مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين
رغم مواقفه الايجابية المعلنة تجاه فلسطين وغزة تحديدا ، وعاطفته الجياشة ، إلا أن الدهشة وعلامات الاستفهام حول.. لماذا غاب الرئيس صالح عن قمة الدوحة الطارئة والهامة ؟.. وهو الذي لا يغيب عن أي قمة عادية ، فضلا عن انه من دعا إليها وبادر وسعى إلى تجديد أداء وفعاليات دبلوماسية القمة العربية في أكثر من وجه ، وهو الذي دعا يوما إلى فتح الحدود ، وتمنى أن لو كانت هناك نافذة جغرافية تصله بفلسطين.
دهشتنا ليس محلها قمة الدوحة الطارئة ، بل قمة دمشق السابقة والذي كان أكثر من روج وحشد لها ، إلا أن الموقف من الحضور تحدد سلبا أثناء زيارة خاطفة للعربية السعودية يومها ، وهذه الأخيرة كانت هي الأشد حربا على عقد قمة دمشق السابقة كحالها مع قمة الدوحة الأخيرة .
يقولون بان ثمة ضغوط على الرئيس اليمني بأوراق داخلية أهمها الجنوبية والحوثيون والمشترك ، ويعتقد آخرون بل ويجزمون بان الرئيس اليمني يجيد اللعب على مثل هذه الأوراق والتي منها الإرهاب لتمرير قضايا تخص نظامه السياسي ولكسب تحالفات من تحت الطاولة يضطر الطرف الآخر فيها على الإذعان وتلبية مطالب واحتياجات تخص النظام في العاجل والآجل تحت وقع التجاذبات والحرب الباردة التي تحوم بين الأطراف العربية .
وعلى أية حال وأيا كانت الحسابات فان هناك حقائق يلزم الإشارة إليها تخص النظام الإقليمي العربي ومنها اليمن من وحي المشهد الحاصل .
الأولى : أن القفز إلى الخارج على حساب البيت الداخلي لأي نظام ما ضرب من العبثية وقلة في الحنكة والتدبير ، فالجبهة الداخلية إن تماسكت على أساس من القبول والتمازج المشترك تحصنت ومن ثم يستحيل على التحديات الخارجية مهما كانت أن تدفع إلى شيء سوى مزيد من الانصهار والتحدي والاستبسال ، ويكون السقوط والانتحار في حال التعويل على النظام الخارجي فقط دون المرور من الداخل .
ويعد السيد حسني مبارك هو أول من وضع حدود ومعالم نظرية( دي أمريكا ) فتبعه الجميع ، وجوهرها ما دام الأمريكان راضين ومباركين فنم فان الحوادث كلهن أمان ، و أن الطريق إلى البيت الأبيض لابد وان يمر من تل أبيب .
على أن هذه النظرية من السذاجة بمكان ، فقد بطحها حزب الله أولا ، ثم استوت عليها وأجهزت حماس ، وبات اليوم أن من يراهن على غير مشروعه الوطني والتزامه القومي والإسلامي فانه على قاب قوسين أو أدنى من السقوط المدوي والنهاية المحققة ، ولعل قصة شاه إيران ومشرف باكستان رواية يحكيها الزمان .
الثانية : أن قضية فلسطين تمثل لنا جميعا معتقدا وواجبا وضميرا ، ومن ثم فلا قبول البتة لاستغلالها سواء لجر الشعبوية أو المناورة والتكتيك ، فان كان قد مرر الأمر يوما على حين غفلة وركود ، فان الفاعلية اليوم واتقاد الأمة والتوعوية الحاصلة والفعل الأول والايجابي كلها حصانة وحماية وضمانة للقضية التي أصبحت أكثر من مصيرية .
الثالثة :أن غزة اليوم هي عامل توحيدي للأمة ، فشعوبنا العربية التي تناوشتها الانقسامات والصراع تناست ذلك تماما إلى المركز الذي يجمع ، ففي سوريا علق الإخوان موقفهم المعارض تجاه النظام من اجل توحيد الجهود وتضخيم الطاقات ، ولعلها بادرة إلى احتواء الأزمة هناك بين السلطة والمعارضة ، وفي المحافظات الجنوبية في اليمن سكت صوت الانفصال في الشارع ودعاوي الجنوبية إلى صيحات الله اكبر ، وأمتي أين أنت بين الأمم ؟ ، ومن الطريف في هذا السياق أن احدهم في محافظة حضرموت وأثناء فعالية تضامن مع غزة حاول أن يرفع شعارا انفصاليا فلم يجد ،إذ أسكته الحضور العام المؤتلف بغزة برفعهم شعار يملا الكون (إسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية ).
الرابعة : أن هذا الجيل والذي يليه ويليه ما قريء لهم التاريخ ووصل لن ينسوا لليهود ما فعلوه في غزة ، ولن يغفروا لمن خان أو سكت وفرط أو ابتز بها كورقة ، واعتقد جازما أن غزة ستحاكمهم وستعريهم وتفضحهم ، وستكون سببا في سقوط الحصون والأنظمة ، كما هي اليوم سببا في سقوط النظام الاقتصادي العالمي ، وهي سنن إلهية تعمل ، ولن تتبدل .
وبشأن قمة الدوحة الطارئة التي دعا لها الأمير القطري ، وقد أصبح في وعي امتنا وشعوبها زعيما لا يشاكله اليوم من القوم احد ، فإننا نعتقد أنها ستحسب أفضل القمم العربية على الإطلاق لغياب البعض منها ولعل الله أخرجهم لحكمة يقدرها ، كما أن واقع الحال يثبت مدى الإبداع في إدارتها من حيث التنويع والحشد للمشاركين ، والتجديد والتكتيك للخطاب والموقف .
أما أنا فيكفيني غياب الصداع الذي ينتابني كلما سمعت ذلك الوزير الديناصوري الثقيل حينما يصرح أو يعقد مؤتمرا صحفيا فيسحب كلماته كأنما يجرها ويتمايل برأسه كبندل ساعة الحائط ، وكم يملاني الصحو حينما اسمع لوزير خارجية قطر أعجوبة زمانه بين الغربان .
وكم كانت بعض الدول الصغيرة المشاركة كبيرة وعظيمة في مواقفها كجزر القمر بحضور رئيسها ومتانة وعظمة الكلمة التي ألقاها ، ولعله التدبير الإلهي (وان تتولو يستبدل قوما غيركم ) .
وعن هذا الحضور التركي الفاعل والمطرد فهو تدبير السماء في مواجهة مكر قوى الأرض التي أرادت عزل فلسطين وتفتيت البنية للأمة والعقيدة الجامعة ، فإذا بالنتيجة أن تركيا تجر جرا وعلى غير إرادة أو تخطيط منها إلى محيطها وعمقها الإسلامي ، لا اختلاف هنا أو تباين بين الاردغونية ومخلفات اتاتورك.
وحماس التي أرادوا خنقها والقضاء عليها رفعها العدوان والتأمر على قلوب ورؤوس الملايين من الأمة والنسيج الإنساني عموما ، فأضحت اليوم أكثر تمددا وتوسعا وعمقا ، وكم كان جميلا وعجيبا وظريفا في الوقت نفسه أن من خطط ليتخطف حماس ويصادرها بالخنق والحرق هو من أوصل خالد مشعل إلى كرسي القمة العربية التاريخية في الدوحة ليطل بخطاب المنتصر الجامع والمتئد .
أما إيران فهي الرابحة كعادتها وفي كل الأحوال تقتنص الفرص يهيئها لها ويقدمها على طبق من ذهب أغبياء وحمقى هذا الزمان والمكان .
الحاكم العربي الجار الذي يتمترس على إيران لصالح دنيا غيره ، وهذا من ينعتوه برثة الرثة ، وهو الذي يبيع دنياه لدنيا غيره .
أفاد إيران في الخروج من الدوامة عليها إلى الدوامة عليهم هم ، وقد خطفت القضية والأضواء فكانت المناصرة والمعاضدة لمشروع المقاومة ، وكانوا هم المركب والممر لمشروع الشيطان .
فأي الفريقين أحق بالتحية وأن نجاوره ..من تأخذ على أذنه رايس وتتبع قفاه بالعصا ..؟ أم من أعلن الموت لأمريكا وإسرائيل ، ودعا إلى شطب الكيان الصهيوني من الخارطة ولو كان مناورا .
لا أريد من يقول بوجود معسكرين للسنة والشيعة ، نعم وجدنا معسكر رسمي للشيعة ينافح عن نفسه وفلسطين ، ولم نجد معسكرا رسميا للسنة باستثناء مسخ مبتذلين في قنوات هشك بشك ، ومجموعة روتانا (مش حتقدر تغمض عينيك ).
وعلى أية حال ورغم اختلافنا مع إيران ومرجعية قم والنجف في بعض القضايا والمسائل ، إلا أن نجاد يبقى أكرم ألف مرة من آخرين سمن الأرز والكوكا كولا أردافهم فثقلوا ، وهبوا وشبوا في المواخير فلم يصحوا إلا على تقبيل أطراف ليفي ورايس.
أما الموقف الرسمي من القضية الفلسطينية للنظام اليمني فهو محل تقدير واحترام لدى الجميع ولا يصح أن نبهته ، وان كان في حده الأدنى ، مكانته الايجابية تتعزز وتتواصل أثناء المقارنة بآخرين ، إلا أن عتابنا وغضب الشارع هو في غياب الأخ الرئيس عن القمة لحسابات أو تقدير غير متقن ، ولعله موقف سيسجل .
من جهة أخرى فإننا في اليمن نحفظ لقطر المستضيفة أكثر من جميل وموقف بشان الوحدة اليمنية وقضايا أخرى في مواجهة محور آخر يجرنا معه الى مشروع الشيطان ، فكان من الواجب أن نكون إلى قطر وصف المقاومة اقرب منا عن آخرين طالما مكروا وتأمروا علينا وعلى امتنا جميعا ، ليت الرئيس لم يفعلها وحضر ، وليتنا نكف العربية السعودية عن التدخل في قرارنا .
alhager@gawab.com