آخر الاخبار

السفير اليمني بالدوحة يبحث مع وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية تعزيز التعاون المشترك رئيس الوزراء يبلغ المبعوث الأممي بعد عودته من إيران: السلام لن يمر الا عبر المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً وزير دفاع خليجي يصدر بحقه حكم قضائي بسجنه 14 عاما وتغريمه أكثر من 60 مليون دولار حكم قضائي بسجن وزير داخلية خليجي 14 عاما وتغريمه أكثر من 60 مليون دولار . تعرف على القائمة الكاملة للأسماء الخليجية التي توجت في حفل Joy Awards 2025 بيان عاجل من مصلحة شؤون القبائل بخصوص هجوم الحوثيين على قرية حنكة آل مسعود .. دعوة للمواجهة بايدن: حشدنا أكثر من 20 دولة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر .. هل سيصدق في استهداف الحوثيين تحركات دولية وإقليمية لإعادة صياغة المشهد اليمني .. والحاجة لمعركة وطنية يقودها اليمنيون بعيدا عن التدخلات  ملتقى الفنانين والأدباء ينظم المؤتمر الفني والأدبي الثاني للأدب والفن المقاوم بمأرب بمشاركة أكثر من 100 دولة و280 جهة عارضة اليمن تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 1446هـ بجدة

التاريخ يصنعه العظماء
بقلم/ عبده المخلافي
نشر منذ: 15 سنة و أسبوع و يومين
الإثنين 04 يناير-كانون الثاني 2010 07:09 م

إن الرجال أصحاب الأفكار الأصيلة يموتون بأجسادهم , أما الأفكار التي عملوا لها في حياتهم وأخلصوا في سبيلها , وتجردوا للتمكين لها , فإنّها تستمر وتنمو وتزدهر وتبلغ الآفاق لقد رحل رمز النضال السلمي وكان مدركاً رحمه الله أن الحريات ليست هبات مجانية، ولا تتحقق بالخطب الرنانة ولا بالجمل المنمقة، والمقالات في هجاء المستبدين، ولكنها تتحقق بالرجولة والتضحيات والشجاعة في مقابلة الأهوال والمصاعب، رحل بعد أن رسم الطريق لجيل يحمل شرارة الرفض جيل قادر على التحدي والمواجه جيل يحسن اقتطاف الثمرة عبر نضاله السلمي حتى وان بانت المراحل بعيده ، .

إنّ هذا الصنف من العظماء كلما باعدت الأيام بيننا وبين يوم انتقالهم إلى دار البقاء إلا زاد تأثيرهم , وتواصل إشعاعهم ,وظهرت جوانب أخرى مضيئة من حميد خصالهم , خلص إلى ذلك المرشد عمر التلمساني وهو يتحدث عن الإمام الشهيد حسن البنا بقوله:(حسن البنا كلما باعدت الأيام بيننا وبين يوم استشهاده ازدادت شخصيته وضوحا وإشراقا ونورا وبهاء .. إنّه كالوحة الفنية البديعة , كلما إبتعدت عنها محملقا في روعتها , كلّما وضح أمام ناظريك رواؤها ودقّة الإبداع فيها , إن من حق ركب النضال السلمي أن يعرف قدر الفقيد, وأن لاينسى فظله , ولايتوانا عن مواصلة النهج الذي رشح له , اننا نجد أنفسنا نردد نفس ما قاله طه حسين عندما رثا العقاد:(أمثالك تموت أجسامهم لأن الموت حق على الأحياء جميعا , ولكن ذكرهم لايموت لأنّهم فرضوا أنفسهم على الزمان وعلى الناس فرضا , وسيوارى شخصك الكريم في أطباق الثرى , ولكن القبر الذي سيحتوي شخصك لن يستأثر بك , فلك في قلوب الذين يحبونك والذين ينتفعون بأدبك وعلمك ذكر لن يموت , ولكنّهم لن يستأثروا بذكرك , وإنّما ستشاركهم فيه الأجيال التي تبقى بقاء الدهر). نعم يجب ان نبقا نترحم على الفقيد ما بقينا فهذا الإمام أبو محمد التيمي رحمه الله يقول:(يقبح بكم أن تستفيدوا منّا ثم تذكرونا ولاتترحّموا علينا).

فمن حقّه علينا ذكر محاسنه , وتعداد فضائله ,وجلائل أعماله ,لأن ذلك من شيم الأوفياء ,فلابد ونحن نسير على طريق معبّدة أن نذكر فضل من تعب في تعبيدها , فنسيان الفضل والحقوق ينشئ العقوق كما أشار العلامة أبن باديس:(إنّما تقاس درجة الأمم بما تنجبه من الرجال , وإنما تكون منجبة للرجال يوم تصير تعرف أقدار العاملين من أبنائها).

لقد انطفأت شعله من شعل النضال السلمي التي ظلت ترسل أشعتها نوراً وناراً: نوراً لطالبي الهداية، وناراً على الفساد والاستبداد كان شملان رحمه الله يتحلى بصفات العظماء الكبار، وبمواهب العباقرة الأفذاذ، لقد كان مثالاً، للحب لا للحقد، والتغييرلا الجمود، والعفو لا العقوبة، والخبرة بالأمور لا البلاهة، والنظر الثاقب لا الرؤية الساذجة، والبصيرة المتقدة لا الجبلة العمياء، والدربة والحنكة الفطرية، والنورانية القلبية التي تضيء بتوفيق الله، كان للحق سنداً لا بتضعضع، وصخرة لا تتزحزح، وكان للمشترك ركناً ركيناً، وإماماً عظيماً ، يظهر للأضواء وقت المحن والشدائد ويختفي وقت توزيع العطايا والأوسمة كان رجل اكبر بكثير من المناصب التي تقلدها ولم تكن في يوم من الأيام المناصب اكبر منه كان يمثل نمذج ورمز للدوله المتحضرة حتى وان عاش في دولة متخلفة ، نعم فالشخصيات العامة قد ترحل لكنها تبقى حية في مشاريعها التغييرية وسياساتها وأفكارها نسال الله كما جعله في ركب العظماء والصالحين في الدنيا أن يجعله كذلك في الآخرة .