إسرائيل تعلن عن رد قاسٍ على الحوثيين في عمليات اغتيال واستهدافات محتملة نتنياهو بين 50 ضيفاً دعاهم ترامب لحضور حفل تنصيبه.. تفاصيل إسرائيل تدخل معركة جديدة ..استهداف لأبناء قادة حماس في قطاع غزة أول دولة عربية تعلن عن عفو رئاسي يشمل نحو 2.5 ألف محكوم وسجين خليجي 26: البحرين أول المتأهلين بعد فوزها على العراق والمباراة القادمة أمام اليمن فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية
السادة الكرام معاشر القراء المحترمون ها نحن معكم في الحلقة الثالثة من (بدائع العسل والفتة لا ستنباط ست عشرة لفتة من مقالة الكاتب والصحفي أحمد عائض)، وهذه هي الحلقة قبل الأخيرة نعيشها مع مقالة ( الزنداني في أول مشاريع الفشل) والمنشورة بتاريخ 22-7-2008.
ليس موضوعنا حملة النقد والهجوم الواسع وغير المبرر الذي تعرض ويتعرض له الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني (عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح سابقاً وأحد قادة الإصلاح المؤسسين البارزين وأحد علماء الأمة الإسلامية قاطبةً)،الحملة المسعورة منذ سبعة عشر عاماً وحتى هذه اللحظة، بالأمس باسم الإرهاب واليوم باسم الفضيلة. موضوع هذه الحلقة كيف أعطى الكاتب والصحفي أحمد عائض هذا الشيخ الجليل والعالم الأصيل حقه ومستحقه من التوقير والتبجيل والإجلال والتكريم والاحترام مالم يعطه كاتبٌ قط.
ثم تعالوا معاشر السادة الأفاضل والسيدات الفضليات نرى كيف عبر الكاتب والصحفي أحمد عائض في مقالته الشهيرة تجاه (هيئة الفضيلة) والشيخ الجليل ابن عزيز الزنداني، القامة الباسقة التي ما فتئت عنواناً كبيراً يحوم الصحافيون حولها. ومن وجهة نظر كاتب السطور (خباز بني شيبة ولا فخر) فإن مقالة ولد عائض الآنفة الذكر هي أقوى نقد صحفي (غير معلن) يتعرض له شيخنا الجليل ولكن مغلًفٌ بعباءة التوقير والإجلال لشيخ العلم والإيمان والفضيلة، وهي سمة المقالة البارزة للكاتب عائض لا يفطن إليها إلا من عرف (أسلوبية زنقلة عائض في المقالة السياسية)، ثم أن أحمد عائض الكاتب والصحفي المناصر لكل فضيلة يعبر للشيخ (علناً) تعبير الإجلال المبالغ فيه، ولا غرو فهو يوقر العلماء ويجل الدعاة ويحترم المفكرين. والآن تعالوا نستنبط سمات (أسلوبية الزنقلة العائضية) وموقف الكاتب من (مشروع هيئة فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، وأول لفتة هي :-
1- فقيه الفقهاء:
مقدمة المقالة (13 سطراً) تضع ولد عائض في قائمة فقهاء عصره وأفقه من (عمنا الشيخ نفسه) لأن (الفقيه والمحدث والمجتهد حضرت مولانا أحمد ولد عائض) يرى أن مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقدر ما هي أولوية وفريضة شرعية على كل مسلم إلا أن الشروط هنا ناقصةٌ والمبررات الشرعية لا تكفي، إذ وقع على المجتمع اليوم الكثير من البلايا ( فقرٌ وغلاءٌ وجورٌ وظلمٌ وفسادٌ واستبدادٌ) فكيف تقام أركان الفضيلة في أمةٍ مهدومةٍ ومهزومة؟؟؟ هذا ما قرأناه روحاً لا نصاً واسمعوا ما ذا يقول المجتهد والفقيه ولد عائض:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضيلة عظيمة، والقائمون عليها من خير أهل ألأرض وأعلاهم منزلة عند الله وخلقة، ونحن مأمورون بممارسة هذه الفضيلة في حياتنا بكل درجاتها التي أوضحها الشرع وبينتها سنه الرسول ألأكرم.
لكننا عندما نقحم الفضيلة في صراع المواجهة في مجتمع يعج بالعديد من المتناقضات وتعصف به أزمات رمت به في سلة أفقر بلدان العالم، ثم ننادي بمحاربة ظواهر ناتجة عن تداعيات سياسية واقتصادية قادت المجتمع للولوغ في تلك الرذيلة دون أن نعالج الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ذالك أمر يستحق بعض التأمل .
وعندما يضع القائمون على أمر الفضيلة وهيئتها أنفسهم وكلاء في الأرض للبحث عن المنكر، والخروج أحيانا من طور الستر وإقالة العثرة إلى ساحات التشهير وهتك ستر الرحمن على من سترهم الله بسترة أمر فيه نظر .
2- مفكر ومناطح : الجائعة والفقيرة لا تبحث عن الجنس:-
هذه اللفتة تشهد لأحمد عائض أنه مفكر ويناطح كبار المفكرين الإسلاميين . هذه اللفتة إمتدادٌ لفهم أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه وحفيده العادل أشج بني أمية عمر بن عبد العزيز (رضي الله عن الخلفاء الراشدين). مبدأ الفاروق وحفيده العادل: ( إشباع الأمة أولاً). ولقد سمعتُ من مفكر يمني (لا يظهر لوسائل الإعلام) قوله وهو يرشد الناس إلى(فقه) مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (الجائعة لا تبحث عن الجنس وتبحث عنه امرأة تلبس الحرير وتضع في بطنها كبشاً). والآن تعالوا ما ذا يقول ولد عائض :
إن البلد اليوم في أمس الحاجة للقضاء على الأسباب التي أدت لنشوء مثل تلك الظواهر، فكل الجرائم الأخلاقية التي أقلقت مضاجع الزنداني والذارحي يكمن علاجها كليا في اجتثاث الفقر من المجتمع الذي كان سببا في خروج العاهرات إلى الشوارع ربما بعضا منهن أرغمهن على ذالك البحث عن لقمة العيش.
ولهث الشباب وإقبالهم على صور الرذيلة وأفلام العهر فذالك ناتج عن ارتفاع العنوسة "بين الجنسين" في المجتمع نظرا للغلاء الذي منع الكثيرين من الوصول إلى طريق العفة .
اليمن اليوم في أمس الحاجة إلى مشروع فضيلة يطالب بإصلاح اقتصادي وسياسي عاجل للوصول إلى مجتمع خالي من الرذيلة الحقيقية التي ستقودنا إلى ما هو أكبر من منكرات الأخلاق.
3-الحجة ( فضيلة) علمانية :
يريد أن يقول لكم عائض أن (مشروع هيئة الفضيلة) مشروع سياسة في سياسة ولا شأن له بقيم ولا فضيلة. يريدون أن يصرفوا الشيخ عن مهام كبرى وهي تبصير الأمة بمسؤلياتها تجاه العراق وفلسطين والأندلس وتوعية الأمة بمخاطر الاستبداد أو كما سماها عائض (فاصل إعلاني) ريثما يلتقطوا أنفاسهم ويخططوا لمشروع (فضيلة) أخرى. (الحجة فضيلة علمانية) والدليل أن كثير من قضايا هذا الدين الكبرى تتعرض للعلمنة تحت شعار التحديث والمواكبة والدليل الكثير من القوانين التي لم تحترم ثوابت الفضيلة وراحت تبرر للسياحة والعصرنة والانفتاح، أليست (الحجة فضيلة) علمانية حين يراد علمنتها؟؟، هذا ما فهمناه من مقالة الكاتب وإليكم ما ذا يقول :
كما نجد أن الجهات التي تؤكد هيئة الفضيلة ألاعتماد عليها في أزلة المنكر هي من تقنن للمنكر في كثير من الأحيان , وسنجد في قادم ألأيام مبررات رسمية للعديد من القضايا التي يراها أصحاب الفضيلة منكرا , هي في نظر آخرين أمور يجب ان نساير فيها العصر وأن ننفتح على العالم " هكذا سيقال " , وستلجأ أجهزة الدولة إلى وضع العديد من المبررات تجاه القضايا التي تسعى الفضيلة لمحاربتها .
4- التحريض الخفي:
وهي سمةٌ شائعةٌ في كثير من مقالات الكاتب بأسلوبية خفية لا يفطن إليها إلا (زنقلٌ مثله). كأني بالكاتب يصيح وينادي: أن هلموا، ( الزنداني فرصتكم وعشاكم الليلة) ، ( هيا تعالوا وانقدوه أو حتى ها جموه مادام لم يفطن للفخ الديني الذي نصب له). وهي سمة تحريضية استجاب الناقدون والمهاجمون من القراء لها بشدة وبلغت تعليقات حاشية المقالة رقماً قياسياً، مهما حاول أن يختم ولد عائض مقالته بالدعاء للشيخين (مجيد وحمود) بالدعاء والتوفيق وأن الصحافيين جندٌ للفضيلة إذ يقول:
أتمنى أن تكلل جهود الشيخ وأعوانه بالنجاح , فهم على ثغر من ثغور الإسلام , وموطن من مواطن الحق لا نملك إلا الدعاء لهم , وإن نكون نحن معشر الصحفيين جنودا من جنود الحق في فضح كل رذيلة وكشف كل منكر , لأن ذالك من واجبات الصحافة , ومن لدية غيرة على أمر دينه ووطنه أولا وأخيرا .
* في الحلقة القادمة والأخيرة عيشوا معنا مقالة أحمد عائض بعنوان :
(أخيراً نطق الإرياني)
Abdulmonim2004@yahoo.com