حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
مأرب برس ـ خاص
بداية أقول بأن مقالة الصحفية الوطنية اللامعة ماريا معلوف تحت عنوان " صالح على أبواب واشنطن " أصابني وأصاب الكثير من أمثالي بحالة من اليأس والإحباط ، بحالة من الشك والقلق في آن واحد ، أصاب الجميع بفقدان الثقة بالذات ، عاد بنا جميعا إلى مراحل مظلمة ومعتمة في حياة الشعوب العربية ألا وهي مراحل تمجيد وتقديس الرئيس والزعيم ، فيا ترى هل هي زلة قلم للإعلامية المعروفة أتمنى ذلك أم أنه تغيير في المواقف والمبادئ وهذا ما لم أتمناه أبدا. عرفنا السيدة معلوف صحفية لامعة ، وطنية ، صادقة متحيزة دائما للشعوب عرفناها من الشعب وإلى الشعب تنقل معاناة الشعوب إلى ضمائر الحكام كما هي دون خوف أو تردد ، تتأرجح الميكرفونات إجلالاً لصوتها وصواب قولها وأتمنى أن تظل على الدرب كما عهدها الشعب العربي من المشرق إلى المغرب بعيداً عن الخنوع أمام المغريات وإن كانت تلك المغريات من فخامته ، مرة أخرى أتمنى أن يكون قلمك قد زل في مقالك الأخير وأن يظل شعارك الدائم النصرة للشعوب وليس للحكام.
ماريا معلوف أقول " أهل مكة أدرى بشعابها " وإن ما ورد في مقالك الأخير فيه الكثير من اللغط وتشويش الحقائق وتضليل القارئ العربي الذي نحن بأمس الحاجة لتعاطفه معنا وجرح للمواطن اليمني في الصميم. لا أعلم عن أي سياسة عامرة بالنجاحات تتحدثين ويبدو وللأسف الشديد أنك لا تعرفين شيئاً عن اليمن سوى اسمها وأسم فخامته ، ولماذا ليس من السهل أن يسيطر الحاكم على اليمن فهل عهدت أبناء اليمن وحوشاً مكشرة أنيابها في صحراء جدباء أم ماذا ؟؟ لا يا سيدة معلوف إن الشعب اليمني هو الأفضل والأسهل لأي حاكم إدارته وحكمه ووضع اليمن اليوم لخير دليل على ذلك وشعبها شعب صبور رغم الظروف الاقتصادية الحالكة والصعبة حيث أن معظمه يعيش دون خط الفقر ومن حالفه الحظ وحصل على فرصة عمل فإن دخله الشهري في أحسن الاحوال لا يتجاوز 150 دولاراً وهو ما يمثل قيمة تذكرة لحضور حفلة ما أو شراء علبة ميك أب بالنسبة لك يا معلوف ، وعلى الرغم من ذلك كله لا زال هذا الشعب المغلوب على أمره صابراً محتسباً مؤمنا بأن عجلة التغيير بدأت تتدحرج ولن تتوقف ، إذا يا معلوف أين الصعوبات في حكم هذا البلد من وجهة نظرك؟؟؟!!!!!!!!.
فيما يخص موضوع الترحيب بك أعتقد بأنه من واجب الرئيس مقابلة الصحفيين ومن واجب مكتبه الإعلامي ومستشاري فخامته أن يتعاملوا مع الصحفيين بقمة اللطف والاعتذار فهذا مكتب رئيس الدولة وليس مكتب ضرائب في سوق القات واعتقد أيضا بل أجزم يا معلوف بأن الشعب اليمني بكامله سوف يرحب بك لما عرف عنك من مواقف جريئه وحنكه يفتقدها الكثير من الرجال كما أنني لا أعتقد أن يستقبلك أي بلد عربي بغير ذلك .... وإعادة بث التلفزيون اليمني للقاء أجريته مع أمين الحزب الحاكم فهذا من باب تسويق وعرض بضاعتهم الفاسدة التي لم تعد مقبولة أمام الشعب ولو كان اللقاء مع أحد أقطاب المعارضة الشريفة لما فكر التلفزيون اليمني بإعادة بث اللقاء على الإطلاق وليس هذا فحسب بل لتحول ذالك اللين الذي قوبلت به إلى شر مستبين.
معلوف ، أي تاريخ تتحدثين عنه لفخامته وهو الذي يستحق الوقوف والاندهاش في آن واحد ونحن اليمنيين لا نعرف هذا التاريخ ولا نعرف بأنه ( وطن في رجل ) كما قلت وإنما نعرف أنه رجل يملك وطن يديره كيف ما يشاء دون رقيب أو حسيب كما أنني أهمس في أذنك يا معلوف إن قلوب اليمنيين الذين خرجوا في مهرجانات بن شملان وهم الملايين وأنا واحد منهم عامرة بعدم الرضا لفخامته ونظامه ولا توجد تلك الثقة العمياء التي تتحدثين عنها إلا في خيالك وأحلامك ،
أما فيما يتعلق بتحقيق الوحدة يا معلوف فإن الشعب اليمني لا ينكر أن الرئيس كان له دور يشكر عليه ولكن يجب أن لا ننسى أن الدور الأبرز يحسب لقيادة الجنوب التي سلمت السلطة طواعية وتنازلت عن أعلى منصب قيادي في الدولة ورغب حينها الأستاذ /على سالم البيض بمنصب نائب الرئيس مع العلم أنه كان الأجدر بالمنصب الأول بعد تحقيق الوحدة لعدة عوامل لا مجال لذكرها الآن. إلا أن ما حدث في اليمن بعد قيام الوحدة اليمنية وخصوصاً بعد حرب صيف 94م كان عكس المتوقع تماماً فبدلاً من الإنماء والاستقرار غرقنا نحن اليمنيين بظروف اقتصادية صعبة (والنار ما تحرق إلا واطيها ) كما يقال، حيث تدهورت عملة البلد وبعدها تدهور كل شي فالدولار اليوم يعادل 198 ريالاً يمنياً بينما اعتلى فخامته الرئاسة وهو لا يتجاوز 10 ريالات فقط !!! أما إيقاف إهدار الدم فيبدو يا معلوف أنك خارج نطاق التغطية ولا تعرفين أن أنهار من الدماء تسيل في صعده اليمنية وأن قتل مواطن في وسط العاصمة صنعاء نهاراً جهاراً أسهل من شربة ماء.
معلوف ، الرئيس صالح وعد بالعمل على إحداث تنمية شاملة منذ أن تولى الرئاسة في نهاية السبعينيات ولكن وعوده وبعد ما يقارب من الـ 29 عاماً لم ترى النور ولو بإمكاننا أن نطالب الرئيس صالح بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وإعادة الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه في بداية التسعينيات لفعلنا.
معلوف ، أي يمن حديث ذلك الذي صنعه فخامته وما نعرفه الآن هو يمن متخلف لا يعرف من النظم والقوانين إلا اسمها ، يمن يُحكم بمنطق القوة ويخلوا من المؤسسات الدستورية ، يمن مقنع بنظام ديمقراطي بينما حقيقته بعيدة كل البعد عنها وما حدث من تزوير واستغلال للمال العام أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة لخير دليل على غياب الدولة الحديثة التي تتطلب المشاركة الفاعلة لمختلف القوى السياسية في إدارة شئون البلاد لا الإقصاء لأقطاب المعارضة وكوادرها.
معلوف إن إعادة تحقيق الوحدة تم بإرادة الشعب من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وكان لأبناء المناطق الجنوبية الدور التاريخي في إعادة تحقيقها ، أما سياسة الإصلاح الاقتصادي وإخراج الاقتصاد اليمني من عنق الزجاجة فيتضح لي جليا من ذلك جهلك المطبق وعمى بصرك وبصيرتك بأمور اليمن التعيس ( عفوا السعيد ) وكان من الأفضل أن تطلعي على حيثيات الاقتصاد اليمني ومراحل تطوره وتراجعه ، عندها سوف تدركين أن الاقتصاد اليمني في عهد فخامته لم يخرج من عنق الزجاجة كما أشرت بل دخل ألف عنق بدلاً من العنق الواحد ويجب أن تعرفين وتعلمين أن متوسط دخل الفرد تراجع 1000% منذ أن تولى فخامته المنصب.
نعم ، لقد صرح الرئيس صالح من على باب أكبر قوة في العالم بغياب العدالة الدولية ونسى أن الحامدي ودارس والشعيبي وغيرهم الكثير والكثير ينتظرون العدالة اليمنية فعندما تتحقق العدالة في اليمن فله الحق في المطالبة بالعدالة الدولية لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
إنني وباسم كل اليمنيين الذين يؤمنون إيماناً كاملاً بأن اليمن لم تعد تحتمل صالح رئيساً -وهذا ما قالته الصحفية رحمة حجيرة وجهاً لوجه أثناء لقائها بخامته - وبأن اليمن لم تعد تحتمله البتة أطالب الإعلامية ماريا معلوف بالاعتذار وتصحيح اللغط الذي ورد في مقالها على أبواب واشنطن.
alhumaidi2004@yahoo.com