خليجي 26: البحرين أول المتأهلين بعد فوزها على العراق والمباراة القادمة أمام اليمن فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين
مأرب برس - هشام أحمد العزعزي:ميدل ايست
تعتبر الكهرباء حاجة أساسية، بدونها تصبح الحياة أكثر صعوبةً فبها يستطيع الإنسان القيام بمعظم شئون حياته اليومية بل هي تعد الركيزة التي تعينه على القيام بمختلف المهام خاصة إن الشعوب تتجه إلى عالم الحداثة والتطور الذي يعتمد بشكل أساسي على الكهرباء، التي تعتبر بشكل أو بأخر حلقة وصل بين الدول. فعلى سبيل المثال بغير الكهرباء لا يمكن أن نستخدم الإنترنت، ومختلف الشعوب تعتبر الكهرباء أمرا سهلا يمكن الحصول عليه بمختلف الطرق ولا تعتبره بذلك الأمر الذي يحتاج إلى طاقات وجهود مهولة للحصول على قليل من الميجاوات .
ولكن نظرة المواطن اليمني إلى الكهرباء تختلف عن باقي شعوب العالم فهو ينظر إليها بأنها ذلك الشيء الصعب الذي يتطلب مثابرات ومناورات حثيثة ويعده حلما يسعى إلى الوصول إليه لكي ينير به بيته ويضئ شارعه. فما أن تنطفئ الكهرباء حتى تبدأ رحلة المعاناة التي نادراً ما تنتهي بسرعة بل تظل تخطو طويلاً لعلها تجد مخرجاً لكي تعود من جديد. فاذا تخيلنا كم طفلا في الحضانة انقطع عنه الأكسجين بإنطفاء الكهرباء ولو لثوان قليلة وكم مريضا أضطر إلى تأجيل عمليته لعدم توفر الكهرباء أو الوسيلة الاحتياطية للحصول عليها وكم من أم لم تجد مكاناً لتضع فيه ما تبقى من الأكل لليوم التالي، ولطالما سمعنا عن حوادث المولدات الكهربائية وكم روحا أزهقت بسببها .
ولأهلنا في المناطق ذات درجات الحرارة العالية معانة تختف عن معاناتنا، فكل هؤلاء الفئات واكثر من ذلك تضرروا من انطفاء الكهرباء فمن يحمل ذنبهم هل الإنسان الذي تجرد من كل معاني الإنسانية وأقدم على جريمة قطع الكهرباء عن ملايين من الناس أم الحكومة التي لم توفر الحماية الكافية لخطوط نقل الكهرباء؟ فالنقاط الأمنية بكل مجنديها وأسلحتها وقفت عاجزة أمام خبطة من حديد سببت بانقطاع الكهرباء فهل يعقل ذلك؟
وإن رجعنا للوراء قليلاً سنتذكر قول وزير الكهرباء صالح سميع: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليذهبنّ إلى صناديق الاقتراع ".
وبالفعل شـارك الشعب اليمني بكل فئاته في الانتخابات وُأنتخب عبد ربه وأًصبح رئيساً شرعياً لليمن وحصل على نسبة ما يقارب 99% فإذا فرضنا أن هذه الانتخابات كانت نزيهة سوف ندرك أن الغالبية الساحقة من الشعب كانت تلهث وراء أقرب طوق نجاة للتعلق به لينتقل بها إلى بر الامان والرخاء .
وها هي الحكومة اليوم التي علق الشعب عليها اماله تثبت كل يوم أنها غير قادرة على أداء مهامها، أما خطوط نقل الكهرباء فتبحث عن حام لها لأنها سئمت وكلت من كثرة الاعتداءات التي تطالها فدموع باسندوة، ووعود سميع،وأماني قحطان بالطبع لن تقدم أي ادنى حماية لأبراج الكهرباء .
سميع منذ توليه لمنصب الكهرباء أغدق علينا بالوعود من ضمنها بأنه سيحول صنعاء من مدينة الانطفاءات المتكررة الى المدينة الفاضلة التي تتلألأ بالنور، وتتوهج لمعاناً بالضياء ولكن لم يفِ بذلك الوعد، ولن أحمله عبء حماية خطوط الكهرباء فهذه المهمة تعود إلى وزارة الداخلية، ولكن عليه تكمن مهمة إيجاد الحلول إما بنقل المحطة أو إنشاء محطة أخرى كذلك مهمته تكمن بتسديد العجز الذي أثقل كاهل الوزارة ويجب عليه فرض هيبة الدولة ليتمكن من سد ذلك العجز، فالدولة لا تستعرض قواها إلا على المواطن البسيط أما الشيخ الكبير الذي لا يسدد قيمة فاتورته الباهظة الثمن فهنا تغيب الدولة وتغيب وزارة الكهرباء، أما من ناحية الخسائر التي تسببها الخبطات فهي خسائر خيالية فقد بلغت قيمتها منذ تولي سميع المنصب حوالي 40 مليار ريال! فهذا المبلغ الضخم كفيل بإنشاء محطة توليد أخرى إذا كانت محطة مأرب خارجة عن نطاق حماية الدولة التي تعد من مهام وزارة الداخلية .
وتشير الإحصائيات المقدمة من الجهات الرسمية انه وفي الآونة الأخيرة تعرضت خطوط نقل الكهرباء إلى أكثر من 33 اعتداء خلال 48 ساعة، فأين آمن الدولة الذي وعد بتحقيقه قحطان؟ وهل الدولة تعجز عن حماية أبراج الكهرباء من الخبطات اللاتي ترمى من قبل أولئك الخارجين عن القانون؟ أم أن هناك تواطؤا من قبل جهة معينة هدفها بقاء اليمن في حالة توتر دائم؟
آمر غريب فعلاً وهنا يجب أن يعرض قطان للاستجواب ليبين لنا ما تخفيه الكواليس، فالدولة التي لا تستطيع حماية برج من أبراج الكهرباء فكيف لها أن تحقق التنمية والنهضة لليمن؟ !!
تساؤلات كثيرة بحاجة للجواب، والضحية في كل هذا المواطن اليمني البسيط الذي لا حول له ولا قوة، إنما يكابد لمواصلة حياته، فإلى متى سيظل الوضع هكذا؟ وإلى متى ستظل خطوط الكهرباء يتيمة الحماية تفتقر ولو لنقطة أمنية واحدة؟
الواقع الذي نعيشه صعب ومرير بالفعل، ولكن أتمنى ألا يكون حلما مستحيلا فقد يأتي ذلك اليوم الذي ينتظره الجميع للخروج من ذلك الواقع المرير والانتقال من عالم الظلام الذي يعيشه المواطن اليمني كل يوم إلى عالم النور والضياء الذي يحلم به .