دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين قد لا تصدقها.. أطعمة خارقة تقاوم الشيب المبكر وتؤخر ظهور الشعر الأبيض مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها توكل كرمان: هناك طريقة واحدة فقط لإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي والغارات الخارجية التي تستهدف اليمن إرهاب مرفوض عاجل : قيادي حوثي من صعدة يقوم بتصفية أحد مشائخ محافظة إب طمعا في أملاكه
شهداء غزة تتصاعد أعدادهم يومياً وتجاوزت الـ 1000 النصف منهم أطفال ونساء وشيوخ, والجرحى حتى اليوم الـ20 للحرب الصهيونية يقارب عددهم الـ5000, والصور تدمي القلوب وتبعث على الغضب, وأنين وبكاء الجرحى والأمهات والأرامل والأيتام يستفز مشاعر الميتة ضمائرهم.
لكن ذلك لم ولن يحرك في الأنظمة العربية ساكناً سوى ان يشاركوا (في قتل القتيل ويمشوا بجنازته) بغرض إدانة المقاومة وسوق المبررات للقتلة وتجميل صور الحكام والأنظمة القبيحة.
أكثر من 20 يوم وغزة بأطفالها ونسائها وشيوخها ومساجدها تحت نيران الحقد الصهيوني والوحشية الهمجية (براً وبحراً وجواً), فيما أنظمة العرب وحكامها يتصارعون كمعسكرات وتحالفات ويجاملون بعضهم بالدعوات لعقد القمم والموافقة عليها والرفض لها, ويتزاحمون في نيويورك بإنتظار قرارات مجلس الأمن, بل والأبشع أنهم يتجرؤون على إدانة المقاومين الذين يؤدون الواجب بإمكانياتهم المحدودة تحت حصار الأشقاء قبل الأعداء, وهو واجب كان يفترض أن يقوموا به بجيوشهم الجرارة وأموالهم الكثيرة التي تذهب في مصارف مخزية.
فنظام مبارك في مصر الكنانة مشغول بمهام إستراتيجية, كإحكام الحصار على غزة وإغلاق معبر رفح وكشف الأنفاق ليضربها الصهاينة, فذلك لا يؤثر على السيادة حتى وإن حامت الطائرات فوق الأراضي المصرية, لكن السيادة يتم الحفاظ عليها بحملات الإعتقالات للإخوان المسلمين وإطلاق مبادرات الخنوع والإستسلام والتآمر على المقاومة والجهاد (ثقافة وقيم وممارسة وسلوك).
فقط يكفي النظام المصري نخوةً عربية وأحاسيس إنسانية بأنه يتكرم بفتح المعبر للجرحى ليخرجوا بالتقسيط والسماح للطواقم الطبية العربية لدخول غزة بالتقسيط أيضاً.
كلنا كمسلمين يؤمن يقيناً بأن "هدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من هدر دم مسلم", لكننا نجد النظام السعودي الذي يرفع راية الإسلام ويزاحم لفرض نفسه بديلاً لخليفة المسلمين بقوة المال والأراضي المقدسة والدعم الأمريكي والغربي, يظهر بوضوح قائداً لتيار الخذلان للمقاومة وحق الشعب الفلسطيني في مواجهة المحتل ومقاومته حتى تحرير أرضه ومقدسات الأمة.
فهو كنظام لا يكتفي بمواقفه المخزية تلك, ولكنه يزيد على ذلك بتعميد مبادرة مبارك "المباركة" حسب وصفه, ولا يقف عند رفض عقد قمة طارئة, بل يستبق قمة الدوحة بالدعوة لقمة خليجية لإفشال تلك.
وإلى هنا الأمر ليس غريباً على نظام مصبوغ بمكياج الإسلام البريء من هكذا مواقف وأفعال وأقوال, ويتنكر لنصرة ضحايا الإجرام الصهيوني في غزة وفلسطين ولبنان حتى باللسان, بل وبعض الأحيان يسخر الدين والفتوى والعلماء لتعزيز موقفه.
العالم يثور غضباً ومشغول بالمحرقة الصهيونية في غزة, وخادم الحرمين لا يجد فراغاً أكثر من 5 دقائق للقاء بوفد الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ القرضاوي, وفوق ذلك يستغل الـ 5 دقائق للهجوم على حماس ولا يتيح لهم حتى التوضيح عن سبب زيارة بدت في المكان الخطأ وكان يفترض أن تكون في (كاراكاس) وليس الرياض, وللرئيس غير المسلم (تشافيز) وليس لحاكم عربي.
وتتابع أغلب وسائل الإعلام مايجري في غزة, لكن الإعلام السعودي والكويتي والخليجي عموماً لا يهتم بها كما يهتم عند وفاة أصغر أمير خليجي, فتلك القنوات المسخ التي توقف اغانيها لأيام وتستبدله بآيات القرآن الكريم, لكن طوال 20 يوماً ورغم كل هؤلاء الشهداء والضحايا والتدمير لم يهتز لها شعرة, ومجموعة الـ mbc وروتانا ليست إلا صورة واضحة لمدى الإهتمام السعودي والخليجي بمأساة غزة وأهلها.
حتى أن قناة العربية ذات التمويل السعودي من الصعب علينا أن نقارن بين أدائها وأداء قناة الجزيرة, وهي التي كانت قبل غزو العراق تلبية لرغبة أمريكية لمنافستها, فقط لو قارنا بينها والـ bbc البريطانية سنجد الأخيرة تغطي بموضوعية تخدم أصحاب الحق والضحايا على عكس العربية الموجهة لخدمة المواقف السعودية ومعسكر الإستسلام والذلة وإدانة وتشوية صورة المقاومة وحركاتها ورجالها.
في الوطن العربي ككل القليل من الأنظمة هو المخلص للقضية الفلسطينية وتستفز مشاعره تلك الصور المؤلمة, لكن حتى أولئك الذين يعلنون مواقف لصالح المقاومة الفلسطينية نجد أن لكل منهم سبب مستتر مخزي ومخجل, وهو ما جعل إسرائيل و(الماما أمريكا) والغرب عموماً لا يهتم بهم لمعرفته وثقته بأن ظاهرهم لا يقلق مادام الباطن يطمئن وغير مقلق.
وكمثال ففي بلادنا يعد النظام الحاكم الأسبق دائماً في مواقفه لصالح المقاومة وفلسطين, لكنه يأبى إلا أن يحول مآسي الأشقاء وجراحاتهم وآلامهم وقضايا الأمة إلى سلعة للمحاكات الحزبية والترويج السياسي وتجميل وجهه القبيح.
وإلا مادام هناك إجماع يمني حول قضية فلسطين والمقاومة (سلطة ومعارضة, وغالبية الشعب اليمني بما فيهم عشرات المواطنين ذوي الديانة اليهودية), فلماذا يصر هذا النظام على الإنفراد بفعاليات إحتجاجية إجبارية؟ وما شأن الحصان لترفرف راياته خفاقه غضباً لغزة وإجتجاجاً على معاناتها وتأييداً لشهدائها وأبطالها الصامدين؟.
فهذه الأنظمة لا تكتفِ بفشلها الذريع في قضية فلسطين وتوفير الحرية والإستقلال والكرامة والرخاء لشعوبها, لكنها تصر على تعميم فشلها على الشعوب وأبطال الصمود والمقاومة, وإدانة من يحاول أن يتلافى ما فشلت به, وتزيد على ذلك أن تتحول المعاناة والجريمة إلى سلعة للمتاجرة وسلاح للصراع العربي- العربي والمكايدات السياسية والحزبية و(طلاء لتجميل صور قبيحة ومسودة).
Rashadali888@gmail.com