آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

الحوثيون ومظاهرات
بقلم/ طلال أحمد باديان
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 12 يوماً
الإثنين 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 05:20 م

البراءة من المشركين هو شعار ألزم الخميني حجاج بيت اللّه الحرام برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين من خلال ترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية و سياسية.

ففي عامي1407 ـ 1409هـ تحولت مظاهرات البراءة من المشركين التي قامت بها عناصر من الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع حزب الله الحجاز، وحزب الله الكويتي، إلى معارك دامية، أسفرت عن قتل وجرح المئات من الحجاج.

حتى أصبحت بدعة البراءة من المشركين شعار حجاج الشيعة، وشعار الحوثيين الذي يظهرونه في الإعلام بين الفينة والأخرى، وقد يصل هذا الشعار إلى أنه منسكٌ من مناسك الحج وواجبٌ من واجباته، ولا يقصدون بذلك البراءة من أمريكا وإسرائيل؛ إنما هي البراءة من أهل السنة ومن أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة والتابعين، وهذا القصد معروف في اعتقاد أولئك القوم ، ففلسطين فتحها عمر ولن يحررها من يتخذ من لعن عمر عقيدة.

لكنَّ الذي لفت انتباهي هو تزامن الهجوم على المناطق الحدودية للأراضي السعودية من قبل العناصر الحوثية، مع ما أعقبه من تصريحات محمود أحمدي نجاد - الرئيس الإيراني - في كلمته التي ألقاها أمام المجلس الأعلى للحج ، وكذلك تصريحات (آية الله) السيد علي خامنئي لدى استقباله القائمين على الحج لهذا العام وكان مما قاله: (في الظروف التي يظهر فيها الاستكبار العالمي حقده على المسلمين بأشكال مختلفة وحتى بأساليب عنيفة وقاسية فإن البراءة‌ من المشركين وإعلان المسلمين موقفهم تجاه هذا السلوك يعد إحدى المسائل المهمة في مراسم الحج)، وما صرَّح به الشيخ محمدي ري شهري عن أمله في إقامة مراسم البراءة من المشركين هذا العام في صحراء عرفات بصورة أفضل من السنوات الماضية, وما تمَ تناقله من ضبط السفينة التي كانت تقل أسلحة إيرانية ومدربين إيرانيين مرسلين إلى مناطق القتال، ودعماً للحوثيين، ناهيك عن تصريحات علي لاريجاني الأخيرة أمام البرلمان ، ومن قبله تحذيرات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي والتي تحمل إشارات واضحة بأن وراء الأكمة ما وراءها.

بعد كل ماسبق من التحذيرات والتصريحات الصادرة من رموز كبار في الثورة الإيرانية ، وتزامنها مع الحرب الدائرة على الحوثيين باتجاه الحدود بين اليمن والسعودية، فهل سنشهد في حج هذا العام مظاهرات مسلحة أكثر دموية؟، وهل سيتحمل تنظيم الشباب المؤمن - الحوثيون - العِبء الأكبر في هذه المراسم؟.

أعتقد أن الحوثيين قد تعجلوا في اقحام أنفسهم في هذه المناوشات الحدودية وخوضهم معارك مع الجيش السعودي في جبل الدخان ومناطق متفرقة أخرى، فهم كما رصدت وكالات الأنباء عن وجود تعزيزات حوثية مستمرة قادمة باتجاه الأراضي السعودية، وذلك في الوقت الذي حمي فيه وطيس المعارك في محوري الملاحيظ، وحرف سفيان بعمران، وفي صعدة عموماً، فكل ما أستطيع قوله أن هذا التوقيت ليس محض مصادفة؛ بل قد يكون ثمة أمراً ما دُبرَ له بليل، وقد يكون هدفه إشغال المملكة عن دورها في توفير المناخ الآمن والراحة التامة لضيوف الرحمن والذين يحجون البيت الحرام هذه الأيام المباركة، ومن ثمَّ تحويل الحج إلى سرادقات عزاء شيعية، بالألوان الإيرانية السوداء الملطخة بالدماء، وبالتالي تعاطف الرأي العام مع مرجعيات قم والنجف، وكذلك مع الحوثيين في حربهم القائمة، وهذا ما ستثبته الأيام القادمة.

وأخيراً: سواءاً حدثت هذه المظاهرات والمراسم في حج 1430هـ أو لم تحدث، وسواءاً رفع الحوثيون شعارات الموت لأمريكا ولإسرائيل أو لم يرفع، فإن الأمر أصبح واضحاً جليّاً، لم تعد هذه الشعارات والمظاهرات تنطلي على هذه الأمة المباركة ، فقد وعت من دروس التاريخ ما فيه الكفاية، فلم يعد يخفى عليها شعارات عبدالله بن سبأ اليهودي، ولاشعارات أبي عبد الله الشِّيعي -مؤسس الدولة الفاطمية بمصر -ولا شعارات حمدان بن الأشعث القرمطي، ولا شعارات حركة أمل، وحزب الله اللبناني، ولا شعارات حزب الدعوة، ومليشيات بدر العراقية، فلا داعي للشعارات البرّاقة التي طالما خدعت وضللت جماهير أمتنا ، ولا الحديث عن الاطفائي المخلِّص الذي يطالب به السيد نصر الله في خطابه الأخير، فنحن بحاجة إلى من يخلِّصنا من الحرائق التي أشعلتموها في يمننا الحبيب ،بحجة ولاية الفقيه،والبراءة من المشركين .