تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية
مارب برس ـ خاص
بعد أيام قلائل ستهل علينا " أفراح " الوحدة وسيظهر لنا المتحدث الأوحد ليخبرنا كم نحن شعب سعيد تحت قيادته وكيف أنه هو من حقق المعجزات في هذا الوطن ، وسيخبرنا الكثير مما نسمعه طوال العقود الماضية وسيجد رغم تكرار كل هذا الهذيان أن هناك من سيصفق له بحماس منقطع النظير !
لكن المشهد يتكرر كل عام بذات الهيئة والمقام والحدث وأن اختلفت وسائله ، ومشهد هذا العام هم مواطنون يمنيون من صعدة يتعرضون لحرب إبادة شاملة وتنهب ممتلكاتهم مثلما نهبت عدن بمشهد لا يمكن نسيانه .
أتفهم جيدا أن تخرج جماعة مسلحة ضد الدولة وأتوقع أن تقوم هذه الدولة بمحاربة هذه الجماعة أو التفاهم معها بالطرق السلمية ، لكنه من الصعب جدا علي أن استوعب قيام الجيش النظامي بعمليات سلب ونهب وتهديم منازل بهذا الشكل الذي نسمع عنه وكأن أهالي صعدة ليسوا بشرا أو مواطنين يمنيون وكأنه لا تربطنا بهم علاقة دم ونسب حتى يهانوا بهذا الشكل الهمجي .
لا أحد يستطيع أن يحتفل بعيد الوحدة الكاذبة وهذا يحدث لأهلنا في صعدة ولا خير فينا أن لم نقل كلمة حق مهما كانت ذرائع أو مسببات هذه الحرب السرية التي تشتعل على حساب المحرومين في الأرض ويستفيد منها جلاوزة الفساد وكبار العسكر وتجار الأسلحة ويقع الخراب على المال العام وعلى اقتصاد الدولة التي لا تستطيع أن توفر الكهرباء في مدينة الاحتفال السابع عشر للوحدة بينما تقوم بحرب ضروس ضد مواطنيها وبصرف باذخ منذ أربعة أشهر متواصلة .
لا نعلم ما هي ثقافة الجيش اليمني وما هي العقيدة التي يتم غرسها فيه ، فهو من ناحية نجده لا يتمتع بأي قوة فعلية في حسم معاركه _ رغم الميزانية الضخمة المخصصة له _ ودائما ما يدع الأمر للقبائل والمليشيات المذهبية في خوض المعارك بدلا عنه ليترك ذلك أثراً خطيراً جدا بين فئات الشعب اليمني وجرح قد تكون له عواقب وخيمة في المستقبل ومن ناحية أخرى يتحول هذا الجيش بلمح البصر إلى مجموعة عصابات لا تتمتع بأية أخلاق أو قيم إنسانية ليتصرف بطريقة حيوانية مع الأهالي والمدنيين وكل هذا يقع تحت سمع وبصر الحاكم الأوحد الذي يخرج بين الحين والآخر ليقول بأنه لا يريد سفك الدماء !
جيش بمثل هذه المميزات لن يستطيع أن يحمي البلاد ، فالعسكرية قيم وأخلاق وانضباط وليست انفلات بهذا الشكل الذي نسمع عنه ، كما أن الجيوش أن لم تحارب لأجل قضية تؤمن بها فهي لن تحقق الأهداف المرجوة مهما بلغت قوتها وضخامة معداتها ، وللأسف الشديد فأن معظم معارك هذا الجيش دائما هي موجهة ضد مواطنيه دون سواهم .
اليمني تجاوز كل ما يعانيه من سوء إدارة وعيش وفساد ووعود كاذبة وكان يبتسم مجاملة لكل عيد يمر به ، لكن من الصعوبة بمكان أن يحتفل على دماء نسائه وأطفاله وهي تسفك بهذا الشكل في صعده ، لأن الوحدة ليست حفل عابر تصرف به الملايين وحفلات الغناء ثم ينصرف الجميع ، لأن هذا اختزال معيب بحلم حققه اليمنيون ومن الظلم اختصاره بهذا الشكل ، فوحدة الأغاني والخطابات هي وحدة لا نريدها ، والوحدة رمز تعني أشياء أسمى مما هي كائنة الآن أهم أسسها هو الإنسان وكرامته وتحقيق طموحه بدولة قوية قائمة على مؤسسات مدنية تحقق العدالة الاجتماعية والعيش بكرامه وكل هذا لم يتحقق ولو جزء يسير منه ، بل أن الاحتفالات بالوحدة صارت أشبه بالاحتفالات بيوم الجلوس على كرسي الحكم للرئيس واختلطت الأمور بين الوطن والفرد الحاكم وصار كل التمجيد للرئيس دون سواه ، بينما الوطن يحترق فوق رؤوس المساكين ولا أحد يلتفت لهم .
أفراد الجيش هم الآخرون مواطنون جاؤوا من هذه التربة ومن ثقافتها كما هو حال أهالي صعدة والدماء التي تسيل من الطرفين هي دماء يمنية بينما هنالك دماء زرقاء تنأي بنفسها عن هذه الحرب الضروس بل أنها تستفيد منها بشكل ضخم جدا وكلما طالت المعركة وازداد عدد القتلى كلما تكدست أموالهم وزاد نفوذهم ، ثم كيف نتحدث عن سبعة عشر عاما من تحقيق الوحدة وتستطيع جماعة أن تخرج وتقاوم الدولة كل هذه المدة دون أن تستطيع هذه الدولة " الواحدة " أن تحسم الأمر ، فمن جهة هنالك دلالة على أن الانفلات الأمني بلغ حد أن أي قبيلة أو جماعة تستطيع أن تتسلح بما تشاء دون علم النظام الوحدوي صاحب المنجزات ومن جهة أخرى تجعلنا هذه الحرب نطرح مئات الأسئلة عن سبب هذا التمرد ، فلو كان الناس آمنون ولو كانوا فعلا يلمسون تلك المنجزات لما خرجوا مقاتلين بدمائهم وأموالهم بهذا الشكل الصلب والقوي .
أنها وبكل سهولة حرب أهلية مهما أدعى البعض خلاف ذلك ومهما حاولوا أن يضعوا اللوم على الدول الأخرى أو أن يصفوا المتمردين بأنهم مجرد حفنه ضالة ، وأن القتلى من الطرفين هم مواطنين وهنالك دائما طرق أخرى لحلها أهمها المساواة بين الجميع ونزع أسلحة الجميع والبدء تكون من قبيلة الرئيس مرورا بكل القبائل اليمنية الأخرى وفرض قوة القانون ، وهذا أهم منجز قد يحققه الرئيس لو أراد فعلا أن يحقق شيئا لهذه البلاد ويحتفل بعيد الوحدة بشكل جدي وحقيقي.