على الجنوب.. فأقصوا كل القوى السياسية الفاعلة في الجنوب وبقي الحزب القائد حتى انتهت الألقاب لهم.. مثلاً علي ناصر محمد الحسني، خلاص ما فيش حاجه، اسمه علي ناصر، فسيطروا سيطرة كاملة، كما قلت لك ما بني على باطل فهو باطل، مجرد ما جاءت الوحدة حصل انفراج تحرك العنصر القبلي، تحركت جبهة التحرير، تحرك المشايخ، تحركت كل القوى، اتهموني أنا بها..
*وأنت دعمت ذلك؟
-لا أبداً.. هم مدعومون من أنفسهم، اتهموني بأني الذي دعمتهم لإنهاء نفوذ الحزب، وهذا غير صحيح، لكن مثلما تحدثت أنه كل شيء يحصل يعلقون الشماعة فوق الرئيس صالح، خلاص طيب ما شاء الله، إذا الرئيس صالح بهذه القدرة وبهذه الإمكانيات وبهذا الدهاء، هذا شيء عظيم أن يوصف بهذه الأوصاف، أداؤهم كان أداء غير سليم، قبل الوحدة.. ولذلك الجنوب انتفض عليهم ولن يعود لهم ذلك النفوذ، وأرادوا بالانفصال أن يستعيدوا بناء الدولة الجنوبية القهرية لإضعاف الجنوب.
*أنت تلومهم على نظام الحزب الواحد وإلى ما هنالك؟
-طبعاً حزب واحد..
*ولكن هم يقولون بأنه هذا ما كان حاصل في الشمال وبقي؟
-بالعكس، في الشمال كان هناك تعددية غير معلنة، لأنه نحن تربينا على ثقافة القاضي عبدالرحمن الإرياني أن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة، فكانت ثقافتنا على هذا الأساس رغم أن الحزبية موجودة، فلما عملنا انتخابات قبل الوحدة انتخابات لمجلس الشورى ظهرت التعددية كاملة، لكن غير معلنة، فلم تعلن على السطح إلا في عام 1990..
* يقال أن تلك السياسة التي اتهمت فيها بتشجيع العنصر القبلي وتيارات الإسلام السياسي هي التي أدت فيما بعد إلى نمو التيارات المتطرفة في الجنوب التي تحاربها السلطات الآن وحاربتها أنت من قبل؟
- التطرف في الجنوب موجود، التيار الأخطر في الجنوب هو تيار القاعدة، والذي أنا حاربته قبل الانفصال، وعلى رأسهم الفضلي وغيره، ودخلنا في مشاكل معهم قبل حرب 94 حرب الانفصال، وتواصل هذا التيار وتقاتلنا معه وتم التنسيق والتعاون بيننا وبين الأمريكان، تعاون استخباري، لكن لم نفتح لهم الأجواء على مصراعيها لا براً ولا بحراً ولا جواً، يعني كان هناك تنسيق كل ما احتجنا إليهم قدمنا لهم تسهيلات لضرب القاعدة..
*لكن أنت تنفي استخدام أو اللعب على وتر الدين من أجل محاربة الماركسيين الذين يوصفون بالإلحاد والكفر؟
-لالالا.. بالعكس أنا ضد التطرف، أنا الذي عانيت من التطرف أكثر من أي واحد قبل الوحدة وبعد الوحدة.
*بعد اعتكاف البيض وتصاعد حدة الموقف تم التوصل بعد إلى وساطة أردنية من الملك حسين تم التوصل إلى وثيقة..
-وياسر عرفات..
* تم التوصل إلى وثيقة العهد والاتفاق، كيف تم التوصل إلى مثل هذه الوساطة، يعني ما الذي قام به الملك حسين وياسر عرفات؟
-الملك حسين كانت نواياه طيبة، يريد أن يعمل على رأب الصدع والحفاظ على الوحدة اليمنية، ودعانا إلى عقد قمة تمثل كل القوى السياسية التي مع جناح البيض وجماعته والتي معنا واجتمعنا في عمّان وجرى حوار طويل ساخن حتى توصلنا إلى وثيقة العهد والاتفاق، ونحن قدمنا التنازل فيها وليس علي سالم.
*ماذا قدمت؟
-كل بنود الاتفاقية، جرى الحوار بينهم.. أنا كنت أقدم التنازلات وكانت قوى سياسية ترفض هذه التنازلات من بينهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وحزب الإصلاح، وكانوا يقولون هذا تفريط من جانبك، قلنا من أجل الحفاظ على الوحدة لا بأس، وقعنا على هذه الوثيقة، لم يجف حبرها، وذهب البيض إلى المملكة على طائرة خاصة، ولم يعد إلى صنعاء، كتب الشيخ عبدالله الأحمر ـ الله يرحمه ـ في الوثيقة أنها سارية المفعول إذا عاد التئام القيادة في صنعاء.
*إذاً لم تنفع مثل هذه الوثيقة لأنه (البيض)كان يتجهز للحرب من قبل وبدعم خارجي؟
-نعم.. كانت هذه الوثيقة متطرفة، على أساس أنها شروط تعجيزية لي شخصياً،.. أنا أوافق عليها، وجماعتنا يرفضوها..
*ما هو أبرز شرط تعجيزي، أنت اعتبرت أنه إنجاز كبير أنك قدمته؟
-لا أتذكر بنودها.. لكن هي منشورة تستطيع أن تأخذها، فكانت شروط تعجيزية أنا كنت أقبل بها على طول، الإخوان في القيادة في المؤتمر وحلفاؤنا الإصلاح كانوا رافضين، وأيضاً البعض البعثيين كانوا رافضين، قلنا ما علش من أجل الحفاظ على الوحدة، البيض عنده نوايا مسبقة وقرار بالانفصال، ليش؟.. لو سألتني كان في انقسام داخل الحزب لأنه كان في من ضمن الاتفاق أن نعمل دمج للحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام، فكان للجبهة الوطنية دور كبيرة في عدم الموافقة على دمج المؤتمر والحزب، كأنه سيكون الحزب جنوبي والمؤتمر شمالي، وكان هؤلاء الشماليون الذين في الجبهة سيسمونهم البدون، إنهم سيخرجون من هذه اللعبة السياسية لا هم شماليون ولا هم جنوبيون، فعملوا على عدم دمج الحزب والمؤتمر، وهذا باعتراف البيض، البيض قال وأنتم ما دام عملتم لي هذه الشغلة وأنا سأعمل شغلة أكثر من هذا، أعلن الانفصال، أنا جبتكم إلى دولة الوحدة وسأخرجكم منها.
* فيما حصل في الجنوب في 94 حرب الانفصال، هناك معلومات تم تداولها عن أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح ليس فقط كان متوقعاً الحرب وإنما أيضاً كان متجهزاً لها من خلال دفع الأموال لقيادات عسكرية وقبلية في الجنوب، من أجل ما يسمى أو ما يسميه خصومك بشراء الولاءات؟
- هذا غير صحيح..
*وهو ما سهل كثيراً؟
- هذا غير صحيح، على الإطلاق، هم الذين أشعلوا الفتنة وأشعلوا الحرب، وليس لي علاقة إلا بالحزب فقط، الذي كان شريكا أساسيا في تحقيق الوحدة، وهذا غير صحيح، وهذه ادعاءات باطلة وكل ما كان الإنسان فاشل في تصرفاته لحزب أو دولة أو حكومة أو مؤسسة يرميها على الآخرين، هذا غير صحيح..
*تمت الوحدة في 22 مايو 90 وحصلت حرب الانفصال في 94 وظلت الوحدة طبعاً وعلى مدى حوالي عشرين سنة، لنقل لم يسجل أن اليمن استفاد وانتشل من حالة الفقر الكبيرة والبطالة رغم الثروات الكبيرة الموجودة في الجنوب.. الشواطئ، الموانئ، الثروات النفطية، المعدنية، السمكية، ممرات دولية، لماذا؟
-هذا غير صحيح، الثروة بدأت في الشمال ولم تأت الثروات في الجنوب إلا بعد الوحدة عندما اطمأنت الشركات الاستثمارية أن تأتي في ظلِّ حكم صالح، لأن حكم صالح وصف بالاعتدال والوسطية والهدوء وعدم هيمنة الحزب الواحد، فجاءت الشركات واستخرجنا النفط والغاز في جنوب الوطن، لأن السياحة تحتاج إلى أمن وإلى استقرار.. تحتاج إلى ترويج سياحي، هنا يوجد تخلف لذا نحن معتمدون على ما استخرجناه من النفط والغاز والسياحة البسيطة، والسياحة كان ممكن تكون ثروة أكثر من النفط والغاز، لكنها تريد استقراراً، تريد وسائلها وسائل السياحة في حضرموت في عدن في الحديدة في المخا في الجزر.
*طبعاً مناطق رائعة، لكن الأموال التي استُخدمت أو استفدتم منها هي من هذه الثروات؟
- هذه استخدمناها في البنية التحتية.. شركة الطرقات، إنشاء معاهد، المعاهد الفنية، المدارس، مدارس التعليم الأساسي، هذه كلها استفدنا منها، لم نأخذها إلى جيوبنا ولا أودعناها في البنوك الخارجة، ونتحدى من يقول غير هذا، وتعتبر مصادر أننا نرفض المبالغ في الخارج، أحدهم قال علي عبدالله صالح ثروته 60 ملياراً (صحيح)، وفي الخزينة العامة عندما سلمت السلطة فيها خمسة مليارات.. كيف شخص يمتلك، من الذي كان يبيع النفط والغاز.. مش أنا، تبيعها الحكومة وعلى رأسها وزير النفط ووزير المالية، وعلى رأسها الآن وزير المالية.
* فخامة الرئيس في العام 82 أسستم المؤتمر الشعبي العام الذي وصف فيما بعد بأنه حزبك الشخصي، وأنه الحزب الذي استخدمته لكي يوافق على كل شيء تقرره ولكي يرسخ سلطتك؟
- إنشاء حزب المؤتمر الشعبي العام في عام 82 نواة تنظيم سياسي في مواجهة ما كان يسمى بالحزب المنظَّم في جنوب الوطن الجبهة القومية وبعدها الحزب الاشتراكي اليمني، فجاء هذا التنظيم ضمن لجنة حوار، وهذه اللجنة ضمت كلَّ القوى السياسية الفاعلة في الشمال (إخوان مسلمين- مستقلين – بعثيين – ناصريين – سبتمبريين) وصاغوا ميثاقاً وطنياً، ونزل للاستفتاء الشعبي لكافة الناس بكل توجهاتهم السياسية وتم الاستفتاء عليه وتم عقد المؤتمر، وكان هناك فكرة من بعض القوى السياسية ينعقد المؤتمر وينفض، ونحن قلنا لا بد أن يكون له آلية وديمومة فصار المؤتمر تنظيماً سياسياً انخرطت فيه كل القوى السياسية وفي كل تكويناته وفي كل قياداته ولم يكن حزب عقيدة واحدة، حزب اتفقنا على كل شيء في وثائقه، وكانوا كلهم داخل هذا الحزب ولم يخرجوا من الحزب إلا في 94 عندما عقدنا اتفاقاً وتم إشهاره، وبقي عدد كبير منهم في داخل المؤتمر الشعبي العام أفرزتها أحداث الأزمة، خرجوا منها.
*في نفس الإطار يقول عنك سنان أبو لحوم- أحد أبرز مشايخ قبائل بكيل- إنه لا يدري متى تكون صديقاً ومتى تكون عدواً، وأن سياستك اعتمدت على المال لشراء الولاءات؟
- في حقيقة الأمر الشيخ سنان كان ضمن العناصر المتنفذة في حكم القاضي عبدالرحمن الإرياني، وكان محافظ الحديدة وكان يتحكم في المال وفي مرتبات موظفي الدولة، وكان أحد مراكز القوى.. فهو يريد أن يكون الحاكم تحته، وهذا هو مرفوض تماماً، رغم أن سنان أبو لحوم من العناصر التي زكت علي عبدالله صالح في ترشيحه وانتخابه للرئاسة في 78، ولكن كان يريد أن يكون الرئيس رئيساً ولكن يكون تحته، هم الذين يملون عليه القرارات أو آراءهم.
* تحدثنا عن أبو لحوم، سنعود للحديث عن آل الأحمر فيما بعد أثناء حديثنا عن الثورة.. الشراكة مع الاشتراكيين ليست فقط هي التي لم تنجح، إنما أيضاً الشراكة مع التجمع اليمني للإصلاح، لأنه رغم الشراكة التي صارت ورغم خوضهم الانتخابات إلا أنه فيما بعد خرجوا أو انتموا للمعارضة، هل يعقل أن كل هذه القيادات في كل هذه النخب كانت على خطأ وكانت على تآمر على حكم صالح؟
- هم دخلوا معنا في ائتلافين وشاركوا في الحكم، وجاءت حرب الانفصال وأعدنا ترتيب الأوراق ودخلوا في الشراكة في الحكم.. تجربتهم الإدارية والقيادية لم تكن بمستوى القيادات المؤتمرية المتخصصة والمحترفة، سواء اقتصاديين أو قانونيين أو سياسيين، كانوا مثاليين يرون حكم البلد على طريقة الخلافة الإسلامية أو ولايات الفقيه، وهذا لا يليق بالشعب اليمني.. ولاية الفقيه في اليمن تخلصنا منها في 26 سبتمبر عندما انتصرت الثورة على الإمامة والدجل بدين الإسلام.. الإسلام بريء.. الإسلام للناس جميعهم.. لكن الاقتصاد شيء ثاني والقانون شيء ثاني.
* هم شركاؤك في الحكم يعني فكيف يكونون مثاليين ولا يفهمون؟
- شريك معي في إطار ما تقتضيه مصلحة البلاد.. في إطار التشريع.. في إطار القانون.. في إطار الدستور.. الدستور نحطه على جنب ونستخدم دستوراً آخر.
* بس يقال بأن همك كان فقط فرض محاولة شراكة قسرية لكي يقال بأن الآخر معي في الحكم على أنقاض الاشتراكيين؟
- مش صحيح.. هم جاءوا طواعية، لم يجبرهم أحد، وشاركناهم في انتخابات 97 ورفضوا واتخذوا قرار المعارضة.. 97 هم الاشتراكي أما هم كانوا شركاء.
* بس اتهم المؤتمر الشعبي بأنه احتكر صلاحيات الحكومة والوزراء، وقالوا آنذاك قياداتهم بأن وزراءهم شاهد ما شافش حاجة؟
- كانوا ضعفاء.. غير قادرين على المواكبة ولم يكن عندهم خبرة إدارية.. خبرة خطابة.
* يعني أنت تعترف أنك همشتهم؟
- لا لا.. لم أهمشهم هم همشوا أنفسهم.. هم عبارة عن خطباء ومحاضرين، لكنهم لا يعرفون كيف يديرون الاقتصاد.