الوطن اولاً
بقلم/ سند عبدالرحمن الكمراني
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 13 يوماً
السبت 26 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:42 م

منذ بداية الثورة الشبابية الخالدة كانت هناك و مازالت مطالب للشباب الذين يقبعون في الميادين و هي نفسها التي من اجلها قدم العديد من الشباب ارواحهم الزكية الطاهرة (ادخلها المولى في فسيح جناته) و من اهمها مواصلة النضال حتى يتنحى الطاغية عن السلطة اعتباراً ان ذلك كان من اولويات الاهداف كون نظامه و هو على راسه السبب الوجيه في تدهور اوضاع البلاد اقتصادياً و سياساً و اجتماعياً على مدار 33 عام من الحكم المستبد الفاسد و النهب العلني لثرواته و موارده الطبيعية التي تعتبر اصلاً ملك للشعب و ابنائه ناهيكم عن الاموال الطائلة التي كانت تتدفق من الدول الشقيقة و الصديقة كتبرعات لتحسين بنية الوطن التحتية في العديد من مجالات التنمية.

اليوم تحقق حلمنا و حلم شهدائنا الابطال في تنحي الطاغية عن السلطة ليبدء العد التنازلي لكثير من التحديات و الواجبات الرئيسية و التي في مقدمتها ملاحقة الطاغية و اعوانه قانونياً مهما ابتعدوا عن الوطن لجرائمهم الشنيعة لذلك ينبغي اولاً تشكيل لجنة قضائية من محامي شباب الثورة المحترفين للمتابعة و التنديد امام القضاء المحلي و الدولي حتى يتم تحقيق العدالة و القصاص منه و من تبعه من المرتزقة الاشرار.

ثانياً, مقاضاة كل من كانت له يد في قتل شباب الثورة الاباسل و من ابناء الشعب الشرفاء من خلال تقديم ملفاتهم الاجرامية بعد ان يتم جمع المعلومات و التحري في ذلك ابتداءاً من اسرة الطاغية و مروراً بمستشاريه و من الحزب الحاكم و الوزراء الخ... وصولاً الى الحرس الجمهوري و يكون هذا من خلال تشكيل لجنة اخرى تقوم بهذه المهمة.ثالثاً, كانت من اهم المطالب كما ذكرنا آنفاً تغير الوضع اقتصادياً و سياسياً و اجتماعياً و هذا شيء اساسي من اهداف الثورة اليمنية و الشبابية لضمان رخاء الوطن و ازدهاره بعتبارها نقطة مهمة و حساسة ينبغي ان لا نغفل عنها مهما كانت في اعماقنا كراهية للنظام الفاسد و الرغبة في الانتقام لشهدائنا الابرار و لكن هناك من سيتكفل بالقيام بهذه المهمة النبيلة و هي اللجنة القضائية التي يجب تشكيلها من الشباب دوي الخبرة و الكفائه و ليس الزج بكل فئات الشباب التي تنتظرهم مهامات اخرى كبيرة امام الوطن و شعبه الخالد امثتالاً بثوارنا الاحرار الذين وهبوا ارواحهم في سبيل ان تنعم اليمن و شعبها بالحرية و الازدهار و كذ بثوار الشعوب الاخرى الحرة و هناك امثلة عديدة نذكر منها:

امريكا الجنوبية – كوبا : انتصرت الثورة الشبابية الكوبية التي كانت تضم في جعبتها العديد من الاكاديمين الثائرين على نظام الدكتاتور باتيستا الذي حول الشعب لعبيد للامريكان و باع البلاد بأرخص الاسعار حتى قام الشباب بالإنتفاضة فقتل و احرق حياً الآلاف و لكن لم يتمكن من كسر شوكة الثورة الشبابية بل على العكس قويت الرغبة في تحقيق النصر و دحر الطاغية و مقاضاته واعوانه بجهد جهيد و موارد بسيطة و لكن العزيمة كانت صادقة و الإرادة كانت من حديد فتم النصر و هرب باتيستا الى جمهورية الدومينيك ليعيش ما هو مكتوب له من العمر تحت الحماية الامريكية و الجماعات الارهابية الكوبية العميلة على الرغم من جهود الحكومة الكوبية في مطالبة المجتمع الدولي إلقاء القبض عليه و محاكمته لجرائمه المرتكبة ضد البشرية , جهوداً كلها ضاعت في سدى و لكن شباب الثورة الكوبية و في مقدمتهم الزعيم المحامي الشاب فيدل كاسترو لم يتجاهلوا نواحي اخرى جد هامة منها الدفع من عجلة التنمية و تخفيف معناة الشعب من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية على الرغم من الحصار التجاري الظالم و المفروض على كوبا من قبل الإدارة الامريكية على مدار 44 عام و لكن لم تتهاون العزيمة و الاصرار في مقاضة باتيستا ( مات على فراشه) و اعوانه و في نفس الوقت مواجهة التحديات في سبيل رخاء و ازدهار كوبا و شعبها العظيم.

جمهورية تشيلي: الرئيس التشيلي في السبعينات الذي كان اسمه بينو شيت , كان من الرؤساء القمعيين المتشددين الفراعنة على الارض , حيت امر بقتل و تعذيب و اختطاف الآلاف من الشباب الثائر على نظامه و لكن هذا لم يردع الشباب الثوار من القيام بالثورة و الإنتصار عليه و طلب مقاضاته و لكنه افلت من يد العادلة حتى تم القبض عليه حديثاً عن عمر ناهز 85 عاماً بعد مرور تقريباً 15 عام من هروبه العلني و لكن الشباب لم يتهاونوا في متابعتة و طلب محاكمته و في الوقت نفس العمل على تحقيق التنمية وتطوير البلاد في حين شآت القدرة الالهية بأن يموت هذا طريح الفراش بمرضه و لم تأخد العداله مجراها كما كان يتمنى الشعب التشلي نفس الشيء حدث مع الديكتاتورية الارجنتينية مع الشعب الارجنتيني الذي ما زال يعاني حتى يومنا هذا من ظلم ذاك العهد وعدم العثور حتى الآن على المفقودين بالآلاف و من حين لآخر ما زالت الحفريات تكشف عن مقابر جماعية.

اوروبا – اسبانيا: كانت تحت عهد نظام فرانكوا المستبد الفرعوني في القتل و القمع نسخة طبق الاصل من بينوشيت التشلي , اذاق الشعب الاسباني الويلات فقتل الآلاف و الآلاف من الابرياء ( شباب و شابات, نساء و رجال , اطفال و شيوخ) و لكن الشباب الثائر الاسباني القوي واصل درب النضال ولسنوات مريرة حتى انتصر على الطاغية فرانكو و لكن حاولوا مقاضاته قانونياً فلم يتمكنوا منه نتيجة نفوده الكبيرة و خيبة العدالة فجاء القدر من السماء فمات مريضاً و لكن خلال تلك الفترة ساهم الشباب في دفع البلاد الى الامام و اسهموا في تطوير كل القطاعات و خاصة القطاع الزراعي و الصناعي فكانت في الصف الاخير من بين الدول الاوروبيه الصناعية المتقدمة فاصبحت تنافس اليوم بريطانيا و فرنسا على الرغم من الوضع الاقتصادي الدولي الراهن.

الغرض من هذه العبر انه لابد من جمع القوى لمقاضاة الطغاة و في الوقت نفسه الدفع الى الامام بعجلة التنمية

واخراج اليمن من وضعه الاقتصادي المتدهور من خلال تطوير المجالات الرئيسية المدنية و الخدمية التي فيها تلبي مصالح ابناء شعبنا الابي لان هذه المرحلة التي نحن فيها تزج بالكثير من التحديات التي ينبغي مواجهتها بشجاعة و حكمة و ليس بالقوة و العنف على حساب رفاهية الوطن و ازدهاره, ارى انه من الضروري علينا جميعاً المشاركة و الاسهام في بناء اليمن الجديد من اجل ان لا يحكمنا طاغية آخر او فئة جاهلة مستبدة تدفع بنا مرة اخرى الى حافة الهاوية.

حقيقة ليست هناك عدالة ارضية صادقة تطبق على المجرمين من الحكام فإدا طبقت فهي إما ان تكون نفاقاً او لمصالح معينة و لكن عدالة الرحمن من فوق سبع سموات هي الوحيدة التي تاخد مجراها الصحيح فتأخد للمظلوم حقه و المجرم و المتكبر على الله و الناس جزائه مهما طال الزمن او قصر.

ارجو ان تكون رسالتي مفهومة لانني وطني احب كل الخير لوطني و شعبي و شعارنا الله الوطن الثورة التي من اجلها ضحى الكثير من الابطال من امثال الزبيري و الثليا و الحمدي و غيرهم كثيرون اسكنهم الله جميعاً في فردوسه الاعلى و نحن معهم ان شاء الله...