مجلس القيادة يعلن تحمّله مسؤولية معالجة الوضع الاقتصادي ويناقش تقلبات اسعار الصرف طارق صالح خلال اللقاء الموسع للقيادات العسكرية بالحديدة: المشروع الوطني هو الضامن لاستعادة الدولة وهزيمة إيران والبندقية هي من ستعيد الدولة شاب يمني يلفظ أنفاسه الأخيرة في رحلة الهجرة إلى أوروبا واشنطن بوست: دول عربية تقاوم توسلات واشنطن وترفض الضغوط الأميركية لإدانة الحوثيين؟ شركة الغاز تطلق عملية سحب وصيانة لـ 160 ألف أسطوانة تالفة من الأسواق اليمنية فيضانات اسبانيا تقتل أكثر من 200 شخصاً جيوبنا تبرأ إلى الله.. صندوق للنهب واللصوصية انشأته مليشيا الحوثي باسم '' دعم المعلم'' صلاح يقود ليفربول لصدارة الدوري الإنجليزي ومان سيتي يتلقى أول هزيمة اللواء سلطان العرادة يدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر لاستكمال صفقة تبادل الأسرى والمختطفين على قاعدة الكل مقابل الكل قناة السويس ترد على ما أثير حول سماح مصر بعبور سفينة حربية اسرائيلية
يُروى عن الإمام الجليل أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى أنه كان يعاني من آلام في ركبته وقد استأذن طلابه في أن يمد رجليه أثناء إلقاء دروسه في المسجد. وفي يوم من الأيام، إذ برجل كبير السن كث اللحية عليه أمارات الوقار، يلبس ملابس بيضاء نظيفة، أتى فجلس بين طلاب الإمام رحمه الله ورفع شأنه. وعندها قام الإمام أبو حنيفة بثني رجليه إلى الخلف وجلس جلسة التربيع تأدباً أمام ذلك الشيخ الوقور، وقد كان موضوع الدرس عن وقت صلاة الفجر. وكان الطلاب يكتبون ما يقوله الإمام بينما كان الشيخ ضيف الحلقة يرمق ما يحدث في الحلقة باهتمام. وأثناء ذلك وبدون استئذان قال الضيف للإمام: يا أبا حنيفة هل لي أنا أسأل سؤالاً؟ فقال له الإمام: تفضل واسأل
فقال الضيف: متى يفطر الصائم؟ فأجابه الإمام: عندما تغرب الشمس.
فقال الرجل: وإذا لم تغرب الشمس؟!
ّويروى أن أبا حنيفه رحمة الله عليه مد رجليه بعد سماعه السؤال الثاني من الضيف وقال قولته المشهورة: "آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه" لأنه أدرك بأن التقدير الكبير الذي أبداه للشيخ لم يكن في محله، وأن ذلك الشيخ ما هو إلا من عامة الناس وليس من جهابذة العلم كما كان يتوقع في بداية الأمر.
وهنا أقول يا ليتك تمعنت قليلاً في سؤال الشيخ الوقور يا أبا حنيفة ولم تمد رجليك مباشرة، فلو أنك افترضت عدم غياب الشمس وأعملت فكرك في المسألة فستفيد المسلمين المتأخرين من بعدك وخاصة من يقيمون في المناطق التي تقع في القطب الشمالي أو المناطق القريبة منه التي إما تغيب عنها الشمس كلياً بشكل متصل أو تظهر فيها الشمس كلياً بشكل متوالي في فصول السنة التي يصادف فيها حلول شهر رمضان المبارك، بحيث لا يتم تمييز الليل من النهار. فلو لم يتسرع الإمام وأعمل عقله قليلاً لكان وفر الكثير والكثير عن الخلف من هذه الأمة ولأفتى قياساً بما يراه حول هذه النازلة التي يعاني منها المسلمون في الوقت الحاضر. ولكننا نعطي لإمامنا الجليل العذر في ذلك، كونه لم يكن يعلم أن الشمس قد تغيب بالكامل عن مناطق معينة من الأرض لعدة أشهر من السنة وكذا تظهر بالكامل لأشهر أخرى من السنة.
في حياتنا اليومية هناك الكثير والكثير ممن يتسرعون في الحكم على الأشياء ويدعون العلم الرصين بحقائق الأمور وخاصة في مجال العلم والتعليم: فمهلاً مهلاً، فالحكمة تقول "ليس هناك سؤال غبي"، وقد كان سؤال الشيخ الوقور في محله، فربما كان هذا الشيخ الضيف قد سمع عن بلاد لا تغرب فيها الشمس فأراد سؤال الإمام عن تلك الحالة الفقهية. وهذه الظاهرة: نعت الأسئلة بالغبية أو إلصاق صفة الغباء بطالب ما، تحصل كثيراً في دولنا العربية وفي كل مراحل التعليم سواءً كانت مدارس التعليم العام أوحتى في مراحل التعليم العالي المتعددة، فمطلوب من المربين والمعلمين والأساتذة التريث والتصبر وتقبل أسئلة الطلاب بقلوب رحبة وسعة صدر طالما أن هدفهم صناعة أجيال للغد وتطوير مهارات قادة المستقبل الذين بلا شك من يعول عليهم في بناء دولنا وشعوبنا.
"فيا ليتك يا أبا حنيفة أجبت الشيخ ومن ثم مددت رجليك".
رضي الله عن أئمتنا أجمعين ووفق الجميع.
د. زيد شمسان