قبل أن تفقد العمالة اليمنية بريقها
بقلم/ يحيى محمد الحاتمي
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 11 يوماً
الأحد 25 إبريل-نيسان 2010 07:44 م

كما يحكي لنا التاريخ بأن أجدادنا اليمنيين نشروا الإسلام في أسيا بأخلاقهم العالية وصفاتهم الحميدة ,, فقد تمثلوا تعاليم الإسلام في حياتهم ,وجعلوها واقعا في تعاملاتهم اليومية في البيع والشراء والأخذ والعطاء والمعاملة .

فالامانه والصدق والأخلاق الكريمة أدت إلى نشر الإسلام في عموم أسيا فقد دخل هؤلاء الإسلام بدون حد سيف أو إكراه وإنما دخلوه تأثرا بالأخلاق الفاضلة التي تحلى بها أجدادنا اليمنيون .

وكذلك العمالة اليمنية في الخليج فمنذ عقود طويلة اشتهر اليمنيون بالامانه والصدق والكرم والنخوة والشجاعة والشهامة والجد والاجتهاد , وهذا جعلها مفضله على باقي العمالة العربية والاجنبيه في دول الخليج.

ففي الوقت الذي نجد فيه أن القيم والعادات والتقاليد والثقافة العربية مائلة إلى الاندثار في عدد من دول الخليج بفعل تأثير العمالة الاجنبيه ,, ووجود ثقافة مغايره لما هو عربي .

نجد أن هناك دعوات من كثير من المفكرين والأدباء والكتاب وأرباب الأقلام , لإحلال العمالة اليمنية بدلا من الاجنبيه ,, نظرا لما تتميز به ألعماله اليمنية من صفات عربيه أصيله , وعادات وتقاليد عريقة ,وكذلك الاجتهاد في العمل والقدرة على الإنتاج .

لكننا اليوم نجد أن هناك متغيرات طرأت على هذه العمالة , وان بشكل محدود ولكن مردودها السلبي على العمالة اليمنية كبير.. فالحسنه تخص والسيئة تعم ..

قبل فتره نشرت إحدى الصحف الخليجية دراسة أظهرت فيها أن اكبر معدلات الجريمة بين العمالة الوافدة هم اليمنيين ,,, وهذه طامة كبرى .

بل إن اليمنيين أصبحوا يتصدرون عناوين الأخبار في الصحف وعلى شاشات التلفزه فلا يتم الكشف عن خليه إرهابيه أو عصابات إجرام إلا وفيها يمنيون .

برأيي أن المشكلة كبيره تستدعي كل ذي عقل إلى الالتفات إليها ومحاولة معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه المتغيرات .

لكن مهما كانت الأسباب فلا يوجد مبرر أين كان دافعه للولوج في عصابات الشر والإجرام ولا ينخرط في هذه الأعمال سوى إنسان وضيع أما اليمني الحر فلا يمكن أن يرضى بالمهانة, أو أن ينجر وراء أولاد الحرام.

مع ذلك فالصالح والطالح والخير والشر موجود في كل المجتمعات ويجب التفريق بينهم .

ذهبت أنا واحد الأصدقاء لاستئجار سيارة للذهاب إلى مكة للعمرة .طلب الموظف من صديقي هويته فأعطاه الاقامه ,, فعندما عرف انه يمني ,, قال ما عندنا سيارات ؟

حاول معه صديقي وقاله هذه إقامتي عندك ,, رد عليه الموظف والله لو تعطيني ضمانة الشيخ صالح ألراجحي , ما أعطيك ......

حاولت معرفة السبب , رد علي الموظف (( يابوي نأجر لليماني سيارته ما نستلهما إلا من إدارة الأمن يهربون فيها قات و.... )) آلمني كثيرا هذا الموقف وتحسرت في نفسي على ما آل إليه حالنا ..... مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ,, تشوه سمعة اليمن واليمنيين من قبل حثالة وضيعه من المجتمع . من المعروف عن اليمنيين حبهم وولائهم للبلد التي يعيشون فيها ويتأقلمون مع المجتمع من حولهم .

في أحد برامجي على قناة السعيدة كان أحد ضيوفي المؤرخ والمخرج البريطاني بيتر فلاير منتج ومخرج فيلم البارادون والذي سلط الضوء فيه على حياة اليمنيين في المهجر وبالذات في مدينة برمنجهام . فقد أذهله ما رآه من عادات وتقاليد وكرم منقطع النضير .

وعن سؤالي له ما سبب الزيارة لليمن ؟ أجابني بأنه الجزء الثاني من الفيلم وأنه رغب بالتعرف على اسر الأبطال الحقيقيين لفيلمه والذين شاركوا في الحرب العالمية مع بريطانيا ضد الألمان والبيئة التي عاشوا فيها.

بقول بيتر فلاير لقد ضرب احد اليمنيين وأسمه محمد الشميري مثلا راعا في الوطنية والولاء للأرض التي يعيش عليها .. لقد اسر الالمان محمد الشميري وهو يقاتل مع البريطانيين ,, وعندما وجدوا انه يمني وكانت تربط الالمان باليمن آنذاك علاقات طيبه ,, قالوا له , أنت يمني واليمن دوله صديقه سنعيدك إلى بلادك ؟ فغضب الشميري غضبا جما وقال لهم .

انتم أسرتموني وأنا ارتدي الزى العسكري اليمني أو البريطاني ؟ قالوا له البريطاني ..

قال لهم إذا أنا بريطاني .... وصل هذا الموقف إلى الملك في ذاك الوقت وهو والد الملكة الحالية فأرسل رسالة شكرا وتقدير لهذا الجندي الذي أبدى وطنيه منقطعة النضير ولم يكن يحمل الجنسية البريطانية بعد .

من منطلق هذا المثال لهذا اليمني الشجاع فإنني اذكر كل أبناء اليمن في المهجر بأن البلاد التي يعيشون على أرضها ويقتاتون من رزقها لها عليهم حق الدفاع عنها وحفظ أمنها واستقرارها والالتزام بأنظمتها وقوانينها .

اني أناشدكم الله يا ابنا اليمن .. أناشد فيكم عزتكم وكرامتكم أناشد فيكم النخوة والعادات والتقاليد القبلية أن تنبذوا من بينكم كل وضيع أو صاحب فكر ضال وأن تحفظوا ماء وجوهكم أن تكونوا سفراء لبلدكم وان تتحلوا بالعادات والتقاليد اليمنية الاصيله ,

وحتى لا تندثر دعوات إحلال العمالة اليمنية محل العمالة الاجنبيه في دول الخليج وعلى رأسها دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله ابن عبدا لعزيز حفظه الله وتأكيده على ضرورة استيعاب العمالة اليمنية في دول الخليج.

يكفينا ما فينا فوضعنا الاقتصادي الهش في وضع لا يحسد عليه ,,, وأي انتكاسه أخرى ستؤدي بنا الى الهاوية ..

وكما يقول المثل (( يا غريب خليك أديب )).