|
الإصلاح كان يمتلك من الكوادر وقواعد والانتشار ما يؤهله الى ترجيح المعادلة وربما تغييرها ..
انصار الله كانوا يمتلكون من الحشد والارادة والتأييد ما يؤهلهم للاستمرار والاستحواذ على كل شيء ..
المؤتمر كان يمتلك من افرع الدولة العميقة ما يؤهله الى قلب الطاولة على الجميع واستعادة الدولة ..
الحراك كان يمتلك من الفرصة والمبررات والاسباب ما يؤهلة الى استغلال الظرف وحل القضية قسريا ..
وعليه ..
فان ايا من تلك المكونات الأربعة لو استغلت ما تملك من مصادر القوة وتجاهلت ما يمتلك الاخر .. كان حتميا سيدفع بالبقية الى نفس التفكير وخوض حرب طويلة المدى لا يحمد عقباها .. ولن تكون خاتمتها ان كانت لها خاتمة الا الجلوس الى طاولة المفاوضات بعد ان تكون قد اُنهكت جميع الأطراف .. وخسرنا الانسان وخسرنا الوطن .. ثم ان أي اتفاق حينها لن يكون افضل مما توصل اليه الفرقاء في اتفاق السلم والشراكة وملحقه ..
لكني اعتقد ان الجميع كانوا على قدر كبير من المسؤولية .. كما ان الجميع حاول الظهور بأفضل صورة لتجميل أهدافه .. الجميع خاف من ردة الفعل العكسية وانقلاب الممارسات الى الضد .. الجميع عمل حساب الجميع .. وان ظهرت بعض الدعوات الإعلامية او بعض الممارسات العارضة من أي طرف .. اصبح الاقربون لهذا الطرف هم اول الناصحين والمستنكرين .. هكذا تبدو الصورة الى الان ..
وفي كل الأحوال وأيا كانت الأسباب فالنتائج الى الان مرضية والخسائر تبقى في حدها الادنى قياسا بالحدث اقول مرة اخرى قياسا بالحدث، لم يكن الحدث بسيطا .. قوتان كبيرتان تملكان السلاح الثقيل تخوضان حربا حقيقية في مدينة يقطنها الملايين وقوى أخرى مؤيدة وأخرى متربصة تمتلك نفس القوة وجيش منهك تتجاذبه تلك القوى ودولة منكفئة ومنكسرة بفعل تلك القوى أيضا .. ثم لا تكون حربا أهلية ..
"ورحمة ربك خير مما يجمعون" .. اذا كان ذلك كله لا يرقى ان يكون سببا لحرب أهلية .. فكيف تكون أسباب الحروب الاهلية اذاً ؟ .. وكيف كانت اسبابها في بلادنا العربية وقد مررنا في اليمن بنفس المتغيرات مرتين .. لك الله يا شعب اليمن العظيم .. يحق لنا اليوم القول وبكل فخر .. لسنا العراق .. ولسنا سوريا .. ولسنا ليبيا .. وايضا لسنا السودان .. !!، مع تمنياتنا بالسلامة والامن للجميع ،،
في الإثنين 29 سبتمبر-أيلول 2014 07:27:24 ص