آخر الاخبار

الخطأ الذي كلف نصر الله حياته.. تقرير يكشف كيف اخترقت إسرائيل حزب الله وعلاقة سوريا الكشف عن ألغام حوثية ذات أشكال ونوعيات جديدة تصل شظاياها لأكثر من خمسين مترًا الكشف عن قيادي حوثي يقف خلف حملة اعتقال الآلاف من اليمنيين على خلفية احتفالهم بثورة 26 سبتمر دولة كبرى ترفض مناشدات واشنطن لاتخاذ إجراء دولي مشترك ضد هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر واشنطن تكشف عن ضربات جوية استهدفت 15 هدفاً حوثياً إسرائيل تزعم تصفية أمين عام حزب الله الجديد هاشم صفي الدين..قنابل خارقة للتحصينات تمحو عدة مباني من الضاحية الجنوبية عاجل الكشف عن مصير جثمان حسن نصر الله.. تم دفنه بطريقة سرية كوديعة.. وأدى الصلاة عليه 5 أشخاص .. تفاصيل بعد موافقة واشنطن:الرئيس الايراني يكشف عن  الإفراج عن 6 مليارات دولار  من أموال إيران المجمدة وزير الدفاع الإسرائيلي: لدينا مفاجآت أخرى تنتظر حزب الله وتم القضاء على المستوى الثاني والثالث من قيادة الحزب خامنئي يدعو لربط الأحزمة من افغانستان الى اليمن ومن إيران الى غزة ولبنان

معا نحو المستقبل
بقلم/ د. أنجيلا أبو اصبع
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 12 يوماً
الثلاثاء 23 أغسطس-آب 2011 05:26 ص

ملامح المستقبل المشرق نستشفها من حركة الشباب الدائمة للوصول الى الافضل ، ومن الروح الوثابة نحو المعالي التي تواصل النحت على الصخر وقهر المستحيل الذي لا نؤمن الا بقهره وتجاوز حواجزه ولو ببطء.. إننا اليوم نعيش في مجتمعات بناء الذات وما نقوم به في سبيل بناء ذواتنا هو من يحدد رؤيتنا للمستقبل الأجمل.

لن نحقق شيئًا ما لم تكن لنا أهداف واضحة نضعها من البداية نصب اعيننا . والطريق الذي يوصلنا بمستقبلنا هو التعليم المستمر فالشهادات وان كان الحصول عليها واجب مقدس الا انها تظل فارغة المعنى اذا لم يكن لنا أنشطة تؤهلنا لحمل تلك الشهادات، هذه الانشطة تتنوع في الواقع العملي التطبيقي الحياتي قد تكون انشطة عامة أو خاصة لكنها تساعدنا على تقويم تجاربنا الذاتية والمنهجية، ولا سبيل للارتقاء ما لم نكثف من جهودنا التطبيقية كل في تخصصه حتى نستطيع ان نبدع.. ولن نبدع ما يكن لدينا حب التنوع المعرفي وعدم الاكتفاء بتخصص واحد يقيدنا عن الحركة ، التخصص مطلوب والتمكن من التخصص اشد طلبا واهمية ، لكن التنوع هو من يخرج ذواتنا الحبيسة في قوالبها التقليدية التي تشكلت بفعل عوامل المجتمع الذي تربينا فيه وعشنا البدايات هناك حيث لا شيء فوق التقاليد ، هذه التقاليد وان تكن صحيحة وان نكن نؤمن بها لكن علينا عدم الركون اليها في كل شيء فلا سبيل للابداع والابتكار الا بتعديلها وتطويرها وتجاوزها في حدود الممكن.

حينما ننطلق مبتعدين عن الخوف من الفشل والعجز نكون قد وضعنا ايدينا على مكامن الخلل، فلا شيء اكثر تثبيطا من الخوف والركون الى المخاوف هو سبب القهر والتخلف الذي تعيشه مجتعاتنا الشرقية ، اذا قهر المخاوف هو من يصنع التمرد الذاتي على مكونات الجمود في هذه المجتمعات وهذا هو السبيل للخلاص من التخلف.. هذا التخلف هو من صنع لنا وحش الفقر الذي يضرب مجتمعاتنا يمنة ويسرة مبتعدا بها عن روح العصر ويربطها بالتقاليد البالية التي طالما شكونا من هول وقعها على مجتمعاتنا المتوثبة اليوم نحو الانطلاق والانعتاق من ماضيها الاكثر انحطاطا على مستوى تاريخها الحديث والمعاصر. ولا سبيل لنا الا التخلص من كل المخاوف والعوائق النفسية التي بدواخلنا المليئة بالتوجس ، لقد ملانا الواقع المنحط بصور ذهنية سلبية صنعها المتخلفون كلها تقودنا نحو احناء رؤوسنا للريح والعواصف والابتعاد عن المخاطر وعدم التحليق بعيدا حتى لا نقع ، هذه الصور هي من هزت مجتمعاتنا اكثر من اية عوامل خارجية محيطة بنا .. صدقوني لقد قمنا سابقا كمجتمعات شرقية بالتدمير الذاتي لمكتسباتنا العلمية والاخلاقية والروحية والانسانية التي اكتسبناها على مدى اكثر من الف عام . لقد كانت محاولات الخروج من ازمنه التيه هي محط انظار الشباب في كل هذه المرحلة الممتدة من نهاية القرن التاسع عشر الى وقتنا الراهن ، ولم تخب تلك الرؤى في تحميس الشباب نحو الخروج عن اطر التقاليد الميتة والقاتلة معا ،وهاهي احلامنا تتحقق في اقطارنا الواحد تلو الاخر ، وهذا يقودنا الى ان الرؤية الصادقة ولو كانت وحيدة فريدة فانها على مر الايام تتقدم وتكسب الارقام الصحيحة والعقول المستنيرة للوصول الى الارتقاء المنشود.

ادلة النجاح في حياتنا سواء اكانت فردية او جماعية تظل هي من يشعل الجذوة المتقدة التي نرى انها خرجت عن الجمود فجامعاتنا اليوم هي من تقود مسيرتنا للتخلص من التخلف لا اريد ان اضرب الامثلة فهي امامكم ، فاليوم التعليم وان كان هشا الا انه تغلب على التخلف المحاط بنخب فاشلة مع سبق الاصرار والترصد ، وان حملت اعلى الشهادات فهي كانت تتمرس بالتخلف وتقدمه لنا على انه الحل الالهي لكل معاناتنا ، وفي الحقيقة لم تزدنا سوى معاناة اكثر ، ورغما عن كل ذلك فان المستقبل يشرق من جديد وحركة الشباب هي من تتغلب على كل ماهو مرفوض .. لقد اكتشفنا في منتصف الطريق اننا كنا ضحية اتباع لرواد التخلف وان لبسوا اقنعة العلم، لقد مزقوا مجتمعاتنا من الداخل لكننا تغلبنا على كل ذلك ، والعلم هو طريقنا الأضمن لتجاوز كل اثار الماضي.

ليس لنا سوى الابتسامة حتى في احلك الظروف نقهر بها كل منعطفات الحياة التي قد تبدو متشائمة ، التشاؤم وعقد الحواجب لا يفيدنا لانه يغرقنا بالمزيد من الهموم الحياتية واليومية، لكن صناعة العصير الحلو من الليمون الحامض هو ابسط الادلة على ان الحياة حلوة وان المستقبل قادم لا محالة وان الظلام انتهى، وها نحن نضع ايدينا معا لنبني مجتمعاتنا المتوقفة عن التنمية الشاملة، وليس امام الشباب اليوم من مهرب من شد السواعد والتكاتف والتعاون لصناعة المستقبل والذي لن نستجديه من احد فهو ما نصنعه لا ما يجود علينا به الآخرين، فمع نمضي لصياغة مفردات قدرنا ومستقبلنا المشرق.