ما يجري حولنا يثير فيك حالة من الذهول الحقيقي ،نحن نغرق في كل شيئ من الخلافات السياسية الى المجاري

ومن الديون الى الرؤساء

ها أنا أغادر كم بلد عربي غارق بتعدد الرؤساء وغارق بالمشاكل

مصر العروبة وصاحبة التأثير الأكبر في الساحة تغرقنا بالخلافات والدماء والرؤساء ،لديها الآن أربعة رؤساء أحياء يرزقون ! ولا يحكمون !

الرئيس المخلوع مبارك والرئيس المبعد محمد طنطاوي والرئيس المعزول محمد مرسي والرئيس الموقت عدلي محمود منصور !

ولكن الأهم هناك رؤساء الأمر الواقع من رئيس القوات المسلحة الى رئيس الأركان الى رئيس المخابرات والى رئيس جبهة المعارضة ثم رئيس جماعة الإخوان ثم رئيس الجماعة السلفية وهناك رئيس تمرد الشباب والاهم هناك رؤساء الأحياء المتنفذين بإحيائهم أهم من الحكومة !

** ولأن لبنان محطتي التي لا أفارقها فانا متعود على تعدد الرؤساء ...لدينا أربعة بعين العدو من رئيس الجمهورية الى رئيس البرلمان ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس الحكومة المكلف !

والاهم في لبنان بلد التعدد العجيب الرؤساء الذين يحكمون ولا يظهرون !

رئيس حزب الله حسن نصرالله ورئيس اللقاء الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس القوات سمير جعجع ورئيس التيار الوطني ميشيل عون ورئيس الكتائب امين الجميل

** أما إذا ذهبت الى العراق حيث كان صدام هو الرئيس الوحيد والشخص الوحيد فلا يجب ان تسال من الرئيس الآن لأن الرؤساء على عدد الأحزاب والعشائر والأقاليم من برزاني الى طلباني الى المالكي الى الجعفري الى الهاشمي الى الصدر

** وتونس حيث كانت مضرب المثل بالرئيس الواحد جاء بوعزيزي واحرق نفسه واحرق معها الرئيس الواحد وصارت تنام وتصحو على ثلاث رؤساء للجمهورية وللحكومة وللنواب

ولكن يبقى الرئيس المتخفي بجلباب الشيخ اي الغنوشي هو اللاعب الأول !

** في الجزائر حسم الجيش الأمر وإلغاء أي زعامات إلا للعسكر والباقي لهم الجبال والسجون !

** وفي ليبيا حيث كان القذافي وحيد زمانه وفاكهة رؤساء القمة صار كل فرد يحمل البندق الان قذافي صغير ! ورئيس نفسه !

** في الخليج لا تسأل أبدا فالأمر لا يزال يحتاج الى تدخل الهي !

** ويبقى اليمن بفرادته حيث تعددت الرئاسات وتلاشت !

من رئيس حالي ورئيس سابق ورؤساء متحكمين ! بقبائلهم ومالهم ودعم جيرانهم !

وضحكت وأنا أرى صراخ سائق خارج مطار صنعاء يوجه الركاب ويصدر أوامره وقبل ان تسأل يقولون لك هذا رئيس الفرزة ،وأهلا بالرؤساء من محطة التاكسي الى قسم لشرطة !

وعندما رن هاتفي وأنا أتطلع الى المسلحين الصغار يتصرفون كرؤساء من أبناء مشائخ الثورة والثورة المضادة !

- جاء صوت قديم يقول لي

- هل تتذكرني ؟ أنا زميل دراستك بالمدرسة ابن الاصابي كنت رئيس الفصل !

وصحت به فرحا

- كيف أنساك أنت الرئيس الوحيد الذي اعرفه عن قرب !!

وضحك صاحبي ضحكته الشهيرة وقال كعادته

- شا تسبر يا عز بس تشتي صبر

وأردف

- أريدك بخدمة هل تعرف رئيس قسم القلب بالمستشفى ؟

- ورديت عليه

ثاني برضه رئيس برضه بهذا البلد ؟؟ يا صاحبي أنا اعرف وجع القلب وبس ! أما رئيس قسم لا ! وخلينا مع رئيس الفصل اخرج

- ضحك ثانية وكرر جملته التي أحبها

- شا تسبر يا صاحبي شا تسبر... نصبر بس !!

- وها نحن صابرين !!!!!!!