القصف تحت الزغاريد !!
بقلم/ طارق المخلافي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 26 يوماً
الأحد 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:15 م

أيُعاتبُ اللهُ في نملة ولا يعاتب في تعز ؟!!

جاء في سنن ابن ماجه : أن نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏: ‏إن نبيا من الأنبياء قرصته نملة فأمر بقرية النمل فأحرقت ! فأوحى الله عز وجل إليه في أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح ‏!

أيها الملعون ! لقد أطلت عليك السماء دامية برأسها .. يد الله تلوح في الآفاق .. دنت السماء من الأرض .. توشك أن تتخطفك الطير بأمر ربها .. الصور ينفخ, والملائكة قد لبست ملابس الشهداء , تقف الأحجار والأشجار في ملابس الشهداء في تعز , ويد النقمة تمتد رويدا إلى عنقك .. وروحك النكراء تطل عليها الشمس من الغرب وهي تقول : فكلا أخذنا بذنبه .. فكلا أخذنا بذنبه !! لقد اعتصبت الجبال ملابس الشهداء ! أي باب حجيم فتحته على وجهك أيها الطاغية ؟!

لقد صوَّر الله روح الطاغية السفاح على هيئة غراب ينعق في برزخ الذلة والمهانة والموت !

انسلخت عن الطبيعة فانطفئ نورها , وانكمشت في بعضها فانتشر الذباب والبعوض من حولها ! نقمت على الناس دينها فحاصرت وطاردت وصادرت فقتلت ! كانت الحرية تعيش في وجدان الناس بلبلا وديعا لا يعرف كيف يشتكي فيقضي الوقت طول الوقت في الغناء ! فلما امتدت يد الطاغية إلى وجدان الناس انتفض البلبل أسدا يزأر في البراري والجبال ! جنت روح الطاغية !! فكفرت وجحدت وبغت فهتكت ! من أجل ذلك جعل الله أرواح الشهداء في حواصل الطير ! والجزاء من جنس العمل ! أمن كرامة الطاغية على الله يقبض ملك الموت روحه بيديه أم أنه يجرها إليه بخطاطيف وكلاليب ؟! كما في شأن أبي لهب حين هلك ! حفر الناس له حفرة فدفعوه إليها بالعصي ِّ دفعا ً !

ما يقبض الموتُ نفسا من نفوسهم ُ ,., إلا وفي يده من نتنها عود ُ

ألا لعنة الله على الظالمين !

تحية إلى اليمنية الأبية

زادك الله رفعة أيتها الأبية !! أنت مفاجأة الزمان ياسليلة الأدب والبيان ! لقد سمعنا الزغاريد في تعز تحت الدخان المتطاير والأشلاء المبعثرة والحريق المنتشر والقصف المدوي .. احتفاء بالشهادة وفرحا بلقاء الله !! إنه يوم أسطوري أسطوري .. لقد علمت أن التاريخ على أبواب المدينة يرقب عن كثب لإقلامه صرير كفحيح السحاب .. المرأة تجري .. المرأة تهتف .. المرأة تسقط .. المرأة تسقط ؟! معاذ الله أن تسقط المرأة .. هاهي تمشي على الجمر لا تمشي على الشوك فحسب !! حفظك الله ياأختي الكريمة .. من أفقد المجرم عقله سواكن ؟ لا اعتبار لعادات ولا لتقاليد ولا لأعراف .. ولا لدين .. جن جنون الطاغية .. من سواكن ينزل الله النصر على يديه ؟! إن أهل غزة على الأقل يتلقون ويقاومون ! وكنا نظن أن لا سواهم حي في عالم الأموات !! حتى طويتن كل صفحة , وضربتن أروع الأمثلة .. سلمية سلمية !! لقد غيرت المرأة اليمنية الأبية مجرى التاريخ !

أهدت إليَّ أختا كريمة فاضلة هذا الأبيات .. أستغفر الله !أظنها مسيرة لا كلمات !

تعزّ \" كم ذا حدثوني عنك بالشيء العـُجابْ

قالوا نجومُ الليل ترعى في تـلالك والهضاب

قالوا رأوك تـُـقـبِّـلـيـْن البدرَ خــدَّه والرّضاب

و الريح تــغـزل من لـيالـيكِ الظفائـرَ و الذؤاب

ورأوكِ تـغـتـسليـن تحت الشـمس عارية َ الثـياب

أخشى عليك العينَ , إنَّ العـيـنَ تــأكلُ كالذئـاب

قالوا مياهـكِ تـبعـث العُشـّاق من مات وقاب

وتــَـلـُمُّ أشـتـات الهوى من كل بادية ٍ وغاب

قالوا مياهـكِ إن شربتُ تـعـيد للشـيب الشـباب

هي مثـل ُ زمزمَ إنْ دعا الشاربُ مولاه أجاب

هي مثـل زمزمَ إن تـَسـِلْ في جوف خطاءٍ أناب

قالوا بنـاتــُـك مثـل حُور العِـين لسْنَ من التـراب

\" تعزّ \" يا سحرا ً تــُـشـدُّ لأجل رؤيتها الرِّكـاب

كلُّ الملوك ومَـن رأى حُسْـن المدينة قد أهاب

كلُّ المدائن جاثـياتٌ عند بابك في عتـاب

حـُـزْتِ الملاحة َ . والمـدائنُ لم تحـُـز غير اليـباب

لا الـّروحُ فيها لا الجمال وليس شئ مستطاب

هي لم تـنـل إلا كما نـالت على الريش الذباب

\" أرواحنا وضعت لأجلك فوق أنـياب الحراب

و سيـوفنا هجـرت مدائـنها لتسكن في الـرقاب

! سبحان المانح ! إن كان لعلي عفاش قوات من البلاطجة تدك المدائن فإن لهذه الكلمات قوات من الملائكة تحرك أغصان القلوب !! إن العرب تقول : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ! وتقول : لخولة أطلال ببرقة ثمهد ! وتقول : يادارعبلة بالجواء تكلمي ! أما مثل هذا الكلام فلا تقوى العرب على أن تقول مثله !إنها نفحة من الغيب , سلسلٌ من سلسلٍ وقبلة وضاءة على جبين تعز !