آخر الاخبار

عبدالملك الحوثي يتحدث عن مدى تأثير الضربات الأمريكية على قدراتهم العسكرية توكل كرمان تدعو لتقديم الدعم الكامل للجيش اليمني والمقاومة لاستعادة الدولة والتخلص من مليشيا الحوثي الإتحاد الأوروبي يرد بالمثل على قرار ترامب تعليق فرض الرسوم الجمركية تشييع مهيب لجثماني الشهيدين الملازم أول عبدالله منصور الحنق والنقيب مختار قائد قاسم بمأرب مباحثات مصرية إيرانية بشأن غزة والوضع في البحر الأحمر أبطال أوروبا: برشلونة يبصم بالأربعة وباريس يتجاوز مفاجئة إستون فيلا الغارات على ''النهدين'' تسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صنعاء وروايتين حول الضربات في نقم ماذا يحتاج منتخب اليمن للناشئين لخطف بطاقة التأهل الثانية وضمان التواجد في مونديال قطر؟ منظمة العفو الدولية تحذر من ''عواقب انسانية وخيمة'' سيتضرر منها ملايين المدنيين في اليمن مليشيا الحوثي تغتال حياة 3 أطفال كانوا يلعبون في فناء منزلهم.. تفاصيل جريمة مروعة ارتكبت في الحديدة (صور)

تريم.. حضارة الطين والعلم والنخيل
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و يوم واحد
السبت 08 مايو 2010 06:06 م

مأرب برس - هايل علي المذابي

* "تريم" مدينة التقت فيها الحضارات من كل حدب وصوب، والسفر إليها يمنحك ثقافة قد تقضي عمراً بأكمله ودونك تحصيلها..

* "تريم" مدينة مألوفة من جهة غريبة عجيبة من ثانية، كل ما فيها واضح خلاها وهكذا حال كل ما خَالد على الدهور.

* "تريم" مدينة عبقرية تتخطى الأجناس والأزمنة والأمكنة والأقاليم إلى وحدة شاملة تلتقي مثل قطرات الغيوم في حضن الأقيانوس العظيم.

* "تريم" الشيء الأكثر إدهاشاً وندرة في تاريخ البشرية الذي لا ضفاف له من الابتذال.

* "تريم" لقاح بين الطين والتاريخ والأصالة.

* تقع "تريم" مدينة العلم والعلماء وحضارة الطين والمآذن والقصور في الجزء الشرقي لمحافظة حضرموت، ويعود تاريخ بنائها كما في معجم البلدان لياقوت الحموي إلى القرن الرابع الميلادي، وتريم نسبة إلى مؤسسها الابن الأصغر لحضرموت بن سبأ، مساجدها بعدد أيام السنة، يسكن روحها هاجس التفرد والنسك وقلبها مجبول على طاعة الله وحب العلم وتعليمه، ولذلك صارت كعبة تُزار وتُشد إليها الرحال من كل أصقاع المعمورة لطلب العلم، إذ أن مراكزها وأربطتها الدينية بلغت في شهرتها عنان السماء.

تلك "تريم" المثقلة بهم الدعوة الإسلامية.. مبانيها متناغمة بطريقة ممتازة في عالم البناء، طريقة مدهشة يشدها إلى الطين حنين الخلق الأول والمعجزة الأولى تعدد الأجناس، بيوت وقصور، مساجد ومنارات في تصميم بديع مادته الطين، أما نخلات تريم فتجسد وتذكر بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: "أحبوا عمتكم النخلة" تلك الفضلة الباقية من أديم آدم.

* مسجد المحضار أهم المعالم الخاصة بتريم، وهو الذي بناه عمر المحضار بن السقاف، بتوافد من أجله السياح من كل مكان، أما منارته التي صممها الشاعر أبو بكر بن شهاب، فيصل طولها إلى 175 قدماً، وبنيت قبل حوالي مائة سنة ومن الطين أيضاً، بيد أن الابتكار الجديد والمتفرد لهذه المنارة هو بناؤها على قاعدة مربعة وشكل هرمي، والجدير بالذكر أنها أطول منارة طينية في العالم.

تريم كذلك هي مدينة القصور الطينية الفخمة التي تنقلك إلى عالم يشبه الأحلام المستحيلة، عالم الخيال الذي صيرته تريم ممكناً، نمط البناء في هذه المدينة يدهش العالم، عزز ذلك الجمال اللوحة الربانية البديعة التي رسمتها يد القدرة الإلهية على شكل حدائق ومزارع متناثرة، منها واحة خضراء في أخدود تخترقه وديان تسيل منها السيول وتحفها النخيل.

أما بيوت العلم في "تريم" فكبيوت العبادة ممتدة على خارطة تريم جزء لا ينفصل عن ثقافتها وتاريخها، فهناك رباط تريم للدراسات الإسلامية، ودار المصطفى للدراسات الإسلامية، ودار الزهراء للطالبات.

المسافر إلى تريم يتمنى لو أن الزمن يتوقف به وهو بين أحضانها ليتحد بها إلى الأبد، والراحل عنها يشعر قلبه كقطعة ثلج وضعت في صفيح ساخن في حر الظهيرة يذيبه الشوق إليها كل لحظة.

ذلك التاريخ، وهذه الحضارة، وهذا الجمال، منح تريم الاستحقاق التام لأن تُعلن عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010، ورغم أنه جاء متأخراً بيد أنه يضاف إلى رصيد هذه المدينة الساحرة مزايا ونقاط أخرى.