استكمالاً لما ذكرناه فى الأجزاء الأربعة السابقة حول الصراع الفارسي الرومي فى الجزيرة والخليج العربي ، نود الإشارة الى أن الطرف المنكسر في هذه المعركة ( إيران ) سيظل يعد العدة للإنتقام واعادة المحاولة مرات عديدة لتحقيق طموحه المنشود ، وخصوصًا إذا كان ذلك الصراع عقائديًا بدوافع انتقامية ، وأهداف مرسومة تم تأكيدها في تصريحات الإيرانيين وأتباعهم أن الكعبة والمدينة هدف استراتيجـــي لا يمكن بأي حال النكوص والتردد لتحقيقه واقعًا على الأرض ..
لذا نؤكد أن لدى إيران الفارسية منهجها وسياساتها الدقيقة في تحقيق أهدافها ، ولن تتوانى أن تتحالف مع إبليس نفسه لتحقيق أهدافها ، فلديها من الأوراق الكثيرة سواء المرتبطة بأمريكا وأوروبا أو إسرائيل أو الشيعة فى اليمن والقطيف والإحساء ونجران والبحرين والكويت والعراق ولبنان وسوريا وغيرها ، كل هذه البؤر موجودة وتعمل بدقة لتنفيذ الخطط المرسومة لها بحكم انتمائها العقائدي ، ولذلك فنجاح العاصفة في تحقيق أهدافها فى اليمن قد لا يحقق إنكسارًا كاملاً لإيران ، وكذلك لن يؤدي الى صمتها على هذه الهزيمــــة ، - بالإضافة الى ما ذكرناه من أعمال تخريبية فى اليمن - فإنها ستستمر في وضع الألغام لدول الخليج ، وستحارب السعودية في كل المناطق التي لها نفوذ عليها ، وستحارب أي مشاريع إنقاذية لشعب العراق أو للشعب السوري أو الشعب اللبناني ، مع تحريك أوراقها في الداخل السعودي هذا ما يجب التنبه له بدقّة ...
السؤال الذي يطرح نفسه تلقائيًا ، هل ستتغير استراتيجية الأطراف العالمية المتصارعة بعد النصر وفقًا لمبادئ المصالح الإقتصادية والعسكرية وتؤجّل صراعاتها العقائدية الى أجل غير مسمى ؟ وما هو الدور المنشود الذي ستقوم به دول الخليج مجتمعة لتحقيق مشروعها الإستقلالي فى المنطقة بعيدًا عن التدخلات الأمريكية ؟ أم أنها ستظل أسيرة لها وفقًا لعدم قدرتها على المواجهة ؟ وهل يمكن وقوع المواجهة الإقتصادية مع أمريكا وإملاء الشروط عليها لخدمة دول الخليج في تحقيق وتأمين مصالحها مقابل الإستمرار فى العلاقة معها ؟ أم أنها ستتخذ مواقف أكثر صرامة ؟ وهل أمريكا وبضغط من الكونجرس الأمريكي ستحسن سياستها مع الخليج باعتبار كونه حليفًا استراتيجيًا ؟ وهل ستتغير سياسة امريكا بعد ذهاب أوباما عن الرئاسة ؟ أم أن الأمر سيكون فيه التفاف وتحوير للصراع القادم بطرق وأساليب ملتوية ، وحرف عاصفة الحزم عن مسارها ؟ وهل سيبقى المشروع الفارسي الرومي في تدمير المشروع الإسلامي السني فى المنطقة ؟ خصوصًا بعد رؤيتنا التدخل السافر لروسيا في سوريا ومحاولة بعثرة أوراق امريكا فى المنطقة ، بالإضافة الى دخول الصين متحالفًا مع روسيا ، والأخيرة بالأساس هي مؤيدة لإيران وداعمة لها ثم الى متى سيستمر هذا التحالف ؟ أم أن الأحداث المتسارعة الآن تُسيّرها معتقداتهم الدينية وخططهم الإستراتيجية التي بُنيت عليها ؟ وهذا يعني من وجهة نظري القاصرة أن الأمور القادمة حتمًا لن تؤدي الى انهاء الحروب والصراعات ونشر السلام فى العالم كما يزعمون تخديرًا للمسلمين ، بل كل ذلك سيؤدي الى حدوث ما يمكننا تسميته افتراضًا ( زلازل التغيير فى المنطقة ) كل ذلك سنحاول التحدث عنه لاحقًا إن شاء الله في مقالات قادمة إن كان فى العمر بقية .