إلى دعاة التأنيث.. المساواة المطلقة، مفسدة مطلقة
بقلم/ محمد بن ناصر الحزمي
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و 26 يوماً
الأحد 09 مايو 2010 07:06 م

إن من سنن الله في الحياة أن خلق فيها التنوع ،وخلق لكل شيء مقابل، فالسماء تقابلها الأرض ،والنجوم تقابلها الكواكب ، والحلو يقابل المر، والليل يقابل النهار، والذكر يقابل الأنثى ، وهذا التنوع والتقابل ليس تضادا، بل تكاملا، فالنجوم ليست ضد الكواكب ،والليل ليس ضد النهار، وكذلك الرجل ليس ضد المرأة، وكما أنه لا يستطيع أحد أن يجعل الكوكب نجما ، والحلو مرا ، والشمس قمرا ،إلا إذا غيرت من خصائص تركيبه وطبيعته ، فكذلك لا يمكن أن تصير المرأة رجلا، والرجل امرأة ، إلا إذا غيرت من تركيب احدهما ليتساوى مع الأخر، وهذا مستحيل لان الأمر بيد الله وحده ، وهذا ينطبق على عالم الحيوان والنبات ،فكل نوع منها يؤدي وظيفته حسب تركيبه، وهذه سنة ربانية ، تؤكدها العقول السليمة، والنواميس الكونية ، ونلحظ ذلك في حياتنا العملية ، فالسيارة لا يمكن أن تقوم بعمل( الشيول) ، فكل ميسر لما صنع له، والبقرة لا يمكن أن تقوم بعمل الثور ، وهذا ما ينطبق على الرجل والمرأة ، فكل ميسر لما خلق له، فمن المستحيل بعد أن أدركنا الاختلاف التركيبي، أن يقوم الرجل مكان المرأة في العمل، والمرأة مكان الرجل كذلك ، ولهذا فعمل المرأة يجب أن يناسب تركيبها الخلقي والرجل مثل ذلك ، وهذه هي العدالة ، لان العدالة لا تعني المساواة ، بل تعني إعطاء كل ذي حق حقه ، لا يمكن أن احمل الفقير ما يحمله الغني ، ولا يمكن إن تكون مسؤولية الأمير كالمأمور ، ولكن لكل بقدره، فالمساواة بين المختلفين ظلم ،والمخالفة بين المتساوين ظلم أيضا، وهذا ينطبق على العلاقة بين الرجل والمرأة ، .

فمن يسعى لمساواة المرأة مع الرجل مساواة مطلقة فقد ظلمها ، وهذا ما وقع فيه الغرب ، لأنه لا يملك شريعة ربانية يهتدي بها ، ولهذا وقعت له المفسدة الكبرى ، عندما قرر أن يُحمل المرأة ما لا تحتمل ، وأخرجها عن وظيفتها الأساسية، وحملها وظيفة الرجل ، ومن ذلك تكليفها بالإنفاق على نفسها ، فذهبت تزاحم الرجال وتصارع الحياة لكسب لقمة العيش ، وقد تُحقق بعضهن نجاحا ،ولكنه على حساب المهمة الرئيسية ، على حساب أسرتها ،وأطفالها، وبيتها، واستقرارها ، ومن هنا وقعت كارثة التفكك الأسري في الغرب ، فالمرأة هناك مخيرة إما أن تعمل لتضمن لقمة العيش ، أو تربي أطفالا فتموت جوعا ، فاختارت حياة الكد مجبرة ، وساهم في ذلك ، السقوط الأخلاقي الذي يعيشه الغرب ، فالرجل والمرأة جبلا على غريزة الشهوة الجنسية ، وبما أن الزواج هو الطريق السوي لإشباع هذه الغريزة ، إلا أن المساواة أحدثت تنافسا بين الرجل والمرأة وليس تكاملا فصار الزواج عبأ عليهما ،فاختارا العلاقة السهلة، التي لا تترتب عليها مسؤوليات ، وهي علاقة الزنا وتعدد الخليلات ، وان حدث إنجاب من هذه الطريقة فمراكز الإيواء تنتظرهم، ودار العجزة بعد كبرهم يأويهم ، وكان نتيجة لذلك النضوب السكاني الذي يعانونه اليوم ، في مقابل نمو سكاني كبير في بلاد المسلمين ، مما جعل الغرب مهدد بالهجرة الاختيارية أو الإجبارية من قبل المسلمين، ومن ثم تغيير التركيبة الديمغرافية، والثقافية، والعقدية له ، وهذا ما يخشونه ، فمستقبلا كما يقول مركز برلين للتنمية السكانية، فان ألمانيا سيتناقص عدد سكانها في عام 2050م عشرة مليون نسمة ،وهذا نموذج للخطر الذي يتهددهم ،ولهذا بدأت ألمانيا بدفع حوافز كي تعود المرأة إلى بيتها لتربي الأطفال ، ومن ذلك منح كل موظفة 67% من راتبها إذا قررت العودة إلى البيت ( والعرب يعملون على إخراجها من البيت ) وبريطانيا قررت منح كل طفل 7 دولار يوميا وغيرها من الحوافز ، وهذا العلاج وجدوا انه غير ناجع ، وبدلا من معالجة أمراضهم المسببة لهذه المفسدة ، ذهبوا يصدرونها إلى أعدائهم المسلمين ، لإحداث توازن سكاني بالإكراه ، عبر الاتفاقات الدولية ، والمقررات الأممية ، وبوسيلة الضغط عبر المنح والقروض الممنوحة ، ووظفوا معهم بعض المنظمات النسوية ، ومن يسمون بدعاة الأنوثة ، من كتاب وصحفيين ، ليروضوا الشعوب المسلمة على تقبل أمراضهم ، والتي تهدف إلى المسخ الأخلاقي، والتفكك الأسري، بغية تحديد النسل وإضعاف الأمة ،باسم المساواة والحقوق والحريات وحجج واهية، مقابل أموال حقيرة يجمعونها ، وأفكار ملوثة يتشربونها ،(ولهذا نلاحظ لماذا علاجات ووسائل منع الحمل هي الأرخص على الإطلاق ، وأدوية علاج العقم هي الأغلاء) ويربطون كل ذلك بمحاربة الفقر ، مع أن محاربة الفقر ليس بتقليل السكان ،لأن الانقراض البشري سيكون نتيجة لذلك، ولكن بالاعتناء بالإنسان صحيا ،وتعليميا، وتنويع مصادر الدخل ، ومحاربة الفساد والنهب ، وتفعيل ميزان الثواب والعقاب، والتخطيط العلمي، والأخذ بأسباب التقدم والرقي ، ولكن ما نلاحظه هو العكس ، وهذه المنظمات لا نجدها تهتم بإقامة الأبحاث العلمية والتجريبية ،ولا تعتني بإنشاء المختبرات العلمية ،ولا بمعالجة المشكلات الصحية ، وذهبت تشجع تعليم الفتاة دون الفتى، لأنه سينشئ أسرة، وهذا مالا يريدونه ، هل سمعتم هذه المنظمات ودعاة الأنوثة يتحدثون عن البطالة، وتدهور التعليم، وتسرب الأولاد من المدارس ، قدر اهتمامها بالثقافة الجنسية ( الصحة الإنجابية) وتحديد النسل وسن الزواج ؟ ولهذا لا تستغربوا عندما قرر مجلس الوزراء في بلادنا مؤخرا تحت ضغط الدول المانحة ، أن تمنح المرأة مزيدا من الدرجات الوظيفية ، وهو يعلم أن هذا سيكون على حساب الرجل ، فبدلا أن يحصل الرجل على وظيفة ليستقر ويكون أسرة ،سينظم إلى فئة العاطلين، والمرأة التي حصلت على الدرجة الوظيفية ليس مطلوب منها تكوين أسرة، وليست مسؤولة عن النفقة حتى على نفسها ، وما تحصل عليه النساء من رواتب أغلبه يذهب إلى الصرفيات الترفيهية ، فمن أولى بالدرجات الوظيفية ؟ المسؤول عن تكوين أسرة ،أم المسؤولة عن تلوين البشرة ؟ قالت لي مسؤولة في الأمم المتحدة (أنا صافي): أتدري أن الزواج المبكر يعني حمل مبكر، يعني تعطيل المرأة (إذا حملت المرأة عندهم فهي معطلة سبحان الله كم يمتهنون هذا العمل الكبير انه العمى ) وزيادة السكان يعني الفقر فقلت لها : هذا غير صحيح أولا نحن مسلمين نعتقد أن ما خلق الله من دابة إلا ورزقها ينزل معها ،ولكن عليها أن تبذل السبب ، والمشكلة أننا لا نبذل السبب، ومن لا يبذل السبب يموت جوعا ،وأنا زرت الصين وبرغم أن عدد سكانه ما يقارب 2مليار إلا أني لم أجد شحاذا صينيا ، لأنهم كلهم يعملون ، أما تعطيل المرأة فأنا لا اعتبرها معطلة إذا قامت برعاية أسرتها وربت أطفالها فهذا أكرم وأشرف عمل تقوم به، فسكتت ولم ترد .

أخيرا أقول لدعاة التأنيث من منظمات وغيرها :

ومن يكن الغراب له دليلا يمر به على جيف الكلاب والله ولي الهداية و التوفيق .