مليشيات الحوثي تختطف 282 مدنيًا من 9 مديريات أمريكا تعلق على الضربة الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل لماذا نجحت استخبارات العدو الإسرائيلي في لبنان وفشلت في غزة؟ بعثة ايران لدى الأمم المتحدة تكشف عن نوعية الرد لبلادها في حال ردت إسرائيل على هجوم اليوم توجيه حكومي بمنع تحصيل أي رسوم غير قانونية من المسافرين في ميناء الوديعة معلومات حصرية تفضح أحدث منظومة مالية سرية للحوثيين - وثائق تثبت تورط المئات من شركات الصرافة توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية الاعلان عن إصابة سفينتين في هجومين قبالة سواحل اليمن مارب تدشن مارد الجمهورية...الدبابة التي مرغت انوف الحوثيين هيفاء وهبي تبكي على ما يحدث جنوب لبنان مسقط رأسها
إن الحديث عن الصوت اليومَ هو حديثٌ عن الميلاد الجديد , والتاريخ الجديد !
حديثٌ عن القيد المكسور , والسجن المهدوم !
حديثٌ عن بحر الشعوب المسجور , وسقف الحريات المرفوع !
إن الواحد منا موجودٌ وحيٌّ بصوته !
ماأروع الحديثَ عن صوت الغضب , وهديرِ الخطى , وجلبة الطريق ! إنه حديثٌ عن الحياة , وجلالِ الحياة .
حجبوها عساه يسلو ولكن , كان قيسا وكانت العامرية .
كنتُ أفكر في موضوع أتحدثُ عنه ! وكنت ُ على قناة الجزيرة لا أسمع في تونس الخضراء وفي مصر الكنانة وفي اليمن السعيد وفي جزائر المليون شهيدٍ غير الصوت ! صوتُ الصورة , وصوت الحدث ! صوتُ الحناجر المتصاعدِ يضخ ُّ في شرياننا بريقَ العزيمةِ والمضاء ! وصوتُ الحطام المتشظي يرسم في عيوننا مصارعَ الباغي , ومواطن الشرف , ومناجل الشعوب ! فقلت : لن أجد أطرف من هذا الموضوع , ولا أجل من هذه القضية !
إن الصوت الذي نريد ! هو الصوت الذي يصل بعنفوانٍ إلى أذن الحاكم فيهزَّ من أركانه , ويرعد من فرائصه , فيقضَّ من مضجعه , ويعيد من حساباته , ويغيّر من مواقفه !
إنه الصوت الذي تتجمّع فيه حرارة الحاضر , وذكريات الماضي , وأشواق الغد !
وإذا كان الصوت في عُرف الموسيقيين هو عبارة عن وحدات وذبذبات صوتية , فإن الصوت الذي نريده هو الصوت الذي تتجمّع وحداته , وتتشابك ذبذباته لتطل علينا بمعزوفة الدنيا : معزوفة ُ الحرية !
رحلة ٌ في مضامين الصوت :
قلّبتُ في لسان العرب عن مضمونِ الصوت ِ ! علِّي أصل ُ من خلال اشتقاقاته إلى معنىً حضاريٍّ فأفيدَ منه ! وبعد أن فتشت ُ وقمّشت ُ رأيت ُ أن هناك من المعاني مايفوق الوصف , ويجلُّ عن الحصر !
وجدت ُ أن من معاني الصوت :
المضاء : إن الصوت هنا يخرج عن معناه السيكيولوجي , وهو مجرد النداء والإجابة إلى معنىً شعبوي ٍّ له دلالته الثورية , ومضامينه الحركية ! فالفعل صوت , والإرادة صوت , والمشي صوت ! والسير في سبيل تحرير وتقرير الإنسانية صوت ! تقول العرب : رجل مِصْتِـيتٌ: أي ماضٍ مُنْكَمِشٌ . ومما يدخل في ذات الفعل (المضاء) ماجاء أيضا مرادفا لمعنى الصوت في اللسان : الدفع والضرب ! وهنا يأخذ المعنى شكلَ القوة .. وهيئة الضارب بالعصا وبغيره , وحالة الصدم والتصادم ! فالصوت إذن تعبير ٌ مفعم ٌ بالحيوية والقوة , وهو ولابد يبحث في الخارج عن متنفس ٍ يأوي إليه وعن ميدان ٍ يتجمع فيه ! وهو عبارة عن سيل ٍ شعبي ٍّ جارف ٍ يزحف بالحصى ! كما قال بشار بن برد , لايصادف في طريقه من مرتزق إلا جرفه , ولا بلطجيٍّ إلا سحقه , ولا معترضٍ إلا دحره ! جاء في لسان العرب : صَتَتَ : الصَّتُّ : شِبْه الصَّدْم ، والدَّفْعِ بقَهْرٍ ؛ وقـيل: هو الضَّرْبُ بالـيد ، أَو الدَّفْعُ . وصَتَّه بالعصا صَتّاً : ضَرَبَه .
ووجدت ُ من معاني الصوت :
الصمود : فالصبر على المبادئ من حيثُ تجديد العهد بها صوت ! والصبر في عملية الدفع عن الحقوق صوت , والوقوف في وجه الباغي صوت , والتضحية من أجل الاستقلالية , ونيل الكرامة صوت ! تقول العرب : صتَأَه يصْتؤُه صَتْأً : صَمَد له . وحديثُ المصطفى عليه الصلاة والسلام : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ...) . وكأن المصطفى عليه الصلاة والسلام يشير إلى أن هناك صوتٌ عال ٍ وواع ٍ وحر ٍّ يقومُ بدفع عجلة التغيير , والحفاظ على منظومة الأمة الخلقية والاجتماعية والسياسية , من أن يسود فيها مايعكر صفو حياتها , ويخدش جمال صورتها , وينحرف بها عن جادة الحق ! لذا فإن العرب تقول : انْصاتَ للأَمْر إِذا اسْتَقَامَ .
إلى غير تلك المعاني الجليلة , والمضامين القيمة الرفيعة !
أيها القارئ الكريم ! إن الحوار الإيجابي بينك وبين نفسك صوت محترم ! فلاتقلل أبدا من شأنه !
أيها القراء ! إن النهضة صوت .. إن الإحساس بالظلم صوت .. إن الألم صوت .. إنّ الحرية كائنٌ حيٌ يتغذى بالصوت !
إن الصوتَ في طبيعتك كالبلبل في غنائه وتحليقه , وكالنهر في جريانه وهديره , وكالعبير في ذكائه وانتشاره !
فدعه في طبيعته يأمر بمايراه حقا , ويدعو لما يعتقده مصلحة , وينادي بما يتيّقنه ضرورة ً ! وينهى عن مايراه تهلكة ً , ويزجرُ من يحاولُ في البلاد مفسدة ً !
صوتك في ضميرك لايعيش إلا هكذا , وبغيره فأنت كالمومياء ! متحجر ٌ في عالم متحرك ! متأخر ٌ في عالم متقدم ! متحنط ٌ في عالم متجدد !
وعجيبٌ أن يخلقَ المرءُ حرا , ثم يأبى لنفسهِ الحرية ؟!
zabnh@yahoo.com