آخر الاخبار

الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية

الثورة وسلميتها إلى أين؟
بقلم/ م/ جميل التميمي
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 5 أيام
الأربعاء 31 أغسطس-آب 2011 03:07 م

إن كل الثورات التي قرأنا وسمعنا عنها هي نَتاج لكل أشكال القمع والاستبداد الذي مورس على الشعوب من قبل من جعلوا أنفسهم سادة على الغير يمتازون بخيرات البلاد ولغيرهم الحرمان والأسى الذي طفح بشعوبهم وكانت هدايتهم إلى طريق الخلاص والخروج من محنتهم هو الغضب الشعبي الذي صُنف بأنه فتيلٌ عصي التركيب سريع الاشتعال يحرق نعيم وجنة من مارسوا الظلم و ساقوا البلاد إلى دمار.

وقد كُتب على الثورات المرور بتحديات أكثرها وحشية وشراسة تكون من أبناء جلدتها وذلك لوجود منافقين مستفيدين من النظام يعلمون أن بقائهم من بقاءه فيعمدوا إلى شن حرب عشواء عسكريا وإعلاميا واقتصاديا, فعسكرياً بإصدار الأوامر التي نزعت منها سمة الرحمة والإنسانية لقمع وقتل الثوار لا لذنب إلا أنهم يسعون إلى التخلص من حقبة حكم لم يروا فيها إلى البؤس والشقاء ويطلبوا بالعدل والمساواة, أما إعلاميا فتظهر وجوههم المقمحة وهي تتبجح بافتراء الإشاعات والأراجيف والاتهامات للثوار بالتمرد و التطرف يرافقها تبريرات كسيحة عما جرى من اشباكات "قمع" مع من يصفونهم بالمتردين بأنها كانت بالخطأ أو دفاعاً وحفاظاً على ممتلكات الوطن, أما اقتصاديا بأن يجعلوا الحصول على أبسط أسباب العيش من المعجزات وإن توفرت يصبح استعمالها والاستفادة منها شيء من الخيال.

ومع كل هذه الإرهاصات يحسبون أنهم يحسنون صنعا وما علموا أنهم بذلك يُعجلون من أجلهم المحتوم للنظام الذي أفسد في حق الوطن والمواطن على حدٍ سواء وبكل ما تحمله الكلمة من معان ودلالات في شتى مجالات الحياة المعيشية والصحية والعمرانية, فيزداد إصرار الشعب بالخلاص من الحكم المستبد ويصبح غضب الثوار كالإعصار الهادر الذي تحركه الحرية والولاء للوطن متجهاً إلى قلاع ومعاقل حكامهم ليقضي على نظام الاستبداد فانياً النهاية المخزية لكل من أفسد وساند هذا النظام .

وما حدث في تونس و مصر ليس ببعيد, فقد قدموا نموذجا رائعاً في سلمية الثورة التي قضت على نظام الظلم والاستعباد ومما ساعد في إنجاح سلمية ثورتهم دون التدخلات الخارجية التي تميع القضية وتفرض الحلول لها هو التأييد والدعم الكامل من قبل الجيش للثورة والذي أوقع حكامهم في مأزق لا يحسدوا عليه أرغموا إلى الرضوخ والاستسلام لنداء غضب الشعب الذي طالما تجاهلوه.

وبالانتقال إلى ثورتنا المباركة فقد حذت حذو الأولين وأعلنوها سلمية, لكن النظام أرادها أن تكون دموية, حدث ذلك في جمعة الكرامة كأكبر تصعيد وتأجيج للثورة والتي من بعدها أخذ الثوار العهد والميثاق بالصمود وفاءً للشهداء حتى يسقط النظام وأعوانه كما تتالت أيضا استقالات كثيرة تنديداً على هذه الحادثة بقتل العزل المطالبين بتغير النظام, واعتبر الناس أن هذا نصر لثوره وتأملوا بقرب الحسم ثم تلتها أحداث أخرى غيرت مجرى الثورة وهي حادثة جامع النهدين التي استنكرها الجميع؛ لحرمة المسجد, وإلى الآن ظل الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء.

ولقد كانت هناك بشائر بالإعلان عن المجلس الوطني, لكنها وئدت بمشادات ما كان لها أن تطفو الآن على السطح, وما نخشاه هو أن تكون سلمية ثورتنا كسلمية مفاوضات استقلال بعض الدول من المستعمرين انتهت بأن جعلت من سلميتهم إن صح أن نسميها ضعفا أدت إلى فرض شروط غير مرغوب فيها. والآن هناك محاولات حثيثة تسعى لعرض المبادرة ذات الميزان الناقص والخوف أن تميع القضية وتسوى الأمور بعدم الخلاص من النظام أو بتشكيل حكومة ائتلافية يكون للنظام الذي أفسد نصيبٌ منها.

فعليهم أن يعوا أن سلمية الثورة ليست ضعفًا ليفرضوا الشروط غير المرغوبة والتي تغتال الثورة؛ لأن ذلك لا ولن يسمح به الثوار الذين يسعون إلى الإيفاء بالعهد والوفاء لدم الشهداء التي أريقت. فلا تجعلوا الثورة بين خيارين أحدهما أمر من الآخر, فالثورة ليست مأزقًا وقعنا فيه ونسعى للخلاص منه. إنها ثوره عزٍ وكرامة ننشد فيها اليمن الجديد. يمن العدل والمساواة في ظله يهنأ الجميع بالعيش السعيد.