آخر الاخبار

الجيش السوداني يحقق انتصارا كبيرا على قوات الدعم السريع وينتزع أحد اكبر المدن السودانية والاحتفالات الشعبية تعم المدن انفجار مهول في أحد محطات الغاز بمحافظة البيضاء يتسبب في مقتل وجرح العشرات من المواطنين. لماذا ساعدت الصين الحوثيين سراً في الهجمات على سفن الغرب بالبحر الأحمر وماهي الصفقة بينهما .. تقرير أمريكي يكشف التفاصيل تقرير أمريكي يتحدث عن دعم الصين للحوثيين ظمن خيارات الشراكة الناشئة بين بكين وطهران ... ومستقبل علاقة الحزب الشيوعي بعمائم الشيعة الاحزاب السياسية بالبيضاء تطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل نجاة شيخ قبلي كبير من عملية إغتيال بمحافظة إب ... وانفلات أمني واسع يعم المحافظة في ظل مباركة مليشيا الحوثي حرب ابادة في الحنكة بالبيضاء.. مليشيا الحوثي تقتحم المنطقة والأهالي يناشدون الرئاسي والمقاومة وقوات الشرعية برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010

أقيال الألفية الثالثة
بقلم/ موسى عبدالله قاسم
نشر منذ: 5 سنوات و 5 أشهر و 12 يوماً
الأربعاء 31 يوليو-تموز 2019 11:08 ص


يشهد حراك الأقيال الوطني اتساعا مجتمعيا مطّرداً ، بشكل شاقولي وأفقي على حد سواء ، هذا الحراك الوطني الجامع الذي يؤسس لمستقبلٍ يمنيٍ مستقرٍ ، مزدهرٍ وآمن حمل شعلته قبل سنوات ثلة من شباب اليمن المتنورين الذين وجدوا وطنهم على مفترق طرق بعدما تفككت عُرى الأمة اليمنية الواحدة بفعل المشاريع الهدامة ، البينية كالمشاريع القروية المناطقية ، والدخيلة كالمشاريع السلالية المتوردة.

لطالما واجه أقيال الألفية الثالثة تساؤلات جمّة حول حراكهم الوطني التنويري ، وكان محور تلك التساؤلات يدور عن مدلولات مصطلح "أقيال" أو القومية اليمنية باعتباره مصطلح ماضوي لا يتواءم ومتطلبات الألفية الثالثة في بناء الدولة اليمنية المدنية ، القائمة على المواطنة المتساوية والحرية في اختيار الحاكم ، فضلا عن الدعوة للتقوقع والإنكفاء الذاتي تحت مسمى القومية اليمنية في عصر التكتلات القومية الكبيرة.

مثل هذه التساؤلات قد تكون منطقية إلى حد ما وربما محقة لمن يطرحها بعناوينها العريضة المجردة من المفاهيم العصرية التي يتبناها أقيال الألفية الثالثة في انبعاثهم المتجدد ، هذه المفاهيم هي قطعاً وطنية خالصة تحمل على أكتافها كل عوامل النهوض الحضاري لليمن ، وبنائه بمداميك راسخة وقوية تستطيع مقاومة كل صروف الدهر وتقلبات الأيام التي شكّلت ولأزمان طويلة كوابح مستمرة في طريق بناء الدولة اليمنية القوية.

في هذه التناولة السريعة سأحاول ماستطعت سبر أغوار تلك التساؤلات وفقا لرؤى وأهداف وأدبيات حراك الأقيال الوطني ، من خلال ثلاث نقاط رئيسية:

أولاً: شكّل الطمس الممنهج للهوية اليمنية الحضارية وعلى مدى قرون من الزمن ارتدادا حضاريا للدولة اليمنية التي كانت أول كيان سياسي مدني مستقل في شبه الجزيرة العربية ، هذا الطمس المتعمد للهوية اليمنية صاحبهُ غرس هويات دخيلة بلباس ديني خادع ، أدى إلى شطر المجتمع اليمني إلى شطرين متضادين ، تحت مسمى المذهبية ، بحيث تحول الولاء لليمن الواحد والهوية الواحدة إلى ولاء للهويات المذهبية و الجهوية ، ما جعل إعادة اللحمة الوطنية اليمنية في هكذا وضع أمر بالغ الصعوبة ، وهذا ما حدا بحراك الأقيال الوطني أن يستنفر جهوده التنويرية لاستنهاض الهوية اليمنية الحضارية الجامعة كونها السبيل الوحيد للملمة شتات الأمة اليمنية واستعادة مجدها المسلوب.

ثانياً: كان الأقيال في عصور الزهو اليماني عماد مملكة حِمْيَر وسر نهضتها وعنفوانها ، وبهم ومن خلالهم كانت اليمن أرض الجنتين كما وصفها الله في محكم كتابه ، فهم الذين شيدوا السدود ، واستصلحوا الأراضي ، وسنوا نواميس القضاء والحكم المدني ، وبنو القصور الشوامخ ، حتى إن الشهيد محمد محمود الزبيري ناجاهم بحرقة الفاقد ولوعة المشتاق في قصيدته "صرخة إلى النائمين" قائلا: أين القصور الشم ؟ أين بُناتها الأقيال؟ أين ملوكها الأعلام؟ فالأقيال كانوا معول بناء الحضارة اليمنية المشهودة الذين حملوا القيم الإنسانية الحقة وتضمخوا بمكارم الأخلاق ، وبهم استنصر الرسول (ص) لنصرة دعوته وخاطبهم بما يليق بمكانتهم "إلى الأقيال العباهلة والأرواع المشابيب" ، ولم يكونوا مطلقا المرادف اللغوي لـ "مشائخ الجباية والفيد وأخذ الدفعة والفطرة".
وعليه ، فإن المفهوم العصري للأقيال ، أقيال الألفية الثالثة ، يرتكز على الإرث العريق للأقيال الأوائل المترافق مع التطوير والتحديث وعلى قاعدة أن أية أمة لا تستلهم من عبق ماضيها لن تستطيع رسم مسار مستقبلها ، هذا المفهوم العصري مؤداه أن يحكم الشعب اليمني الأصيل نفسه بنفسه ، أن يحكم اليمن قيل من أقيالها الأقحاح ، قيلٌ مؤمن باليمنِ منتمٍ إليها ، موالٍ لها هوية وتأريخا وحضارة ، قيلٌ تخلص من شروخ الهوية والإنتماء المناطقي والمذهبي الدخيل ، إذ لا ولاية على اليمن إلا لليمني ، وبهذا المفهوم الجامع ستتلاشى كل مشاريع التقسيم والتقزيم ، وخرافات الحق الإلهي في الحكم ، وستُقام الدولة اليمنية القوية ، الدولة المدنية المنبثقة من صميم الشعب اليمني وهويته الحضارية.

ثالثا: هناك من يرى الدعوة لـ "القومية اليمنية" دعوة للتقوقع والإنكفاء ، وهذه رؤية غير صائبة بكل تأكيد ، فالقومية اليمنية تعني بناء الدولة اليمنية القُطرية القوية سيما وأن النخب والحكومات اليمنية المتعاقبة فشلت في بنائها ؛ ولا تعني أبداً الدعوة إلى عزل اليمن عن محيطها العربي كي تصبح جزيرة نائية مجردة من وشائج القربى والمصالح المتبادلة. وفي هذا الصدد، علينا الأخذ بعين الاعتبار دعوات القومية العربية التي ارتدت على أعقابها نتيجة فشل دعاتها في بناء الدولة القُطرية أولاً ، كما إن معضلتنا اليمنية تكمن في تحويل اليمن إلى امتداد للخارج ، ما جعلها ساحة صراع لكل الطامعين ، وهو ما تفعله اليوم السلالة الهاشمية الدخيلة ، ولذا لن يكون أمام أقيال اليمن إلا إقامة دولتهم القُطرية أولاً وبيدهم كل عوامل نجاح بناء الدولة.

إن أقيال الألفية الثالثة هم الحق اليمني الأبلج الذين نفضوا التراب عن حروف الهمداني وأعادوا الألق لعساجد الحميري ، هم روح عبدالمغنى وصلابة السلال وإيمان هادي عيسى وتضحية جزيلان ، هم وثوب الشدادي وعنفوان الجُماعي ووفاء الدُعيس ، هم الذين نفروا لدعوة الزبيري بعدما ناجى قصور أجدادهم ، وهم الذين قال فيهم أبو الأحرار:
قدِموا من التاريخ في جبهاتهم
من آل حِمْيَر غرة ووسام

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
دكتور/ فيصل القاسم
نحن أفضل من الاتحاد السوفياتي
دكتور/ فيصل القاسم
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
علي محمود يامن
المقاومة الوطنية … ثبات البوصلة نحو مواجهة الإمامة
علي محمود يامن
كتابات
إبراهيم عبدالقادر‏ما وراء هجوم عدن الغادر
إبراهيم عبدالقادر
مشاهدة المزيد