اللجنة القطرية والتكتيك المرحلي لقادة التمرد الحوثي
بقلم/ حسان الحجاجي
نشر منذ: 14 سنة و يوم واحد
الإثنين 01 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 10:40 ص

كثيرة هي التساؤلات في الشارع اليمني عن مستقبل الأوضاع في محافظة صعدة وبعض المديريات في محافظة الجوف إضافة إلى مديرية حرف سفيان في قادم الأيام، ولا شك أن المتابع لقضية التمرد الحوثي ادرك ويدرك حجم المكاسب التي حققها الحوثيون منذ وقف الحرب السادسة وحتى مجيء اللجنة القطرية التي ستشارك في الإشراف على تنفيذ النقاط الست وكذا اتفاق الملاحيط الذي يتضمن (22) نقطة وفقاً لاتفاق الدوحة بين الحكومة والمتمردين.. ومن تلك المكاسب التي حققها المتمردون السيطرة على عددٍ من المديريات بمحافظة الجوف إضافة إلى مديرية حرف سفيان ذات الموقع الحيوي بالنسبة لمناطق نفوذ الحوثيين، وكل هذه المكاسب التي حصل عليها المتمردون عقب الحرب السادسة تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن ما حدث من وقف للحرب والشروع في تنفيذ النقاط الست عقب وقف الحرب لم يكن في حقيقة الأمر سوى جوقات إعلامية ساهمت إلى هذا الحد أو ذاك في التغطية على مراوغة قادة التمرد الحوثي واعطائهم مساحة كافية من الوقت لإعادة ترتيب صفوفهم والتزود بالمال والغذاء والعتاد القتالي أو العسكري، ومن الضرورة بمكان هو ان أشير هنا إلى خطورة المرحلة وإلى الاستراتيجية المرحلية لجماعة التمرد الحوثي وهي ان قادة التمرد وبعد ان ضمنوا مديرية حرف سفيان وعدداً من المديريات بمحافظة الجوف وإعلان بعض القبائل ولاءهم للمتمردين تحت الضغط أو بالاصح بعد ان تخلت الدولة عنهم وعن مناصرة حلفائها قرر المتمردون اتباع نهج جديد أو تكتيك مرحلي - إذا جاز التعبير - وهو التهدئة والعمل بوتيرة عالية للتمدد فكرياً وعدم الدخول في صراع الآن بغية جني ما اسموه ثمار تضحياتهم وذلك في دخول الانتخابات النياية أواخر شهر أبريل من العام القادم سعياً من قادة التمرد للحصول على كتلة نيابية من صعدة والجوف وسفيان وبكيل المير في محافظة حجة، وهنا بيت القصيد إذ أنه في حال امتلك المتمردون ما بين (12-15) نائباً في البرلمان فإن ذلك سيمثل مكسباً سياسياً كبيراً إلى جانب الجناح المسلح لهذه الجماعة ناهيك عن البُعد الإقليمي الذي ستشكله هذه الخطوة على غرار الكتلة النيابية لحزب الله اللبناني، وإذا ما توقفنا عند البعد الاقليمي لهذه الخطوة فالكل يدرك الدعم الإيراني لحزب الله الذي يقدر بمليارات الدولارات طيلة نيف من الزمن في الانتخابات المتتالية في لبنان حتى حصل الحزب على كتلة نيابية شكلت إضافة كبيرة في شقها السياسي لحزب الله الصفوي في لبنان، وقد لا يتردد ملالي إيران لحظة واحدة في تصويب دعم غير مردود لجماعة التمرد الحوثي لحشد انصار جدد والدخول بقوة في الانتخابات القادمة تضمن تربع أكثر من عشرة من عناصر الحركة على مقاعد مجلس النواب..!

وهنا نتساءل: تُرى هل تدرك الجهات الرسمية مثل هكذا توجه من قبل المتمردين؟ وهل تدرك تلك الجهات من يرسم ملامح المستقبل في صعدة والجوف وسفيان وربما في مناطق أخرى لن تكون في معزلٍ عن استراتيجية جماعة التمرد الحوثية؟!

وهل يدرك أبناء صعدة والجوف وسفيان مشائخ واعيان ومواطنون هذه التوجهات لعناصر التمرد ويعملون مع الحكومة على استدراك ما يمكن استدراكه وإعادة النازحين والمواطنين من مناطق الشتات في صنعاء وغيرها من المدن والقرى كلٍ إلى منطقته لقطع الطريق أمام مخططات أذناب العمائم السوداء؟!

أخيراً.. إذا ما صح أن اللجنة القطرية حددت السقف الزمني لتنفيذ اتفاق الدوحة بستة أشهر فإن ذلك يعد شاهد اثبات آخر على حقيقة ما طرحته في هذه المادة، إضافة إلى أن هذه المدة الزمنية تؤكد فشل الوساطة القطرية وأن دور اللجنة التي يرأسها البوعينين ستكون رديفاً لجهود قادة التمرد الحوثي في تحقيق هذه الاستراتيجية كون هذه المدة هي نفسها التي تفصلنا عن السابع والعشرين من أبريل القادم وهو الموعد المقرر لإجراء الانتخابات النيابية إذا نزلت الهداية من الله وألف بين قلوب قادة الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك..!.