|
خذوا من دمعتي وثني
فقد آليت ألا أعبد الأوثان ثانية
على محرابها المحموم بالوطن
خذوا وثني
خذوه ولن أقيم مناحتي فيكم
ولن أبكي . . .
خذوا من دمعتي وثني
خذوا أشلاء أغنيتي
وقوموا للصلاة على جنازتها
ولن أبكي
سأرحل كالذي سقط اسمه سهوا
وغاض بجوقة الزمن
خذوا من دمعتي وثني
خذوا وطنا ترجّل عن متون الوقت
آثر أن تضاجعه الأماني في غيابات الرؤى
وأُطلُّ أغسل عن دماء الليل غبرة (( بابك الخرمي ))
أحمل ثورتي بيديَّ مبتعداً
وأخلع درع سيّدنا(( الحسين )) إلى سيادتكم
وأختم صكَّ مغفرتي لجلّادي (( معاويةٍ ))
وألبس جبّة (( الحسن ))
فقد كرهت يد الجلّاد رائحة الحياة
تدرُّني كالضوء بين أصابع الكفنِ
خذوا وثني
خذوه وقشِّروا دمعي
ولا تبقوا على غيبوبتي فيه
فلن أبكي
سأرحل لا تخافوا دمعتي الجوفاء بعد اليوم ... لن أبكي
سأقتل كلّ نائحة بنبضي
إنني آليت ألا أعبد الأوثان ثانية ولن أبكي
خذوا من دمعتي وثني
خذوه وشيّعوا شجني
بقافية الشماتة ثمّ شقُّوا جيب كلِّ دقيقة
حزناً عليه فلن يعود إلى مضاربكم
وقد آليت ألا أعبد الأوثان ثانية ولا أبكي
خذوا من دمعتي وثني
خذوه وأصدروا مرسومنا الوطني بأنّ الله أولم بي كآخر قطرة في مقلة النسيان
آن اليوم أن يتحدّث الشيطان عن تحقيقه الإيمان في رفض
السجود إلى أبي
فالرفض آية ملكه ونبوؤة الإنسان (( أنّ المجد للشيطان ))
نردّدها وأشقى القوم لا يقوى على ذبحي ولا أبكي
سأرحل لست أحمل من دموعي غير أسئلتي
لماذا الموت آخر دمعةٍ ثكلى تشيِّع جثة الثورات في وطني ؟!
لماذا الله والشيطان . . . ؟!
أغرق في تراب الصبر لا أبكي
فهل ستحلُّ لي يا رب أن أبكي
وقد آليت ألا أعبد الأوثان ثانية ولا أبكي
خذوا من دمعتي وثني ...
خذوا وطني . . .
خذوا وثني .
في السبت 20 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:04:56 م