متى ستصفد شياطين الحرس؟!!
بقلم/ علي عويضة
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 25 يوماً
الثلاثاء 02 أغسطس-آب 2011 11:22 م

يحكى عن زعيم عربي معروف انه استدعى الشيطان يوما وطلب منه ان يدله على طريقة جديدة يستطيع بها ان يذل شعبه ويجعله خاضعا له أكثر, وسوس الشيطان لهذا الزعيم بطريقة شيطانية, لكن الزعيم ضحك من الشيطان وقال له: هذه قديمة وقد استخدمتها مع الشعب.

فكر الشيطان مجددا في طريقة أخرى واهتدى اليها بالفعل وأخبر الزعيم ايضا بها, لكن الزعيم استنكرها ايضا بحجة انها قديمة ايضا, المرة الثالثة كذلك حدث فيها نفس الشي بينهم. فما كان من الزعيم الا ان اخذ الشيطان جابنا وقال له: تعال سأخبرك بما أنا فاعل مع شعبي.

بدأ الزعيم يحكي للشيطان كيف هي طريقته التي سيعمل بها مع شعبه والشيطان ينظر اليه فاغرا فاه مندهشا مما يسمع, وعندما وصل الزعيم الى نقطة معينة صرخ الشيطان وقال: اتق الله في شعبك, هل تستطيع ان تفعل هكذا في شعبك وبدأ الشيطان ينصحه ويعظه وافترقا بعدها.

الكثير مما في هذه الحكاية قد يكون ملامسا للواقع, فالزعماء العرب اصبحوا شياطينا يوسوس بعضهم لبعض بما يجب عليهم فعله مع شعوبهم وبخططهم المستقبلية لقمعها وتركيعها, شياطين الجن لم تعد بحاجة لأن تنفق الكثير من الوقت, فالزعماء اصبحوا ملهمين أكثر من الشياطين نفسها.

دخل علينا شهر رمضان المبارك وصفدت الشياطين في اول ليلة منه, توقعت ان تصفد شياطين الانس ايضا, احسست بشيء من الاطمئنان واول ليلة تمر بهدوء, فجأة تتوالى الاخبار من تعز, قصف عنيف وتدمير وعدد كبير من الجرحى.

شياطين الحرس لم تصفد بعد, وهذه الشياطين تعيث في الارض فسادا اكثر من شياطين الجن, فهم يقتلون ويدمرون ثم لا يعترفون, بينما شياطين الجن يكتفون بالتحريض على القتل ثم يتبرؤون الى الله من كفر ابن آدم.

تعز العز تقصف في أول ايام شهر رمضان المبارك, لم يدعوها تصم لأنها لم تصم عن الصراخ في وجه الظلمة, وارحب وابين وكل مكان ليس فيه مكان للصمت عن الظلم يقع اليوم في مرمى نيران الحرس, لا لشيء الا لأن هذه المعسكرات انشئت لحماية الكرسي وليس لحماية الوطن والمواطن.

شهيدين اثنين في تعز, كانت وجبة دموية كافية لافطار ابطال الحرس هناك, يستعرضون قوتهم على النساء والاطفال, لأنها تعز الصامدة وشعلة الثورة التي ستحرق كل الطغاة.

شياطين الحرس بحاجة لأن تصفد اليوم بأي طريقة, وكل شياطين النظام يجب ان تصفد اسوة بمردة شياطين الجن, وعلى جميع الشرفاء الذين لازالوا في هذه الاجهزة ان يحسموا امرهم وينحازوا لإرادة الشعب, فالبقاء للشعب وليس للحكام.

تساءل فكري قاسم: على اي مدفع سنفطر هذا العام؟

بالتأكيد لم يكن اكثرنا تشاؤما يتوقع ان نفطر على مدافع الحرس في تعز وعلى شهيدين من ابناءها,

وهنا أتساءل: متى ستصفد شياطين الحرس, اتمنى ان اجد اجابة قبل ان يقتلون من بقي منا.

Ali_mareb@hotmail.com