آخر الاخبار

مليشيا الحوثي تسخر من تهديدات ترامب تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية . اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟ نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026 خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب. تتضمن 59 مادة موزعة على 6 أبواب.. الفريق القانوني يسلم الرئيس مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة تمهيداً لاعتمادها وإصدارها بقانون

كيف كانت تدار الدولة اليمنية قبل الأزمة
بقلم/ م/يحيى القحطاني
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 21 يوماً
الثلاثاء 28 مايو 2013 09:42 م

بادئ ذي بدء لابد من الإشارة في بداية هذا المقال بأنة سوف يتم في الأسبوع القادم نشر مقال أخر بعنوان(وكيف أصبحت إدارة الدولة بعد ألأزمة)اليوم لا بد بالدرجة الأولى من محاكمة نهج الاستعلاء على الدولة اليمنية في الحقبة التاريخية الأخيرة،ومحاولة تحطيمها وتفكيكها وتحويلها إلى دولة فاشلة،من خلال انتشار الفساد المالي والإداري بكل مفاصلها،وتأخر عملية التنمية في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية،وتخلف نظم التعليم‏,وغياب مبادئ الحكم الرشيد،والمشاكل الاقتصادية كالبطالة والفقر وتدني مستوي المعيشة‏,قطع الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز من وقت لأخر،انفلات أمني ممنهج،وإرهابيين القاعدة الذين كانوا يقومون بتفجير السيارات المفخخة والإغتيالات من وقت لأخر،غياب الممارسة الديمقراطية في المؤسسات وضعف الأحزاب والتنظيمات السياسية،الثار والتقطع بين القبائل،الأزمات والصراعات السياسية حولت الوحدة اليمنية من نعمة لليمنيين إلى نقمة عليهم،إضعاف مؤسسات الدولة من زعماء القبائل والتي استهدفت في الأساس إلغاء فكرة دولة المؤسسات وربطها بالأشخاص، كانت التباب والأراضي والمزارع والمنازل الخاصة والعامة وحتى الشواطئ والمطارات تنهب جهارا نهارا من قبل بعض المشايخ القبليين والدينيين والمتنفذين مدنيين وعسكريين,ممن نصّبوا أنفسهم زعماء فوق رؤوسنا،وأمنوا أنفسهم بالمال والممتلكات اللازمة للزعامة الجديدة،وكانوا حريصين على استشراء السرقة والاختلاس والرشوة في البلاد،فتبوؤا المناصب والمراكز الرفيعة،التي توارثوها أبا عن جد،من أعلى الهرم في السلطة وحتى أصغر هيئة أو مؤسسة في الدولة،وتحويل العمل السياسي والإداري إلى عمل حزبي،ولد شعورا بالظلم في معظم مناطق اليمن ولدى كثير من النخب والفئات الاجتماعية التي وجدت نفسها على هامش الحياة السياسية.

حيث كانت المناصب في المؤسسات(المدنية والعسكرية والأمنية)توزع كأسهم بين الأبناء والإخوة وأبناء ألأخوة،وأبناء العم والأنساب والأصهار،وللمشايخ وأبناء المشايخ،وللقادة العسكريين وأبنائهم، وللمؤلفة قلوبهم من ألأحزاب والقبائل والتجار،ولمن كانوا يدعون أنهم أوصياء على بعض المحافظات،وتم اختزال خمسة وعشرون مليون نسمة هم عدد سكان اليمن،بخمسة إلى ستة أشخاص أسمائهم جميعا تبدأ بحرف العين(ع،ع،ع،ع،ع،ع)مضاف أليهم في السنوات ألأخيرة كمقدمة للتوريث العمداء الثلاثة(ا،ي،ط)كانوا يقومون بتعيين وتحديد الوزراء والسفراء والمحافظين وأعضاء مجلسي النواب والشورى على مبدأ(الأقربون أولى بالمعروف)(وخيركم خيركم لأهله)بدلاً من المؤهل والقدرة والأمانة،وعلى مراحل زمنية طويلة كانت التعيينات في الحكومات المتعاقبة والمتتابعة لا تخرج عن المبدأين السابقين،وأن يكون المعين من النوع الذي لا يختلف مع رؤسائه وينفذ الأوامر دون نقاش أو اعترض،مطبقاً القاعدة السحرية(الشور شورك يافندم)و(القول قولك يا ستاذ)وأن يكون من النوع الذي يقول نعم،ويمدح رؤسائه وكل ما يقولونه صحيح،وأن يكون ضعيف الشخصية حتى تسهل قيادته،وألا يتصف بالجرأة والمهنية العالية في اتخاذ القرارات،وأن يكون من الأشخاص الفاسدين والمطيعين ومقبلي الأيادي ومن المستجديين والباحثين عن العطايا،الموثوق بولائهم وبرائيهم،وبالتالي ستنهال عليه المناصب والعطايا،فتجده وزير ورئيس مجلس إدارة شركة حكومية،وفي الوقت نفسه رئيس تنفيذي لهيئة حكومية،وعضو مجلس إدارة في بنك حكومي،هذه المعايير والتوصيفات،تسلط الضوء على الكيفية التي كانت تتم فيها تعيين المسئولين في هذا البلد،وهنا نتساءل وبمشروعية إذا كانت هذه الطريقة التي تتبع في تعيين المسئولين،فكيف ستكون مخرجات أدائهم ومدى حرصهم على مصالح البلاد والعباد؟.

وبالتالي فالنتيجة الحتمية لهذا السؤال ستؤدي بنا إلى نفس المعضلة والتي سيؤدي بنا إليها السؤال الأكبر والمتعلق بحقيقة من يقف خلف إدارة الدولة اليمنية كيفية إدارتها؟في ظل نخبة سياسية لا هم لها إلا السلطة ولا ثقافة لها إلا ثقافة تقاسم المال والجاه،وأصبح المواطن اليمني،لا يثق لا في السلطة ولا في المعارضة فالكل لديه سواء يشبهون بعضاً في كل شيء،جميعهم صنعوا هذا الفساد كل بدرجته وجميعهم صنعوا كل هذه الفوضى السياسية،التي أفسدت بناء الدولة العادلة،وأصبح الكثير من القادة الحزبيين ورجال الفكر والسياسة مجرد أدوات بيد الحاكم،لشرعنة الفساد وإفساد منظومة القيم الاجتماعية،وإجهاض كل محاولات التقدم والنهوض،ورغم مرور(23)عاما على قيام الوحدة اليمنية و(51)عاما على ثورتي سبتمبر وأكتوبر،فإن الرئيس السابق صالح والحكومات السابقة كانوا طيلة(33)عاما،يحملون أعدائنا الوهميين كل مشاكلنا من كوارث وأزمات ومصائب(ألإمامة-الاستعمار-الرجعية-الشيوعية-ألامبرياليه-الصهيونية-إمريكا-القاعدة-ألانفصاليين-الطابورالخامس)فجعلوهم شماعات يعلقون عليها إخفاقاتهم وفشلهم في حكم اليمن،وطوال حياتي كمواطن يمني وعربي، لم أسمع أن رئيسا أو ملكا أو أميرا أو وزيرا أو سفيرا قد اعترف بأنه قد أخفق في أداء مسئولياته أوقد ارتكب جرماً في حق وطنه وأمته،فيقدم استقالته ويعتذر لهم،مثلما يحدث في بلاد الكفرة،لكننا جعلنا زعماؤنا كالملائكة أو الرسل لا يُخطِئون ولا يُخطّئون،ولا يتحملون وزر ما نتعرض له بسبب فشلهم،وظلينا نعلق كل خيباتنا على شماعات المؤامرات الخارجية بعيدة عنهم وعن تصرفاتهم،فهل نحن اليمنيين بشكل خاص والعرب بشكل عام تأخذنا العزة بالإثم فلا نعترف بأخطائنا،ولا نتحمل وزر كل ما جرى ويجري لنا،أم أن هناك رأي آخر تعتقدون هو السبب في انتشار الشماعات العربية ؟.والله من وراء القصد والسبيل.