قصتي مع وزارة الثقافة
بقلم/ حميد عقبي
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 11 يوماً
الأحد 23 سبتمبر-أيلول 2007 11:40 م

مأرب برس – فرنسا – خاص

اثار الصديق عبدربه الهيثمي في عدة مقالات نشرت بملحق فنون- صحيفة الجمهورية العديد من الاسئلة حول مهرجان صنعاء السينمائي الاول 2008 و كتب العديد من الاصدقاء عدة مواضيع حول المهرجان و نحن سنحاول ان نوضح بعض الامور الهامة كون من حق الاصدقاء و الزملاء الحديث عن المهرجان و طرح ارائهم بكل حرية و حتى الذين هم الى اليوم ضد اقامة مهرجان سينمائي باليمن فلهم الحق في طرح افكارهم فالحوار مهم جدا و ضروري المهم ان يكون على اسس علمية و ليس مجرد جدل عقيم .

الموضوع سيحتاج الى عدة حلقات و اود توضيح امر هام   جدا في بداية الحديث و هو قصتي مع وزارة الثقافة و ماذا حدث لي في زيارتي الاخيرة في صنعاء .

حيث نشرت عدة صحف و مواقع الاليكترونية قصة اهمال وزارة الثقافة و سوء الضيافة و عدم صرف أي مستحقات مالية لي الى اليوم .

الحديث عن هذا الموضوع ليس خرقا للاتفاق الاخير مع الاخ الوزير الدكتور محمد ابو يكر المفلحي الذي تم عبر وسطاء اخترمهم و اجلهم و اقدرهم و هم الدكتور قاسم بريه l  و الدكتوره رؤفة حسن و الاستاذ احمد سيف حاشد و سوف احاول سرد القضية بشكل مختصر .

* بعد عودتي الى باريس المرة الماضية في شهرمايو تم استضافتي 10 ايام فقط كانت ضيافة جيدة اثمرت مشروع مهرجان صنعاء السينمائي الاول 2008 و لم استلم أي بدل سفر او مستحقات مالية و تحملت جزء من مصاريفي مثل التنقل و الاتصالات و غيرها و بعد عودتي لفرنسا باشرت باعداد البرنامج و الخطط و الدراسات و استعنت باصدقاء و مشهود لهم بالخبرة في مجالات تنظيم المهرجانات و الفعاليات و قمت باجراء اكثر من عشرين حوار صحفي نشرت في صحف يمنية و عربية و دولية و كان الهدف ان نستمع الى افكار الاخرين و نستفيد من تجاربهم و نصائحهم .

* كنت اظن ان الوزارة قادرة على تمويل و دعم المهرجان او لها القدرة على ايجاد التمويل و بعد ارسال التصور الاولي للميزانية و بعد اتصالات مع الاخ الوزير اكتشفت ان الوزارة ليس لها القدرة على التمويل الكامل و انها ممكن ان تساهم بجزء لا يزيد عن عشرة بالمئة من الميزانية ة تم تكليفي بالبحث عن جهات ممكن ان تمول المشروع و فعلا قمت بالتواصل مع عدة مؤسسات عربية و فرنسية و غيرها و لمسنا رد فعل جيد و تواصلت مع الاخ الوزير و اتفقنا على ان اعود الى صنعاء لتجهيز بعض الملفات لطلب دعم اضافة الى ضرورة اقامة اول فالية و هي الملتقى السينمائي اليمني و اقامة ورشة تدريب في عدة مجالات سينمائية .

* تعهد الاخ الوزير بتذاكر السفر و الضيافة و تشمل الاقامة و التغذية لي و لعائلتي بصنعاء و صرف و لو جزء من مستحقاتي المالية و توقيع عقد يكفل حقوقي المالية و الادبية و الفكرية .

*عدت الى اليمن و قضيت ايام قليلة في بيت الفقيه ثم تواصلت معا الاخ الوزير عبر مدير مكتبة و طلب مني السفر الى صنعاء و كانت المفاجاة اني و بعد وصولي الى الفندق الذي حدد لاقامتي فوجئت بعدم وجود أي حجز و بعد اتصالات و وجع راس اقمت على ان يتم استخراج رسالة رسمية من الوزارة تسمى رسالة التسكين الثلاثة الايام الاولى قضيتها و ان اركض وراء هذه الرسالة رسالة السكن و لا تشمل الضيافة أي شي اخر لا تغذية و مواصلات و لا أي بدل .

* التقيت بالوزير في دار المخطوطات بصحبة الصديق صفوت الغشم و بعد نقاش دام ساعتين دار حول مسمى المهرجان و اكدت بضرورة اقامة الملتقى و الورشة و لكن الوزير اكد بان اقامة الورشة صعب جدا رغم الميزانية المتواضعة و وجود مدربين متبرعين من مصر و الامارات و البحرين و فرنسا و بلجيكا و كان المطلوب فقط تذاكر سفر للمدربين و استضافة لائقة و شرحت للسيد الوزير المتاعب التي اوجهها في السكن و الاقامة و اني افتقد لاي وسائل و امكانيات تمكنني من اداء مهمتي

*اصبت بصدمة كبيرة و اصبت بصداع و حمى اقعدتني يومين كاملين طريح الفراش و تلقيت دعوة من وزارة الثقافة الجزائرية للمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران و كان لهذه الدعوة اثر كبير في رفع معنوياتي و شجعتني على المواصلة و عدم الياس .

* قبل سفري بيوم واحد التقيت بالسيد الوزير في بيته و اخبرني ان المهرجان اخذ بعد دولي و انه تلقى عدة اتصالات من سفراء دول شقيقة وعدت بدعم المهرجان مثل السفارة الفرنسية و البريطانية و الامريكية و اليابانية .

* اخبرت الوزير ان الضيافة ليست جيدة و ان الفندق الذي اقيم فيه غير جيد و تعامل الادارة و العاملين مع ضيوف وزارة الثقافة سيئة جدا و وعدني انه بعد عودتي من الجزائر تعويض ما فات بضيافة لائقة كون الحديث عن هذا الموضوع مزعج جدا و المفروض الا يكون هناك أي نقاش فهذا من ابسط الحقوق كوني تركت دراستي و مشاغلي و زيارتي زيارة عمل و ليس زيارة فسحة و صارحت الوزير اني قد اتجه الى باريس في حال استمرار موضوع الضيافة او الاقامة بهذا الشكل و قال لي بالحرف الواحد لو فعلتها سوف نذهب الى فرنسا و سنعود بك كونك فتحت باب جديد و تستحق التكريم و رغم حالة الوزارة المرهقة بديون و التي لا تملك امكانيات الا ان مسالة اقامتك و متطلباتك سوف يحل بشكل او باخر .

*عدت من الجزائر و ذهبت الى بيت الفقية و اقمت عدة ايام و تواصلت مع الاخ الوزير عبر مدير مكتبه و اخبرني ان الوزير قام بدعوة سينمائين من عدن لغرض ان نلتقي و نستفيد من النقاش و الاستماع لهم و اخبرني ان الوزير وجه بترتيب وضعي و طلب مني التواصل مع مدير العلاقات العامة لترتيب اقامتي .

*مدير العلاقات العامة يرى ان اقامتي بفندق لائق مع التغذية مكلف لذا حجز لي بنفس الفندق التعيس و المقرف و حاولت الاتصال بالوزير لكني لم افلح و لا حتى مدير مكتبه .

*تلقيت دعوة كريمة من الدكتوره سعاد القدسي رئيسة ملتقى المراه لغرض عرض افلامي و حلقة نقاش حول السينما اليمنية و اخر تطورات المهرجان و تم استضافتي بفندق لائق .

*تم اقامة الفعالية و في الحوار و النقاش تم طرح اسئلة حول المهرجان و اخبرت الجميع ان التواصل مقطوع مع الوزير و طالب الجميع الاخ الوزير بتوضيح الموقف تجاة مهرجان صنعاء السينمائي .

* بعد نشر اخبار حلقة النقاش نشرت تصريحات صحفية على لسان الاخ الوزير تؤكد اقامة المهرجان و اهميته .

* عاد التواصل مع الوزارة و تم التوجيه بضرورة ترتيب وضع اقامتي بشكل جيد و لائق و لكن مدير العلاقات العامة ضرب بهذه التوجيهات عرض الحائط و طلب مني السكن بالفندق الحقير البائس و استجبت على شرط ان يعالج وضعي خلال يومين و بعدها وجدت نفسي في غرفة حقيرة ضيقة مساحتها خمسة متر و بعد يومين تركت الفندق و طالبت بابسط حق لي .

* تم تفسير خروجي من الفندق انه تمرد و تم ايصال كلام لم اقله الى الوزير و اني اهدد بالحديث الى القنوات الفضائية و فضح الوزير حاولت التواصل مع الوزير لكني لم افلح و تلقيت دعوة من الاستاذ النائب احمد سيف حاشد صاحب صحيفة المستقلة و سكنت على حساب النائب حاشد انا و عائلتي .

* وجدت ان الصراع من اجل السكن و التغذية و خلافة كلام فارغ و قمت بالتنسيق مع ملتقى المراه و طلبت من منتدى الفن السابع تنظيم ورشة تدريب في مجال التاليف و كتابة السيناريو و فعلا و بامكانيات متواضعة جدا تمكنا من اقامة الورشة و حصلنا على وعد من ملتقى المراه بدعم انتاج ثلاثة افلام و هذا انجاز رئع سنقف معنه لاحقا .

* تلقيت رسالة من مهرجان الامل الدولي للفيلم العربي - الاروبي باسبانيا تفيد بقبول افلامي ستيل لايف و فيلم الرتاج المبهور داخل المسابقة الدولية و تم طلب عدة وثائق و امور اخرى بعضها موجود بفرنسا كما تلقيت رسائل هامة تستدعي رجوعي لفرنسا لالتزمات دراسية و غيرها .

* تدخل العديد من الوسطاء لحل الاشكالات مع وزارة الثقافة و كنت اريد ان اعود الى فرنسا باسرع وقت و اجتمعت مع الاستاذ احمد حاشد و الدكتورة رؤفة حسن و اخيرا تواصلت مع الدكتور قاسم بريه حيث طلبت تذكرة سفر للعودة الى فرنسا و تمكن الدكتور قاسم من التواصل مع الوزير و ضمان صرف تذكرة سفر الى جانب تعهد الوزير بصرف مبلغ الف دولار كجزء من مستحقاتي المالية و استطعت الاتصال بالوزير و تحدثنا بكل صدق و شفافية و اتضح له موقفي و استمعت اليه و اكد نيته على اقامة المهرجان و ان نتواصل و نبحث ما يمكن فعله و ان الوزارة لا تملك الان أي ميزانية و لكن مع بداية 2008 سيكون هناك خطوات عملية باتجاه مهرجان صنعاء السينمائي .

سيقول البعض حميد قضى اجازة متعبة في الصراع مع وزارة الثقافة من اجل اقامة مريحة و كان عليه ان يكون متواضعا و لا ياخذ به الغرور الى التشرط .

و احب ان اوضح ان موقفي و رفضي لضيافة سيئة صون لكرامتي و كرامة أي فنان فعلى وزارة الثقافة او أي وزارة او مؤسسة عند دعوة أي فنان او مبدع احترامه و تقديره بسكن لائق و ضيافة تشمل ما هو متعارف عليه التغذية و المواصلات و غيرها فالفنان ليس مرمطون او شحات و الاعتزاز بالنفس الحفاظ على الكرامة شي مهم لا يجب التفريط فيه .

اكتسفت و لعل السيد الوزير ايضا اكتشف ان هناك مافيا في وزارة الثقافة هدفها قتل الابداع و احباط أي محاولات و افشال أي مشروع حضاري فني انساني و على الوزير اتخاذ خطوات عملية و تطهير وزارته من هذه العناصر السيئة .

اود التاكيد اننا نقف بشجاعة و على استعداد للتضحية من اجل خدمة الابداع و لم يكن المشروع و المقالات التي كتبت و الحوارات تلميع او تنميق للاخ الوزير و لست بوق لا للاخ الوزير و لا لغيره و كان اتفقنا الاخير ان نسخر كل امكانياتنا لخدمة الابداع السينمائي و اننا جميعا جنود للابداع و اننا شركاء لا اجراء .

الاخ الوزير بحاجة الى مخلصين و ان نقف الى جانبة شرط ان يكون صادقا و عمليا و