إنشاء وزارة الوحدة مرة أخرى
بقلم/ مجدي منصور
نشر منذ: 15 سنة و 8 أشهر و 13 يوماً
الجمعة 20 فبراير-شباط 2009 08:21 م

مأرب برس – خاص

إذا كانت وزارة الوحدة اليمنية في الشمال والجنوب سابقا قد انتهت مهمتها بعد تحقيق الوحدة في عام 1990 ولم تعد موجودة، فإنني أدعو لإعادة إنشاء وزارة كهذه مرة أخرى استجابة للوضع الممزق الحالي، لأننا بأمس الحاجة إليها اليوم في ظل كل هذه التهديدات التي تواجه الوحدة اليمنية!!! وإذا كانت مهمة الوزارة سابقا هو تحقيق الوحدة فإن مهمتها الجديدة اليوم هو الحفاظ على الوحدة التي باتت مهددة وتحقيق أهدافها!

والذي يستوجب حقيقة هذا الاقتراح الذي يبدو غريبا هي الحرب الأهلية الباردة التي تفوح من فوهات التصريحات والخطابات الإعلامية الشرسة بين مختلف الأحزاب اليمنية والتوترات المتصاعدة يوميا بشكل مخيف! والتي لا نعلم إلى أين تقود اليمن؟ 

ليس بالضرورة إنشاء وزارة بالمعنى السائد، وإنما أي شكل معروف من هيئة أو مؤسسة أو تجمع، تتولى قيادتها شخصيات من المعارضة ومن السلطة، تتصف الأولى بالعقلانية والأخرى بالنزاهة، يكون من مهمتها تخفيف التصعيد القائم بين السلطة والمعارضة بما يحفظ على الأقل وحدة اليمن، ومحاولة إيجاد أي مساحة مشتركة ولو ضيقة جدا من المسلمات، والتفاف جميع أطياف الشعب اليمني وألوانه حولها، ومن هذه المسلمات:

على هذه الهيئة أن تتحذ مواقف صارمة ضد الذين يريدون الانفصال وفي نفس الوقت ضد أولئك الذين يتسببون في الانفصال! أي أن عليها أن تمسك العصا بقوة من الوسط! عليها أن تقر بوجود فساد في الحكومة! وفي الوقت نفسه أو بعده قليلا على هذه الهيئة أن تقر بأن الذين يطالبون بالانفصال هم شكل آخر من أشكال الفساد!

بل أن تؤمن هذه الهيئة أن المتمسكون جدا بالوحدة والمطالبون جدا بالانفصال يمكن لهم أن يعملوا سويا! نعم يمكن لهم أن يعملوا سويا! وذلك في أن يشتركوا معا في مكافحة الفساد! حينها لن يجد المطالبون بالانفصال سببا للانفصال! ولن يجد المتمسكون بالوحدة أحدا من تيار الانفصال! والحمد لله أن الجميع يقر بالفساد، بما فيهم الدولة والتي أنشأت لذلك لجنة مكافحة الفساد، فعلى الهيئة المقترحة أن تشد من أزر لجنة مكافحة الفساد، وفي نفس الوقت أن تنتظر منها الكثير، وتطالبها بالكثير!

على هذه الهيئة الوحدوية أو سمها ما شئت أن لا تسمح لأحد بأن يجرح رئيس الجمهورية وفي نفس الوقت أن لا تسمح لأية جهة بأن تجرح متظاهرا في مظاهرة سلمية لا برصاص حي ولا برصاص مطاطي! لأن في افساح المجال لهذا التعبير السلمي فإننا نمنعه من التحول إلى تطرف وعنف ونبقيه في إطار الوحدة! طبعا مع التزام المظاهرات بعدم رفع شعارات معادية للوحدة!

فكما أن هناك "اللقاء المشترك"، وهو يجمع أطياف عديدة من اليمن رغم اختلافاتها، وهو تحرك إيجابي ويدل عن نضج المعارضة وحكمتها، فقد حان الوقت لنطلب من مهندس هذا اللقاء أن يهندس لنا لقاءا آخر يمتد ليستوعب أيضا السلطة! مع البقاء على اللقاء الأول! وإذا كان اللقاء الأول "اللقاء المشترك" قد نجح في أن يضع عوامل مشتركة بين أحزاب المعارضة المختلفة، فعلى اللقاء الثاني أن ينجح في أن يضع أيضا عوامل مشتركة بين السلطة والمعارضة، ولو أبسط ما يمكن لإنقاذ الموقف الحالي! واللقاءات التشاورية التي تتوسع تقربنا أكثر من شيء كهذا!

أما إذا كان كلامي هذا هو في الحقيقة ضرب من الخيال وصعب المنال، ولا يمكن أن تكون هناك لا وزارة وحدة ولا هيئة وحدة ولا لقاء وحدة، ولا يمكن لأحد بأن يقوم بهذا الدور! فتعالوا نحن قراء هذه المقالة ولنتفق على أن ننشئ هذه الهيئة في قراراتنا الداخلية، سواء أكنا من السلطة أو المعارضة، مؤتمريين وإصلاحيين، اشتراكيين وناصريين وبعثيين. وحفاظا على وحدتنا، لنضع دائما في قائمتنا السوداء كل الأشخاص الذين يأتي على لسانهم كلمات مثل "دحباشي" أو "لغلغي" أو "عيال..."، فكل اليمنيون محترمون من صعدة أو صنعاء من تعز أو عدن أو حضرموت، لا فرق بين يمني ويمني إلا بالتقوى، ولنصرخ في مجتمعنا اليمني عاليا نقلا عن رسول الله صلى الله عليها وسلم:

دعوها فإنها منتنة!!!