خليجي 26: البحرين أول المتأهلين بعد فوزها على العراق والمباراة القادمة أمام اليمن فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين
نفس القوى لا زالت تتصارع خلال ما يزيد عن أربعة عقود فيما بينها لإبقاء اليمن داخل إطاره التقليدي المسكون بالصراع المفضي الى لا شيء ، اكتسبت خلالها تلك القوى مناعة ضد التغيير ، وتكلست حول نواتها طبقات من الجير العازل والمانع للنمو، حتى تلك القوى التي تدعي الحداثة هي إفراز قديم لأفكار ارتبطت بالماضي أكثر من علاقتها بالحاضر والمستقبل،وهي في مجملها نبتت في عصر ما قبل الديمقراطية والتعددية اليمنية ،ولها ارتباطات خارجية ولم تأتي كحاجة مجتمعية محلية،بل هي امتداد لتأثير قوى إقليمية ودولية أثبتت في كثير من الاحيان فشلها في بيئتها المحلية ولم تكن أصلا تحتوي على فكر خلاق ولم تنطلق من فلسفات مقدسة،بل هي عبارة هن ارتباطات بتلك القوى التي تبنت في خطابها الشرعية الثورية على حساب الشرعية الدستورية، وهي تحوير مرتبط بالصراعات الحضارية والقوى العظمي فأحزاب اليسار العربي مثلا بمختلف تشكيلاتها هي محاولة لتبني الافكار الاشتراكية لكن على الطريقة العربية ، وأحزاب اليمين على تنوعها واختلافها تخرج من معطف الدين سواء تلك السنية بمختلف طوائفها ، او الشيعية بتعدد فرقها.
ولم تكن الارتباطات للأحزاب اليمنية مع الاحزاب الأم في الدول العربية المصدرة للحزبية العربية (سوريا – العراق – مصر - لبنان) أو تلك المصدر للتيارات الدينية(السعودية – إيران – مصر) إلا نتاجا لغياب مشروع فكري يمني ، لذا فقد شهدت اليمن منذ خمسينيات القرن الماضي وما قبله استيرادا يمنياً لتلك التجارب من تلك الدول التي سبقت اليمن في الانفتاح على الخارج ، بل إن بعض التنظيمات سعت إلى تصدير افكارها لليمن سواء عبر الطلاب اليمنيين في الخارج ، او بواسطة إرسال ممثلين عن تلك التنظيمات لليمن.
وعلى الرغم من تشرذم اليمنيين في تلك التنظيمات المتعددة والتي تعددت مدراسها ومشاربها، والتي غالبا ما كانت ترفع شعارات الوحدة العربية كمصطلح رنان ، الا أن اليمن ظلت هامشاً لتلك الاحزاب والتنظيمات والحركات،وتابعة للمراكز المختلفة ولم تصل لدرجة التأثير على تلك المراكز.
بل على العكس كانت تلك التنظيمات متأثرة جدا بالصراعات التي غالبا ماكانت تنشأ بين الرفاق،أو بين تلك التنظيمات والسلطات الحاكمة،كعلاقة التابع لسيدة.
ولم يستطع اليمنيين تبني أفكار وتصديرها للآخرين بل ظل ينظر لليمن كحديقة خلفية تستطيع القوى المختلفة أن تنشط في بيئتها أو تتصارع فيما بينها على أراضيها،ولا أدل على ذلك الصراع بين مصر والسعودية بدماء يمنية وأموال وايديولوجيا وهابية وناصرية.
بل وعندما ساءت العلاقات بين نظام سوريا البعثي ومصر الناصري ، كان اليمنيين هم الضحية ، حيث طال العقاب شخصيات سياسية يمنية لارتباطها بحزب البعث ووصل الأمر لحد إقصاء عدد من الوزراء اليمنيين من مناصبهم في الحكومة اليمنية .
وبلغت سطوة الجوار الاقليمي العربي على صانع القرار اليمني الى درجة أن تعيين وإقالة كبار الموظفين الحكوميين كان يشترط رضا تلك الاطراف عن الشخص المعين، وكان يتم في تلك التعيينات تخصيص مقاعد وزارية تغطي كل الارتباطات الخارجية للدولة اليمنية فهناك مقاعد للبعث وأخرى للناصريين ومثلها للاسلاميين والقبائل،حقائب لليسار بمحتلف أطيافة ولليمين بتدرجاته.
تعايش اليمنيين مع الخارج بكل تناقضاته وفشلوا في التعايش بسلام مع انتمائتهم الآتية من الخارج ،لم تلتقي تلك الاطراف داخليا لكنها كانت تتحاور خارجياً،وفي فترات مختلفة نفذت أجندات خارجية على سبيل المد الثوري التغييري،القاسم الوحيد كان الوصول لكرسي الحكم الذي جلس عليه العسكر والقضاة والقبائل بعثيين وناصريين واشتراكيين واسلاميين .
قد يكون المؤتمر الشعبي العام انموذجا حاول اليمنيين بناءه كاطار فكري سياسي خاص بهم ،لكنه اكتسب من كل تلك الاطياف السياسية نفساً خاصاً فهو كإطار ابعد ما يكون لمفهوم الحزب كونه جاء كحل توافقي لجأت إليه الاطراف السياسية لخلق الية للتعايش فيما بينها،لذا كان من الصعب على المؤتمر المظلة والإطار التحول لحزب واضح المعالم بعد خروج الاطراف المشكلة لنواته،والتي خرجت من عبائته عقب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية،ليتحول المؤتمر الى ثوب يلائم كل من يرتدية ، دونما الحاجة لاطار ايديولوجي كبقية الاحزاب في الساحة اليمنية.
alzorqa11@hotmail.com