الأحمدي يكشف حقائق خطيرة عن سقوط صنعاء وعمران بيد الحوثيين
بقلم/ مأرب برس - السياسة
نشر منذ: 10 سنوات و شهر و 5 أيام
السبت 27 سبتمبر-أيلول 2014 04:35 ص
 

كشف رئيس جهاز الأمن القومي، علي حسن الأحمدي عددا من الحقائق المتعلقة بدخول المسلحين الحوثيين إلى صنعاء، وقال إن أكثر من 20 ألف مسلح حوثي قدموا من خارج صنعاء فضلا عن المتواجدين فيها وفي محيطها.

وفيما اتهم الأحمدي إيران بتقديم الدعم المادي والعسكري للحوثيين، اعتبر أن اتفاق السلم والشراكة الموقع بين القوى السياسية مثل غطاء لانقلاب الحوثيين، وجعل الدول الراعية للمبادرة الخليجية تبارك الاتفاق وتعتبره خاتمة للأحداث.

كما تحدث الأحمدي –في حوار أجرته معه صحيفة السياسة الكويتية- عن أسباب تهاوي الوحدات العسكرية أمام الحوثيين، وقال إن هناك خيانات واختراق لبعض الوحدات العسكرية، وقال إن الخيانة بدأت في معركة عمران حيث رفضت بعض الوحدات العسكرية نجدة اللواء 310 مدرع، واستسلمت وحدات الأمن الخاصة وقوات الاحتياط وقوات المنطقة السادسة في الطريق إلى عمران ولم تتجاوز جبل ضين وهي التي كانت مكلفة بالالتحام مع اللواء 310 في عمران.

نص الحوار:

 

ما الذي مثله اجتياح الحوثيين لصنعاء, هل كان هدفهم اسقاطها أم إسقاط نظام الرئيس هادي؟

دخول الحوثيين إلى صنعاء بالقوة, والاستيلاء على بعض معسكرات الجيش ونقاط الأمن, واستهداف مبنى التلفزيون ونهب أسلحة الدولة وإخراجها إلى عمران وضواحيها يمثل انقلابا على الدولة ومخرجات الحوار الوطني, تم تلافيه باتفاقية السلم والشراكة, وتحول الحدث بعد توقيع هذه الاتفاقية إلى مناسبة يحتفى بها ولقيت المباركة من العالم, لكن يتوقف الأمر على استعداد الحوثيين لتنفيذ بنود هذه الاتفاقية وقد كانوا أذكياء حيث ماطلوا في التوقيع عليها حتى يكملوا ما بدأوه على الأرض, ومن ثم جاء توقيع الاتفاقية لتغطية ما حدث ويجنبهم الإدانة والعقوبات الدولية.

هل كان بإمكان الحوثيين الحصول على مكاسب سياسية دون مواجهة عسكرية؟

ما حصل عليه الحوثيون من مكاسب سياسية كان متاحا بدلا من الصدامات الدموية ولم يكن هناك مبرر للمواجهة العسكرية ودخول صنعاء واستهداف المؤسسات ومنازل المواطنين وانتشار المسلحين في الشوارع والتدخل في كل شيء فذلك أمر غير مقبول, وإذا استمروا في ذلك فإنهم سيخسرون سياسيا وسيفقدون تدريجيا أنصارهم ويستثيرون كراهية المواطنين لهم ويفقدون ثقة من اغتر بهم.

ما تفسير تهاوي قوات الجيش والأمن على ذلك النحو السريع؟

تهاوي بعض وحدات الجيش والأمن أمام الحوثيين نتج عن خيانات واختراق في هذه الوحدات, بدأ من معركة الاستيلاء على عمران, حيث رفضت بعض هذه الوحدات نجدة اللواء 310 مدرع, واستسلمت وحدات الأمن الخاصة في الطريق إلى عمران, وتقهقرت وحدات من قوات الاحتياط وقوات المنطقة السادسة, ولم تتجاوز جبل ظين, وهي التي كانت مكلفة بالالتحام باللواء 310 في عمران.

كما أن وحدة من قوات العمليات الخاصة سقطت في مجابهة صغيرة مع الحوثيين وسلمت لهم عربة ” بي تي آر 80 ” وهي من أحدث العربات ومدفع عيار 105 وأسلحة متوسطة.

ما الذي سهل للحوثيين الوصول إلى صنعاء؟

الدعاية التي كانت تبثها بعض الأطراف في أزمة العام 2011م بأن المعارك هذه بين الإصلاح والحوثيين وأن على هذه الوحدات ألا تنحاز إلى أي طرف, وأن الإصلاح هم من قاتل هذه الوحدات في منطقة الصمع وغيرها, فكيف يتم القتال إلى جانبهم. هذه الدعاية وهذا التوجه لهذه الوحدات من قبل قياداتها السابقة جعلها لا تنفذ توجيهات وزارة الدفاع, ولم تنفذ المهام الموكلة إليها بل إن البعض منها أعلن تأييده للحوثيين دون أي مواجهة أو حتى تهديد من الحوثيين, ومنهم من ترك معسكره أو موقعه ليستولي عليه الحوثيون وهذا سر نجاحهم في الوصول إلى صنعاء بهذه السهولة.

ألم يكن بيد الرئيس عبدربه منصور هادي اتخاذ قرار بحسم المواجهة مع الحوثيين؟

بذل الرئيس عبدربه جهودا مضنية في سبيل تجنب المواجهة المسلحة خوفا على البلد من الدمار والتجزئة, وعلى العملية السياسية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني, وعندما فرضت المواجهة العسكرية أعطى توجيهاته للوحدات التي تم الاعتداء عليها بالدفاع عن نفسها ومنها من صمد ومنها من تهاوى للأسباب التي ذكرناها وفي نفس الوقت ظل الحوار مستمرا للوصول إلى حل وإيقاف الأمور عند حدها الذي وصلت إليه وتمخضت هذه الحوارات التي أدارها في الأخير ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر عن اتفاق السلم والشراكة الذي تم توقيعه الأحد الماضي من قبل جميع المكونات السياسية والذي مثل غطاء لانقلاب الحوثيين وجعل دول المحيط الإقليمي والدول الراعية للمبادرة الخليجية تبارك هذا الاتفاق وتعتبره خاتمة لهذه الأحداث, وهذا الغطاء يتوقف استمراره على الحوثيين ومدى التزامهم به والسير ضمن المكونات السياسية كشركاء في الدولة وليس كدولة داخل الدولة.

إذا لم يلتزم الحوثيون بالاتفاق هل تتوقعون مواجهة بينهم وبين سكان صنعاء؟

لقد سقطت صنعاء في يد الحوثيين بلمح البصر, وشكل ذلك صدمة لم يفق المجتمع منها بعد لكن هذه الغيبوبة بدأت تنتهي وبدأ الناس يفيقون ويتساءلون كيف حدث هذا ولماذا؟ كما أن تصرفات مليشيات الحوثيين سواء من عناصرهم أو من غير عناصرهم ممن ألصقوا شعاراتهم على سياراتهم وبنادقهم وعاثوا في الأرض فسادا جعلت سكان صنعاء يضيقون ذرعا بهم وانكسر حاجز الخوف لديهم وتحول إلى غضب, سرعان ما يتزايد ويتحول إلى مجابهة ومقاومة لهذه الأسباب, رغم حقيقة أن أجهزة الأمن لم تكن هي الأخرى فيما مضى قادرة على توفير الأمن في صنعاء بالشكل المطلوب ولكن المواطن والسائح والزائر والديبلوماسي يطمئن عندما يشاهد تواجد رجال الأمن وغيابهم من الشارع ترك الحبل على الغارب للعناصر الإرهابية وعصابات السرقة, وكل هذا بسبب الحوثيين الذين نصبوا أنفسهم بدلا عن أجهزة الأمن التي إن تواجدت فتتواجد في مرافقها تحت حراسة الحوثيين, ومن سخرية القدر أن المعسكر الرئيس لقوات الأمن الخاصة الذي يوجد فيه أكثر من ثلاثة آلاف جندي مدججين بالأسلحة يقف على بوابته طاقمان من أطقم الحوثيين لا يدخل أحد أو يخرج من المعسكر إلا بإذنهم.

وما حال باقي معسكرات الجيش, لماذا لم تدخل في المواجهة؟

هناك معسكرات وألوية عسكرية في العاصمة محتفظة بجاهزيتها, مثل ألوية الاحتياط وألوية الحماية الرئاسية وقد قدمت مساعدة محدودة للوحدات التي هوجمت لكنها احتفظت بقوتها الرئيسة للدفاع عن القطاعات التي تقع ضمن مسؤوليتها وبالنسبة للوضع الأمني الحالي في أمانة العاصمة فان هذه الألوية لا تدخل في الخطط الأمنية لأمانة العاصمة التي تعتمد بدرجة أساسية على قوات الأمن, وتساندها بعض الوحدات العسكرية عند الطلب.

لكن الحوثيين يقولون إنهم سيجعلون من صنعاء أكثر أماناً وانضباطاً؟

الحوثيون لا يستطيعون تأمين العاصمة فهم خوف وليسوا أمنا في مظهرهم الحالي وحتى لا يتحملوا وزر ذلك عليهم مغادرة النقاط والمؤسسات وترك الأمن يمارس دوره.

الرئيس هادي تحدث عن مؤامرة داخلية وخارجية فيما حدث لصنعاء ما طبيعة هذه المؤامرة؟

الحوثيون يحصلون على دعم غير محدود مادي وعسكري من إيران وهذا أحد أسباب قوتهم, وعلى صعيد الداخل هناك من ساندهم وفق الشعار الذي رفعوه لإسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار وهي شعارات كان الكثير من البسطاء معها وليس مع ما تخفيه من أهداف وراءها, وهذا شكل القوة التي ساندتهم, إضافة إلى أن هناك حاقدين على النظام وعلى حزب “الإصلاح” تحديدا وأرادوا أن ينتقموا بواسطة الحوثي من خصومهم السياسيين ولا ندري هل كان هناك تنسيق مع الحوثي أم انه أتى تلقائيا, لكنه كان عاملا رئيسا وساعد فيما حصل.

هل صحيح أنكم أفرجتم عن اثنين من الحرس الثوري بوساطة عمانية من سجن جهاز الأمن القومي بسبب محاصرة الحوثيين للجهاز ومحاولتهم اقتحامه؟

الحوثيون تواجدوا على المنافذ المؤدية إلى مقر جهاز الأمن القومي وأحاطوا بمركز التدريب في منطقة الحتارش وعلى مدى أربعة أيام كانوا يذهبون ويعودون والجهاز صامد أمام التهديدات والاقتحام ومركز التدريب كذلك, وسبق أن أكدت أنه لا يوجد أي سجن أو سجناء في الجهاز, لقد كان هناك سجينان للحوثيين في عدن تم الإفراج عنهما وسجينان لبنانيان كانت هناك وساطة عمانية منذ أكثر من أربعة أشهر للإفراج عنهما ووافق فخامة الرئيس هادي على تسليمهما للجانب العماني وهذا الذي تم وليسا إيرانيين بل لبنانيين.

هناك من يؤكد أن ما حدث كان سيناريو مخططا له من قبل ومتفقا عليه بين الرئيس هادي والحوثيين للتخلص من ضغوط على الرئيس من قبل حزب الإصلاح, ومن مستشار الرئيس للدفاع والأمن اللواء علي محسن الأحمر ما صحة ذلك؟

هذا ليس صحيحا على الإطلاق, الصحيح أن الحوثيين استغلوا خصومات البعض من القبائل أو القوى السياسية سواء أولاد الشيخ الأحمر أو من حزب الإصلاح وجندوا هؤلاء الخصوم لمصلحتهم وكانوا هم الأساس في معارك حاشد وسقوط محافظة عمران إضافة إلى تأثير الدعاية بأن هذه معركة الإصلاح والحوثيين وهذا ما جعل بعض الناس يقفون إما سلبيين أو مناصرين للحوثيين فضلا عن الوحدات العسكرية نفسها, أما من يتحدث عن هذا كاتفاق أو بتنسيق فليس صحيحا, فالرئيس هادي خذلته بعض الوحدات العسكرية أولا في عمران وعندما ذهب إلى عمران كان بدرجة أساسية لتطمين الدبلوماسيين, وفي صنعاء كان تخاذل من الوحدات العسكرية وكل هذا غطي بالاتفاقية ولنبدأ صفحة جديدة.

كم عدد مسلحي الحوثي المنتشرين في صنعاء, هل سيخرجون منها تنفيذا للاتفاق أم سيتم استيعابهم في الجيش والأمن؟

الذين قدموا من خارج صنعاء 20 ألفا, بالإضافة إلى عناصرهم الموجودة داخل صنعاء وما حولها من مناطق, والحوثيون وعدوا بسحبهم من النقاط التي دخلوها, وبالإمكان أن يتم استيعاب من هو صالح منهم في الجيش والأمن وفقا لشروط التجنيد وهذا حق أعطي لهم من خلال مخرجات مؤتمر الحوار الوطني, ولن يشكلوا وحدة عسكرية مستقلة بل سيكونون ضمن وحدات الجيش والأمن.

ما حدث في صنعاء سحب نفسه على المحافظات الجنوبية, وأعلنت فصائل في الحراك الجنوبي عن مجالس عسكرية لإسقاط الجنوب على غرار ما قام به الحوثي, هل الوضع في الجنوب مرشح لأن يكون كصنعاء؟

إذا عولجت الأمور في صنعاء وحسمت بشكل سريع بإعادة هيبة الدولة وأن تكون هي الواجهة وليس أي واجهة غيرها فيمكن التغلب على ذلك لكن إذا لم يعالج هذا الوضع فيمكن توقع أي شيء.

ما حجم الأسلحة التي نهبها الحوثيون من معسكرات صنعاء وهل سيتم استرجاعها أم سيكون مصيرها كسابقتها التي نهبت من عمران؟

سلاح الدولة وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار يجب أن يعاد إلى الدولة سواء كان مع الحوثيين أو مع غيرهم, وهذه مسألة ملحة وضرورية لأنه لا يجوز أن تمتلك أي قوى أو جماعات السلاح الثقيل سواء كانوا حوثيين أو غير حوثيين ويجب أن يكون هناك التزام بإعادة الأسلحة المنهوبة.

 

كيف سيتم تطبيع الأوضاع في صنعاء؟

يجب أن يتم تطبيع الأوضاع فورا, فأي تأخير ستكون له انعكاسات سلبية في محافظات أخرى والتطبيع يتم بإعادة انتشار قوات الأمن في المناطق والأقسام والنقاط والحزام الأمني ولا ضير في التنسيق مع “أنصار الله” في هذا الشأن.

هناك مؤشرات على أن المعركة المقبلة ستكون بين الحوثيين وتنظيم القاعدة؟ هل نحن أمام حرب سنية شيعية في اليمن؟

القاعدة يستهدف الجميع بدون تمييز ونتوقع من هذا التنظيم القيام بأعمال إرهابية سواء ضد الحوثيين أو ضد الجيش والأمن أو مؤسسات الدولة وكل شيء وارد.

كيف ترون مستقبل العلاقات اليمنية الخليجية في ظل ما حدث في صنعاء وما يقال انه تمدد شيعي إيراني وصل إلى قلب العاصمة ؟

العلاقات اليمنية الخليجية تعتمد على مدى تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الذي رحبت به دول الخليج, وكل الدول الصديقة والمجتمع الدولي, فهذه الوثيقة تضمن أن الأمور تمضي بصورة طبيعية ووفق مخرجات الحوار الوطني وهذا يعني مواصلة التحول السلمي للبلد. وينبغي ان يكون الجهد باتجاهه, فأي خروج عن ذلك يمكن أن يترتب عليه عرقلة وتداعيات أخرى, ولهذا نحن مؤملون أن يتم الالتزام باتفاق السلم والشراكة والالتزام بمخرجات الحوار والاتفاقيات التي بنيت عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وهذا هو الضمان لأن يخرج اليمن إلى بر الأمان ومطلوب تضافر الجهود من قبل الدول الشقيقة والصديقة, وفي مقدمتها دول الخليج, ودول الخليج رغم موقفها الايجابي المساند لليمن وللرئيس هادي إلا أننا وصلنا في مرحلة صعبة ولم تكن الاستجابة على مستوى الحدث وعلى مستوى الوضع الذي كنا نمر به, صحيح أن المملكة العربية السعودية قدمت مساعدات وأيضا الإمارات وعمان وبقية الدول لكن الوضع يتطلب دعما أكثر مما قدم وخصوصاً في الجانب الاقتصادي وفي جانب بناء القوات المسلحة والأمن فاليمن منذ أربع سنوات لم يستورد ولا طلقة رصاص واحدة والموجود هو مما تبقى من الفترة الماضية, وهذا الوضع حال دون أن يستعيد الجيش ما فقده في الأحداث الماضية ويمكن أن هذا أحد أسباب الانهيار الذي حصل في بعض الوحدات العسكرية.

منزلكم تعرض لاقتحام ونهب من قبل الحوثيين ومنازل أخرى لقادة في الإصلاح ولمسؤولين حاليين وسابقين في الحكومة كرئيس الوزراء السابق فرج بن غانم تعرضت لذات الفعل؟ هل ما يقوم به الحوثيون غزو لصنعاء واحتلال؟

ما يقوم به الحوثيون بعضه لانتقام شخصي وبعضه ربما لأسباب ستراتجية أثناء الأحداث فمنزلي مجاور لمنزل فرج بن غانم وقد استولى الحوثيون على كل هذه المنازل ربما لإطلالتها على مبنى التلفزيون لمحاصرته وأعمال النهب التي تمت قد تكون من قبل بعض الأشخاص, وما نهب من منزلي كان بعض الأدوات الالكترونية الخاصة بأحد الضيوف حيث تركها حتى ينقلها إلى منزله في الريف.

كم خلفت المواجهات التي حدثت شمال غرب صنعاء من ضحايا من الجيش والإصلاح والحوثيين؟

المعلومات الرسمية حتى الآن تشير إلى 270 جثة تم انتشالها من قبل وزارة الصحة لكن ضحايا هذه الأحداث في اعتقادي لا يقلون عن ضعف هذا العدد بالإضافة إلى آلاف المصابين, ويعتبر ذلك خسارة على الوطن فكل الضحايا أولا وأخيرا يمنيون.