آخر الاخبار

المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية العيسي يرفض استقالة مدرب منتخب الشباب ويقر بعدم صرف مستحقاته ومكافأة التأهل

على شاطئ عدن دموع تبكي عاماً من الزمن
بقلم/ معاذ راجح
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 19 ديسمبر-كانون الأول 2012 05:13 م

الليل مخيف .. والهدوء الحذر يرمي بثقله على كل شيء، لا يقطعه إلا تلاطم الأمواج بالصخور على الشاطئ الذهبي، تحركها نسائم الخليج القادمة من أعماق المحيط الهندي فتضفي على المكان رومنسية غريبة  تزداد مع  ساعات المساء المحتشدة بآلام الماضي وقسوت الحاضر في قلبه المستشرق بأمل الصبح القريب.

وفي حين كان بصره يعبث في الظلمة الطاغية على البحر الممتد، انتزعته ذكريات قديمة لتنقله إلى الوراء... فتمتد به الذكرى إلى تلك الجولة على شاطئ عدن، بصحبة جده الراحل، وحكاية الغرباء القادمون عبر البحر والتي قصها عليه بتفاصيل دقيقة، تركت صورة مكتملة للجنوب المحتل ومشاهد الظلم والاضطهاد والقتل والتعذيب الذي صنع الجنوبيون من خلاله حرية سقفها السماء، واستقلال اكتمل بإنهاء حكم السلاطين والدويلات والتشطير، بعد ثورة مسلحة وتضحيات جسام.

أخرجته الأنفاس المحتشدة في صدره الضيق بما يختلج من أحزان إلى واقع مر.. وصلت فيه أوضاع جنوب السعيدة إلى منحدراً خطير، قد يهوي بحلم الشعب، إن لم تتظافر الجهود وتتوحد الرؤى وتتبلور في مشروع وطني يعبر عن ما ينشده أبناء الشعب الجنوبي واليمني بشكل عام.

بالأمس القريب كان العرس الحافل في عدن مصدر بهجة وفرحة للكثير من الطامحين للمستقبل الخالي من شوائب الماضي القريب، ومخلفاته التي عمقت جراح اليمنيين، وقطعت أوصال المودة والأخوة بين الرفاق القدامى.. هكذا حدّث نفسه معتقداً أن اجتماع المكونات الجنوبية نصف المشوار لحلحلة مشاكل اليمن كاملة، فالقضية قضية شعب وجغرافيا متداخلة يؤثر بعضها على بعض، مهما كانت شعارات الأطراف المتنافسة وتحت أي سقف تبني سياساتها.

هكذا يشرد أغلب الشباب اليمني في تفكير عميق لا يخلو من الخوف والألم لما وصلت إليه الأمور، فالمشكلة كما هي بالنسبة لي وله ولأقراننا من الشباب ليست مطالب الانفصال وفك الارتباط أو علم يرفع بديل عن علم مرفوع .

كلا ..فالمشكلة التي ترعبني هي لغة الكراهية المتفشية في أوساط جيلنا الشاب، وتلك العبارات الشاذة والمقززة من مناطقية وعنصرية وأرستقراطية، ليست من أرضنا الطيبة، ولا من ماضينا التشطيري، إنما هي أمراض حضارات معادية نتلقفها بغباء.. وتتسرب إلينا دون وعي أو إدراك، ويروج لها أصحاب نفوس مريضة وعقول متلوثة تنفث سمومها في حماسنا الثوري التحرري، لتجرف منا الكثير والكثير إلى مربع العنف والإرهاب والتخريب، لتكون مصيبتنا حين إذٍ أعظم وأنكى والعياذ بالله.

ها نحن اليوم نقف على إطلال عام مضى بكل آلامه وأحزانه ومراراته ولآماله، عانى فيه الشعب الكثير من المحن والأسى، وشهدا أحداث عظام، ونحن جميعاً غداً واقفون على عتبة مستقبل مجهول المعالم نجهل أحواله وأحداثه، فهل سيسدل العام 2012 ستاره الحزين والمظلم على شعبنا المريض وقواه السياسية المتمترسة خلف ماضي بغيض، وشعارات متحجرة؟؟!! وعلينا إن كنا أهلاً لذلك ان نتخلى عن ماضٍ أليم، وان نستعد لمستقبل نتمنى أن يكون كما نريد.

mthyemen@gmail.com

مشاهدة المزيد