ما أن تعد جماعة الحوثي عدتها، من حشد مقاتلين، إلى تجميع أسلحة، إلى شراء ولاءات قبلية من أبناء المحافظة التي تنوي العدوان عليها، الى شراء ولاءات عسكرية عن طريق صالح، تقوم بشن عدوانها الغاشم على ابناء اليمن في مساكنهم على أرضهم، ولا نسمع أي جهة دولية أو محلية تنتقد أو تهاجم جماعة الحوثي، أو تحذرها من الاستمرار في عدوانها، ويستمر ذلك الصمت حتى تصبح تلك المحافظة تقبع تحت سيطرة النظام الكهنوتي ( نظام صالح والحوثي ) أو بالأصح ( الاستعمار الحوفاشي ) حسب وصف أحد الصحفيين على صفحته في فيس بوك !! .
لم نسمع أصوات تقول الحوثي نسف العملية الانتقالية .. ولم نسمع أصوات تقول الحوثي انتهك المبادرة الخليجية وخرج عن إطارها .. ولم نسمع أصوات تقول الحوثي انقلب على نتائج الحوار الوطني ويجب معاقبته والوقوف الى جانب الشعب اليمني لردع ذلك العدوان الغاشم الحاقد الذي يستهدفه ..؟؟.
ماذا لو كان حزب الإصلاح أو الاشتراكي أو الحراك الجنوبي السلمي أو شباب الثورة من يقوم بما يفعله الحوثي اليوم ؟؟؟ بلا شك لكان تدخلت أمريكا والسعودية وإيران مباشرة لمواجهة ذلك الطرف، لأن مطالبه شعبية وأمريكا وإيران والسعودية بالمرصاد لكل من يقف إلى جانب الشعب، ولديه مشروع شعبي .
ولكن عندما تلاقي مليشيا الحوثي مقاومة شعبية شرسة من أبناء المحافظة تتعالى الأصوات من الداخل والخارج، أحقنوا الدماء .. لا للعنف .. أحذروا الحرب الطائفية .. وهكذا يساوون الضحية بالجلاد، وسرعان ما تتدخل أطراف محلية لإيقاف الحرب وإخراج مليشيا الحوثي من مأزقها .
وهذا ما نلاحظه منذ أول عدوان لمليشيات الحوثي على الشعب اليمني واجتياح صعدة، ولنا عبرة في دماج كيف أن تلك المليشيات عجزت عن اجتياحها واجتثاث مدرسة قرآن، وكيف وقفت عاجزة لأشهر أمام صمود طلاب تلك المدرسة الذين خذلتهم الدولة والشعب والأحزاب .
عجزت تلك الجماعة المسلحة بأحدث الأسلحة في دخول دماج على الرغم من وقوف وزارة الدفاع اليمنية إلى جانبها ودول خارجية إقليمية ودولية، ولم يأتي بعد تلك الهزيمة لمليشيات الحوثي غير دخول دماج بسلام، بعد وساطة رئاسية ووثيقة مصالحة أنهت التوتر بإخراج الطلاب من مدرستهم ومساكنهم وتهجيرهم من دماج، فانتصرت للمحتل وظلمت أهل الأرض وساكنيها .
وفي مقاومة عمران لغزو تلك الجماعة لأشهر تكرر مشهد الصلح بعد الهزيمة عشرات المرات، فما أن تتكبد جماعة الحوثي هزائم ساحقة، حتى تفر الى الصلح والسلم بالاستعانة بأطراف محلية تساندها، أو بالوساطة الرئاسية لتحفظ ماء وجهها، ولتستعيد ترتيب صفوفها، ولشراء ولاءات ولإعداد خطة جديدة .. وبعد استعدادها الكامل تنكث الصلح وتغدر بأهل الأرض .
اليوم وبعد وقوعها في مأزق دخول مدينة اب وتكبدها خسائر فادحة في أرواح عصاباتها وعتادها، وبعد أن ألحقها رجال القبائل هزائم ساحقة، هرعت الى الصلح والسلم، وسرعان ما وقعت على اتفاق وثيقة الصلح الذي من بنوده خروج كافة العناصر الحوثية المسلحة من مدينة اب، ولكنها بعد التوقيع بساعات وقبل التنفيذ لا زالت تحشد مقاتليها من ذمار وغيرها، وقد تمكن رجال القبائل في يريم من احراق عدة أطقم تابعة لتلك المليشيات كانت في طريقها من ذمار إلى اب مدد للعناصر المسلحة المتواجدة في مدينة اب التي كان الاتفاق ينص على خروجها ..!! .
يا له من تناقض عجيب !!! كيف توقع تلك المليشيات على اتفاق وثيقة الصلح وتقبل بكافة شروطها، وتقول أنها مستعدة لتنفيذ شروط الوثيقة، وهي في نفس الوقت تقوم بحشد مقاتليها وإرسالهم الى اب لدعم ومساندة من نصّت وثيقة الصلح على خروجهم ؟؟؟ .
لا شيء نخشاه بعد الاتفاق والمصالحة مع من لا عهد لهم أن تكون هناك نيّة مبيته منهم على الغدر بأهل اب، يجب الحذر من تلك المليشيات الغادرة التي اعتادت على الغدر والخديعة، ولنا عبرة من المحافظات الأخرى كيف أن تلك المليشيات تغدر بعد كل عهد صلح توقع عليه، وتخون المواثيق، وتتخذ من الصلح وسيلة للإيقاع بأهل الأرض، ولتفكيك صفوفهم والنيل منهم .
وهكذا تستمر مليشيا الحوثي في غدرها بالشعب اليمني عندما تواجه مقاومة شعبية سرعان ما تهرع الى المصالحة لتستأنف الحرب وتعد لها بطريقة أخرى .. وهذا ما عرفناه عن تلك المليشيات المحتلة في عدوانها على أكثر من محافظة :
- هجوم - هزيمة - مصالحة - انقضاض غادر
- هجوم - هزيمة - مصالحة - انقضاض غادر
- هجوم - هزيمة - مصالحة - انقضاض غادر .... وهكذا تستمر في غدرها .