رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح
يتأكد يوم بعد يوم أن تهديدات طالبان بربيع دام للأمريكيين في أفغانستان ليست مجرد دعاية .
وإنما هى واقع لمسه الأمريكيون أنفسهم قبل غيرهم من خلال النعوش التى تحمل جثامين جنودهم وبالتفجيرات الانتحارية التى نجا من إحداها بأعجوبة نائب الرئيس الأمريكي نفسه ، الأمر الذي أثار تساؤلات المراقبين حول جدوي استمرار مزاعم إدارة بوش بشأن تحقيق تقدم في الحرب على ما تسميه بالإرهاب والواقع على الأرض فى أفغانستان والعراق يثبت عكس ذلك.
وكانت حركة طالبان قد فاجأت الجميع عندما شنت في السابع والعشرين من فبراير هجوم انتحاريا أمام البوابة الأولى لقاعدة باجرام العسكرية التى تقع على بعد 60 كيلو متر شمال كابول وذلك بعد دقائق من هبوط طائرة تشينى بها رغم أن زيارة تشينى لم تكن مرتبة أومعلن عنها مسبقا وإنما تسبب سوء الأحوال الجوية في تغيير مسار طائرته وهى متوجهة من إسلام آباد إلى كابول، واضطرت للهبوط في قاعدة باجرام.
وتضاربت التصريحات بشأن محصلة قتلى الهجوم ، فمن جهتها أشارت مصادر الناتو إلى أن عدد القتلى بلغ أربعة هم ثلاثة أمريكيين ومنفذ الهجوم بالإضافة إلى 20 جريحا ، بينما أشارت مصادر أمنية أفغانية إلى أن الحصيلة هى 18 قتيلاً بينهم سبعة جنود أمريكيين و23 جريحاً.
وفي تعقيبه على التفجير ، صرح تشيني ، الذي بدأ في السادس والعشرين من فبراير جولة آسيوية بدأها بزيارة باكستان ، بأن الهجوم الانتحارى هو محاولة من طالبان للتشكيك بسلطة الحكومة المركزية في كابول ، وقال للصحفيين الذين يرافقونه وهو فى طريقه إلى كابول للقاء الرئيس الأفغانى حامد قرضاى " أعتقد أنهم بكل وضوح يحاولون إيجاد طرق للتشكيك بقدرة الحكومة الأفغانية ".
وتطرق تشينى لتفاصيل حادث التفجير ، قائلا " سمعت صوتا مدويا ، وبعدها بلحظات أبلغني الحرس الشخصى بأن هناك انفجارا قرب البوابة الرئيسية للقاعدة " ، وأضاف " نقلوني لفترة قصيرة نسبيا إلى أحد الملاجيء المحصنة القريبة ، وبعدها بوقت وعندما صار بالوسع معرفة ماذا جرى انتقلت إلى غرفتي مرة أخرى وكان وقت المغادرة قد حل "
وفي المقابل ، أعلن قاري محمد يوسف أحمدي أحد المتحدثين باسم طالبان أن منفذ الهجوم يدعى محمد رحيم من ولاية لوجار جنوب شرقي أفغانستان ، مؤكدا أن الهجوم كان يستهدف نائب الرئيس الأمريكى إلا أنه نجا بأعجوبة.
ويري مراقبون أن معرفة طالبان لمكان تواجد تشيني في قاعدة باجرام والذي لم يكن مرتبا له ثم محاولة استهدافه هناك يدل على تطور القوة ليست العسكرية فقط وإنما الاستخباراتية أيضا لدى طالبان ويقدم الدليل الذي لا يقبل التشكيك حول أن السياسات الاستعمارية للمحافظين الجدد لن تجلب سوى الدمار وهم أول من يعانى جراء هذا الدمار كما أن احتلال أراض الآخرين لا يعنى صمت شعوبها على الإذلال والهوان.
فطالبان رغم مرور حوالى ست سنوات على الغزو الأمريكى لأفغانستان مازالت موجودة وتتصاعد قوتها يوما بعد يوم لدرجة اختراق أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في باجرام وتؤكد الأحداث المتسارعة التى وقعت خلال شهر فبراير فقط تلك الحقيقة ، ففى التاسع عشر من فبراير سيطر نحو 300 من مقاتلي طالبان على مقاطعة باكوا النائية في إقليم فرح غرب البلاد من بين أيدي القوات الحكومية ، وتعتبر هذه المقاطعة الثانية التي تسيطر عليها حركة طالبان بعد سيطرتها على بلدة موسى قلعة الواقعة في إقليم هلمند فى جنوب البلاد مطلع فبراير.
ورغم حشد الناتو قواته لاسترجاع بلدة موسى قلعة إلا أنه مرت أسابيع ولم يستطع زحزحة عناصر طالبان عن مواقعهم فى البلدة ، والأمر المثير في هذا الشأن أن نجاحات طالبان لم تقتصر على الأرض فقط بل طالت السماء أيضا ، حيث تمكنت في التاسع عشر من فبراير من إسقاط مروحية أمريكية من طراز "شينوك CH-47 " في إقليم هلمند ، ما أدى إلى مقتل 8 جنود أمريكيين وإصابة 14 آخرين .
ووفقا للمراقبين ، فإن سيطرة طالبان على مقاطعة باكوا وبلدة موسى قلعة الذي جاء متزامنا مع استلام الجنرال الأمريكي دان ماكنيل في الرابع من فبراير قيادة قوات الناتو في جنوب أفغانستان من نظيره البريطاني ديفيد ريتشاردز هو بمثابة تحذير قوى جدا لواشنطن من أن الوضع في ظل قيادتها فى 2007 لن يكون أفضل حالا عما كان عليه خلال قيادة بريطانيا في 2006 .
إن واشنطن التى تحاول التغطية على فشلها باتهام باكستان بتوفير ملاذ آمن لمقاتلى طالبان تتجاهل حقيقة مهمة - بحسب المراقبين - وهى أن التأييد الشعبى لطالبان في تزايد بعد أن تأكد الأفغان من زيف وعود بوش بمستقبل زاهر ، ولذا فإن عام 2006 الذى شهد أسوأ موجة من المواجهات الدامية منذ الإطاحة بنظام طالبان أواخر عام 2001 والذي سقط خلاله أكثر من أربعة آلاف قتيل بين المدنيين ، إضافة إلى 170 جنديا أجنبيا ، هو سيناريو مرجح للحدوث مجددا وقد يكون أكثر شراسة فالأسوأ مازال ينتظر الأمريكيين .
وهذا ماعبر عنه الملا حياة خان القائد البارز في طالبان بوضوح عندما أعلن بعد السيطرة على موسى قلعة أن الحركة تتمتع بدعم 95 في المائة من الشعب الأفغانى ، وحذر من أن ألفي مهاجم مستعدون لتنفيذ "هجمات انتحارية" خلال فصل الربيع عندما تذوب ثلوج الشتاء ، قائلا :" قمنا بثمانين في المائة من الاستعدادات لقتال الأمريكيين ونحن على وشك بدء الحرب".
وهناك أمر آخر يدعم تحذيرات طالبان ألا وهو أن أفغانستان تشهد حاليا انتفاضة شعبية ضد الوجود الأجنبي لأن محاولة واشنطن وحلفائها تغيير تقاليد وعادات الشعب وإجبار النساء علي نزع "التشادور" ونشر الأفلام الخليعة والمخدرات والمشروبات إلي غير ذلك من المظاهر السلبية التي لاتليق بالمجتمع الأفغاني المحافظ ، ولدت ثورة ورفضا شعبيا حتى من جانب الأفغان الذين كانوا يناهضون حركة طالبان لأسباب سياسية أو عرقية ، وأعطت زخماً وتأييداً كبيراً للحركة .
وشكلت المظاهرة الغاضبة التى خرجت في كابول في 29 مايو 2006 للتنديد بالاحتلال ، إثر مقتل ثلاثة مدنيين أفغان فى حادث سير سببته إحدى المركبات الأمريكية , نقلة نوعية في حرب طالبان ضد الاحتلال الأجنبى ، لأنها ضاعفت من حدة كراهية الشعب للاحتلال بعد أن أطلق الجنود الأمريكيون الرصاص بشكل عشوائى على المتظاهرين العزل وقتلهم أكثر من 50 متظاهرا،
ولذلك ظهرت مجموعات مقاومة داخل العاصمة المحصنة التى لاتنتمي إلى حركة طالبان وهو مؤشر خطير لقوات الاحتلال والحكومة الأفغانية, لأنها أضافت عدوا جديدا على الساحة الأفغانية كان مخفياً, إلى قائمة الأعداء الظاهرين كالقاعدة وحركة طالبان والحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار.
إن خروج آلاف الأفغان في مظاهرة غاضبة للمرة الأولى منذ بدء الاحتلال يكشف بوضوح عن مدى الاحتقان السياسي والاقتصادي الذي يعيشه الشارع الأفغاني, فالوعود الوردية التي قطعها المحتل من استتباب الأمن, وازدهار العيش, وتطوير البلاد, ومكافحة المخدرات, وتوفير فرص العمل للمواطنين وما شابه ذلك, كلها ذهبت أدراج الرياح، ولم يحصد الأفغان إلا المزيد من التدهور الاقتصادي والأمني والسياسي، فمسلسل قتل المدنيين الأفغان في ازدياد والبطالة تجاوزت نسبة 70 % وزراعة وتصدير المخدرات جعل أفغانستان تتصدر المرتبة الأولى في العالم, بعد أن شهدت لها الأمم المتحدة في عهد طالبان بأن معدل زراعة المخدرات انحسر بشكل كبير.
كما أن هذه المظاهرة حدثت في كابول وتحديداً في منطقة "خير خانة"، التي تعتبر معقلاً لما يسمونهم بالشماليين أو البنشيريين "الفرس"، الموالين للقائد البنشيري الراحل أحمد شاه مسعود, وهم الذين تحالفوا مع الأمريكان وسهلوا مهمة الأمريكان في السيطرة على كابول واحتلال أفغانستان ، وهو ما يؤكد حجم الاحتقان حتى عند أصدقاء الأمس وهو ما عبر عنه بوضوح أحد قادتهم ، برهان الدين ربانى ، الرئيس الأفغانى السابق ورئيس الجمعية الإسلامية في أفغانستان عندما كشف في تصريح له في مايو 2006 عن التهميش السياسي الذي يشكو منه تحالف الشمال في الحكومة الحالية وناشد أمراء وقادة الحرب السابقين, بأن يكونوا على أهبة الاستعداد لما هو قادم من الأيام.
ويمكن القول إن المؤشرات في أفغانستان كما العراق تسير في غير صالح الاحتلال وعدم الاعتراف بهذا لن يزيد معاناة شعبى البلدين فقط وإنما قد يولد ضغوطا داخلية لاحصر لها على بوش لوقف نزيف الخسائر بين صفوف قواته وحينئذ لن يكون أمامه سوى خيارين أحلاهما مر وهما إما الانسحاب من البلدين وهزيمة سياساته أو الاستمرار في الحرب على مايسميها بالإرهاب ومضاعفة الخسائر وفى كلتا الحالتين فإنه لابد
أن يدفع الثمن.
صرخة استغاثة
بلغ عدد القتلى الأمريكيين منذ غزو أفغانستان في أواخر عام 2001 وحتى 2 فبراير 2007 حوالى 296 جندياً ، بينهم نحو 90 جنديا لقوا مصرعهم خلال عام 2006 فقط ، ومنذ نشر الناتو 8 آلاف جندى في جنوب وشرق أفغانستان في أواخر يونيو 2006 ازدادت العمليات الاستشهادية والتفجيرات المفخخة والاستيلاء على المدن والقرى،إضافة إلي حرب العصابات التي تحسن طالبان استخدامها ضد المحتلين وعملائه منذ ديسمبر 2001، الأمر الذى دفع واشنطن للاعتراف بتصاعد قوة طالبان ولطلب المساعدة من حلفائها كما أجبر حلفائها أنفسهم على دعم قواتهم فى مناطق جنوب وشرق أفغانستان المتاخمة لباكستان حيث تقع هجمات طالبان وحيث يقطن البشتون المؤيدون لطالبان.
وأعلن الأمين العام لحلف الناتو الهولندي ياب دي هوب شيفر في الثانى من أغسطس الماضى أنه طلب من الحكومة الايطالية تعزيز كتيبتها البالغ عددها 1400 رجل في أفغانستان لدعم قوات الناتو في الولايات الجنوبية .
وقال في مقابلة مع صحيفة "كورييرا ديلا سيرا" الايطالية :" دخلنا منطقة صعبة. هناك مقاومة من طالبان التي علينا أن نجعلها تدرك أننا جديون"، مشيرا إلى وجود قرابة 22 ألف جندي أمريكي بجانب 20 ألف عنصر من الناتو في أفغانستان منذ إسقاط نظام طالبان في أواخر العام 2001.
وسارع وزير الدفاع البريطاني ديس براون في الثانى من فبراير إلى الإعلان أن بلاده سترسل 800 جندي إضافي إلى جنوب أفغانستان بحلول صيف 2007 ، كما طالبت الحكومة الأمريكية الكونجرس بأموال إضافية من أجل أفغانستان قدرها 10.6 مليار دولار على مدى عامين منها 8.6 مليار دولار لمساعدة الجيش والشرطة تحسبا لهجمات دامية قد تشنها طالبان في فصل الربيع .
ومن جانبها ، عاودت وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية التركيز على مايحدث في أفغانستان رغم تجاهلها منذ احتلال العراق، وكشفت تقارير يومية أعدتها مراسلة مجلة "نيويورك تايمز" الأمريكية في أفغانستان ، كارلوتا غال، ونشرت منذ مطلع يوليو أن حركة طالبان أصبح لها وجود قتالي في كل ولايات أفغانستان من دون استثناء.. وباتت ثلاث ولايات في متناول يد طالبان، وهي أوروزغان وهلمند وقندهار، وهناك ثلاث ولايات أخرى أصبحت طالبان تسيطر على أجزاء منها، وهي زابول وغازني وباكتيكا.
وفي السياق ذاته ، ذكرت مجلة نيوزويك في 29 يوليو الماضى أنه بعد أن أجريت الانتخابات الرئاسية في أفغانستان في أكتوبر من عام 2004، وبعد أن مرت هذه العملية بسلام نسبي بدأ المسئولون الأمريكيون والأفغان يصفون طالبان بأنها على وشك أن تصبح مجرد ذكرى، وبدأوا ينعتونها بأنها قوة مستهلكة منتهية، وأن مقاتليها لم يعودوا قادرين على تنفيذ أية نشاطات عسكرية ذات قيمة حقيقية وثقل ، إلا أن الحقيقة أن تنظيم القاعدة في ذلك الوقت كان يسير باستراتيجية مختلفة تمامًا حيث كان يلفت نظر مقاتلي طالبان إلى حتمية التطلع إلى المقاومة الجارية في العراق والتوجه إليها والنهل منها، ونجح أسامة بن لادن بالفعل في مساعدة طالبان في أن تكون ذات قوة تسليحية وقتالية أكثر ضراوة عما كانت عليه قبل غزو العراق.