غزة ... والولايات السعومصريه
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 11 يوماً
الخميس 15 يناير-كانون الثاني 2009 09:25 م

ما جرى ويجري في قطاع غزة من عدوان صهيوني كشف عن خيانة عربية تزعمتها الشقيقة مصر واختنا السعودية ،هاتان الدولتان دون حياء ولا خجل من الله أولا ومن الأمة ثانيا حيث تمثلت وتكشفت هذه الخيانة من خلال المراوغة وتعطيل اتخاذ أي قرار عربي جماعي من خلال قمة عربية تمت تعطيلها مرتين من قبل هاتين الدولتين اللتان حضيتا بشرف التسمية الأميركية الإسرائيلية بدول الاعتدال، هاتان الدولتان صدقتا أنهما القوتان اللتان تقودان الأمة العربية وأنهما فقط المسموع لهما دوليا خاصة من قبل رايس وليفيني.

مصر والسعودية وللأسف الشديد خرجتا من العباءة العربية وفضلتا رابطة العنق الأميركية التي تقودهما بها حيث ما تريد ووقت ما تريد.

الكيان الصهيوني يقتل ويدمر ويعربد في غزة ومصر والسعودية تتبادلان الأدوار وبشكل فاضح في إعطاء الوقت لهذا الكيان عله ينهي مهتمة التي يبدوا انه قام بها أصالة عن نفس ونيابة عن هاتان الدولتان ليخلصهما مما تبقى من فيته عرب يدافعون عن شرف الأمة العربية والإسلامية ويعيدون لها كرامتها ، إلا أن الدولتان الشقيقتان لا تريدان أي صوت حر مقاوم يرفض الذل والهوان ولا تريدان لحماس أن تظل قائمة لكي لا تسبب لهما مشاكل مع المحتل الغاصب الذي تهرول إليه السعودية بعد أن ارتمت مصر في أحضانه وتعتمد عليه ميزانيتها العسكرية والاقتصادية ، في حين تنفق العربية السعودية ملايين الدولارات وبكل سخاء على حدائق الحيوانات وبناء الفنادق الفاخرة في دول الغرب بالإضافة إلى تمويل القنوات الغنائية وقنوات الأفلام السينمائية والمراقص والملاهي ، بل وصل الحال باثرياءها إلى تمويل قنوات تصيب الأمة في مقتل في أخلاقها وقيمها .

مصر والسعودية كنا نتطلع إلى أن تقودان الأمة العربية إلى العلا والعزة ورفض الذل والمهانة لما يمثلانه من ثقل دولي لم يسخراه لخدمة أمتهم ، ولكن وللأسف الشديد تريدان أن يصبح العرب والمسلمين أذيالا أكثر مما هو حاصل من خنوع ومهانة وذل واستعباد ، الدولتان خذلتا الأمة وخابت الآمال فيهما ، السعودية لم تسمح لشعبها أن يعبر عن راية كباقي دول العالم على الأقل بل وصل بها الحال إلى أن وصفت المظاهرات والتنديدات العربية والعالمية بالعدوان الصهيوني بأنه أعمال غوغائية ، فيما الحكومة المصرية تتوعد الفلسطينيين بالقتل إذا ما فكروا أن يعبروا معبر رفح بل وأحكمت الحصار حتى لا يصل الماء والغذاء والدواء ، ووصل بها الحد إلى جلب مراقبين أميركيين على هذا المعبر حتى تتأكد أميركا من إخلاصها وصدقيتها في تجويع الفلسطينيين وتثبت خيانتها لامتها حتى لا ينقطع عنها المال الحرام الذي يعتبر ثمنا للكرامة والعزة المصرية وثمن للدماء الفلسطينية الزكية يقبضه حكام مصر .

ألف شهيد وأكثر من أربعة ألف جريح وبيوت دمرت وارض أحرقت وأمة شردت وارض اغتصبت وأعراض انتهكت كل هذا لم يصل إلى أن يحرك نخوة الحكام السعوديين والمصريين ، الآلاف النساء والفتيات والأطفال يستغيثون كل ساعة بل كل ثانية وسلاماه وعرباه ولكن لا حياة لمن تنادي ماتت الضمائر وذهبت النخوة عند هؤلاء الحكام الذين استجبنوا ولم تحرك فيهم هذه الاستغاثات ساكنا ، بل هم يصرون على تشديد الحصار ويماطلون في اتخاذ أي قرار جاد يوقف هذه المذابح وكان الهدف الذي يريدوه من خلال العدو الصهيوني لم يتحقق بعد ، ولن يتحقق مطلقا ثقة منا في الله سبحانه وهو القائل أن "مع العسر يسرا " ويقينا منا أن الحق يعلو والاباطل تسفل .

مصر والسعودية قاتلا أنهما حققا نصر تاريخي في استصدار القرار الاممي 1860 الذي يدعو إلى الوقف الفوري للعدوان على غزة بصيغة ظاهرها رحمه بالصهاينة وباطنها غدر بالمقاومة والقضية الفلسطينية وعلى الرغم من ذلك لم تلقي لها ليفني أي انتباه ولم تعيره أي اهتمام ، أي نصر حققوا وقد خدعتهم أو ضحكت عليهم رايس عندما وعدتهم بأنها ستصوت لصالح القرار على المشروع البريطاني اللا معدل عربيا ، حيث قال الوزراء العرب بعد التصويت في مجلس الأمن يوم الخميس الماضي أن رايس وعدتهم بأن تؤيد الولايات المتحدة القرار لكنها غيرت موقفها على ما يبدو بعد اتصال مع بوش بعد أن اتصل به أولمرت يطلب منه بان يؤمر رايس ألا تصوت وهذا ما كان فعلا ، أحكمت الأمور ووزراءنا العرب يتطلعون إلى إصبع رايس متى ترفعها تأييدا لما قالوا انه نصر تاريخي بعد أن اجتمعت بوزيري خارجية مصر والسعودية في حين استبعد الأمين العام للجامعة العربية التي أصبحت عديمة الجدوى من هذا الاجتماع الذي يبدوا انه كان تآمريا تكشفت حقائقه أثناء جلسة التصويت ، وقبل دقائق من موعد التصويت انتظر الوزراء انتهاء رايس من اتصالها الهاتفي مع بوش الذي يبدوا انه أمرها فيه ألا تصوت على ما وعدت به الفيصل وأبو الغيط وبعد ذلك دخلت قاعة مجلس الأمن مع الوزراء العرب الذين جعلوا يهزون رؤوسهم وهي تتحدث إليهم .

وكان الفيصل قد قال في كلمة له أثناء اجتماع قبل التصويت انه إذا لم يتم الاستجابة للمشروع العربي فان العرب سيلجئون إلى خيارات أخرى ، وانه سيكون كذا وكذا واستبشرنا خيرا من هذه اللجهه القوية التي لم نتعود عليها ، إلا أنها كانت مجرد مناورة كاذبة كانت أقيلت على حين غفلة وربما انه لم يدرك ما يقول وخرجت عليه خلسة وسرعان ما تبخرت وعادت حليمة لعادته القديمة ، وربما انه كان يريد أن "يحمي الموقف" حتى لا يكون هناك قرار جدي لوقف العدوان الصهيوني حتى ينهي أخوهم أولمرت وسيدتهم لينفي عدوانها وان تخلصهم من صوت المقاومة الذي يبدو انه أصبح كابوس مزعج لهذه الدول المنبطحة.

ولكن عليهم أن يفهموا أن التاريخ لن يرحمهم ودماء الفلسطينيين في رقابهم ، وتدنيس ومقدسات الأمة هم من ساعد ويساعد على تدنيسها في ارض المقدس ، ونقول لهم وباقي الحكام العرب أنهم غير شرعيين وغير أمناء على أمتهم والشارع العربي اثبت هذه الحقيقة وأصبح ينظر إليهم بعين الاحتقار والتذمر من مواقفهم المخزية.

ويجب أن يفهموا خاصة مصر والسعودية أن أميركا والكيان الغاصب بالرغم من تحالفكم ضد أهلكم لن يحترموكم ولن يثقوا بكم حتى تتبعوا ملتهم .

وأخيرا المقاومة ستنصر رغما عنكم كما انتصرت في لبنان وانتم لن تحصدوا إلا الخزي والعار والمهانة .