آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

مصلحة شئون القلاقل والضمير الوطني
بقلم/ فاروق مقبل الكمالي
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 9 أيام
الخميس 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 06:48 م

تخيلوا وطنا ليس فيه مصلحة لشئون القلاقل عفوا " القبائل " وفيه بدلا عن ذلك مصلحة تعنى بشئون طلاب العلم والعاطلين عن العمل مؤقتا هل كان من الممكن أن نسمع أن مواطنا يمنيا أختطف مهندسا يابانيا للضغط على الحكومة اليمنية أو أن قبيلة يمنية اختطفت ناقلة غاز أو مجموعة تسلحت وأخذت تتقطع في البلاد للعباد ؟

أو إن قبيلة تهدد بقطع الحياة عن سكان البلاد لأن غريم شيخها قاضيا بين يديه يتساوى الحاكم والمحكوم ؟

لست ضد القبائل لكني بالتأكيد ضد القلاقل التي تثيرها مجاميع قبلية أحالت الوطن بعد قرابة خمسين عاما من الثورة إلى ما يشبه الكنتوانات الملغمة والقابلة للانفجار في أية لحظة .

السعي إلى المدنية هدف كل ثورة تقوم بها الشعوب وشعبنا اليمني قام بالثورة وأوجد مصلحة لشئون القبائل متناقضا مع مصلحته الحقيقية فهذه المصلحة التي لم يقف لها على كشف حساب منذ قيام الثورة وحتى اليوم مع دنوا العدد 50 في رصيد عمر الثورة لم نسمع لها عن مدرسة واحدة يمكن من خلالها أن نفهم أو ندرك ماذا تعني مصلحة القبائل لم نقف لها على مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم أو عيادة طبية لبيع حبات البرمول ومسكنات الصداع .

فما هي مصلحة القبائل في مصلحة شئونهم الافتراضية ذات الوجود الاسمي للهم عدا فيما يتعلق بشوالات الفلوس التي تستهلكها هذه المصلحة فيما هو ليس بضمان اجتماعي للفقراء والمعدمين وليس بالاستثمار في طالب علم أو عاطل مؤهل يمكن أن يستفيد منهم الوطن والقبائل وتنقطع بعلومهم ومعارفهم أعمال القلاقل والفتن في هذا الوطن الذي يثير ما يجري فيه كل يوم ملايين علامات الاستفهام والاستغراب والتعجب .

تخيلوا أن لافتته قماشية كبيرة تخاطبكم " الوحدة اليمنية إملاء الضمير الوطني " نعم هي كذلك لكن فتشوا معي عن الضمير الوطني في الكتاب المدرسي فتشوا معي عن الضمير الوطني في الخطاب الإعلامي الرسمي فتشوا معي عن الضمير الوطني في الخطاب الإعلامي الحزبي ,فتشوا معي عن الضمير الوطني في ما كل كلمة يقولها سلطان البركاني في المؤتمر الشعبي العام الحاكم , فتشوا معي عن الضمير الوطني في كل كلمة يقولها حميد الأحمر في اللقاء المشترك المعارض , فتشوا معي عن الضمير الوطني في إصدارات وتصرفات البنك المركزي اليمني , فتشوا معي عن الضمير الوطني في تشريعات وقوانين مجلس النواب اليمني فتشوا معي عن الضمير الوطني في إجراءات وتصرفات الحكومة اليمنية فتشوا معي بعدد أيام وسنوات الثورة اليمنية المباركة عن الضمير الوطني في كل تصرفات منظمات المجتمع المدني , فتشوا معي عن الضمير الوطني في وجود مصلحة شئون القبائل والقلاقل .

وليخبرني أحدكم كيف ستكون الوحدة اليمنية إملاء ضمير غائب مغيب فاقد ومفقود ؟

الوطن ليس علبة سردين ,ولا خطبة جمعة ,ولا قصيدة للشيخ محمد أحمد منصور كواحد من المستفيدين من شئون القبائل .

والضمير الوطني ليس أحد ضمائر اللغة المستترة والظاهرة ولكنه ثورة حضارية وثقافية ومعرفية جذرية نحتاج إلى أن نرضعها كل طفل يولد فينا ,كل طالب نرسله إلى المدرسة نحتاج أن نضمنها كل خطبة جمعة نتلوها على المنصتين طلبا لرحمة الله , وكل ندوة عن زواج صغيرات السن ,الضمير الوطني محتاج إلى نبنيه مع كل طوبه نبني بها مقر لمجلس النواب أو بالأصح مقر لمن لا عمل لهم ,الضمير الوطني محتاج لأن نضمنه كل عملة نقدية أو ورقية يقرر البنك المركزي طباعتها في غفلة من الزمن , وكل مناقصة مشروع كهربائي لن نجد نوره دون مماحكات فارغة ,وكل مقالة أو خبر أو تقرير صحفي نعده للناس ليقرئوه .

الضمير الوطني ليس بيانا سياسيا يتنصل بموجبه حزبا ما عن مسئوليته ويحمل الآخرين تبعات أفعالهم في الوقت الذي تلحق تلك الأفعال وتلك الأقوال الضرر بالوطن .

تخيلوا معي وجود مصلحة لشئون طلاب العلم والمؤهلين العاطلين عن العمل مؤقتا هل كان من الممكن أن نسمع أن مئات الطلاب غادروا مقاعدهم الجماعية ومدارسهم الثانوية والأساسية وتسللوا حدود الجيران بحثا عن فرصة عمل وعن لقمة عيش ؟

هل كان من الممكن أن نكون اليوم بحاجة إلى قروض ومشاريع سمسرة وكذب على الذقون تنادي بتعليم الفتاة بوقف تسرب الطلاب من التعليم بمنع الأطفال من العمالة ؟

هل كان من الممكن أن يقع مئات الطلاب المنتظمين ومئات الشباب العاطلين ضحايا أفكار التطرف والإرهاب؟

هل كان من الممكن أن تجد طلب علم في بلاد الله بدلا من الذهاب إلى الجامعة يضلون أكثر أيام الشهر والسنة الدراسية يجرون في مطاردة مستحقاتهم المالية لدى شيوخ الملحقيات الثقافية في سفارات بلادنا؟

لكن وطالما أننا نمتلك مصلحة لشئون القبائل ميزانيتها السنوية تفوق ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 4مليار ريال فشاهدوا وتابعوا كيف تقف القبيلة فوق القانون وكيف يحضر المشائخ في كل أوجعنا أوجاع هذا الوطن بدرجات غبائهم الذي ليس له حدود , شاهدوا كيف يقف قطاع الطرق فوق القانون وكيف يتحدون وجود الدولة وكيف ينسفون كل ما قامت من أجله الثورة .