3 اكتشافات تمت بفضل الذكاء الاصطناعي في 2024 الجيش الروسي يعلن عن السيطرة والتقدم وهجوم صاروخي عنيف يستهدف خاركيف مكافأة فورية ومغرية من الاتحاد الكويتي للاعبين بعد هزيمة الإمارات الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب
إن حكاما يستمدون شرعية استمراريتهم في السلطة من رضا العدو عليهم واستمرار تحالفهم مع إسرائيل سرا وعلنا ليس مستغربا تخاذلهم ، وبالتالي فإن مواقفهم كرست لدى الأجيال المتلاحقة ثقافة الاستسلام العربي لتناسي القضية الفلسطينية والتنازل بها لصالح العدو بدم بارد ولا خجل.
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه **** ولا خير في وجه إذا قل ماؤه ( الإمام الشافعي)
ولو لم يكن هذا صحيحا ؟ فما لذي يمنع حكام مصر من فتح معبر رفح ؟ إنه بكل أسف التنسيق المتقن مع العدو الصهيوني والأمريكي ضد إخواننا.
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة **** على المرء من وقع الحسام المهند ( طرفة بن العبد)
نود التوضيح والجزم بأن الفلسطينيين ليسو بحاجة إلى جيوش عربية تقاتل معهم لاسترداد أرضهم السليبة، هم بحاجة فقط إلى أن لا يتحالف العرب مع الصهاينة ضدهم، وأن يسمحوا لهم بالمقاومة للمحتل بطريقتهم وأن لا يكونوا أوصياء عليهم. وبما أن العرب تخلوا عن القضية الفلسطينية من كونها قضية عربية أيضا فليتركوا للفلسطينيين أن يتبعوا الخيارات المناسبة.
الفلسطينيون اليوم والآن تحديدا هم بحاجة إلى أن لا نمنع عنهم ما يحتاجونه من وسائل العيش الكريم، أي أن نسمح بدخول احتياجاتهم إليهم ومن ذلك الاحتياجات المدنية ووسائل الدفاع الضرورية، وبالتالي سيتحقق في جنوب فلسطين ما يمكن تسميته : ( حماس الله ) كما هو في لبنان: ( حزب الله ) وبالتالي سيتحقـق للفلسطينيين شيئا من قوة الردع وتوازن القوة وإمكانية التهديد على قدر من الجدية والتحدي.
ولو تحقق للفلسطينيين ذلك لتغيرت المعادلة السياسية بينهم وبين العدو من حيث خيارات السلام أو الحرب ، خيارات السلام في انتزاع أفضل الشروط في المفاوضات لصالح أصحاب الحق وهم الفلسطينيون ، أو خيارات الحرب في تحرير أرضهم المحتلة عبر المقاومة الجهادية.
العرب حكاما ومحكومين غير مطالبين بالجهاد مع الفلسطينيين إطلاقا ، فقط المطلوب منهم رفع الحصار عن الفلسطينيين من الحدود معهم وأن يمدوهم بالمال ويعينوهم على التزود بكافة احتياجاتهم المدنية والعسكرية ، ولن تستطع إسرائيل بعدئذ الصمود بوجه الفدائيين والمقاتلين الفلسطينيين شهرا واحدا .
إن الخطاب المصري الرسمي يكيف مواقفه المخزية ويدافع عنها بكل وقاحة ويستهبل الجمهور العربي والفلسطيني باعتبار أن ما يعتقده في سياسته الخرقاء هو الصواب وما يراه غيره هو الخطأ ، وأنهم أصحاب السياسية وغيرهم لا يفقه شيئا.
إن الخطاب المصري الرسمي أورث العرب الذل والمهانة والتبعية والتخلف ، فقد ورثنا من النظام المصري كل أشكال التخلف بدءا من طابور الصباح المدرسي والانتفاخ الكاذب للذات وضرب الأطفال في المدارس والغش في الامتحانات والدروس الخصوصية والبيروقراطية الفاسدة والمنحطة والرشوة والسلطة المستبدة والدولة البرتمونيالية المسخرة لخدمة الفرد.
لقد كانت مصر عبد الناصر على ضعفها وصراعها للمعسكر الغربي بسبب تأميم قناة السويس ودعم حركات التحرر ودعم القضية الفلسطينية كانت تشكل رقما صعبا في السياسية الإقليمية والمعادلة الدولية في حركة عدم الانحياز ( ناصر+تيتو + نهرو) ولا مناص.
إن من يحاصر الفلسطينيين اليوم هم العرب الرسميين المتعاهدين مع الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين : مصر تحاصر غزة من رفح وهي حدود فلسطينية – مصرية خالصة، والأردن تحاصر الضفة من الشرق وهي حدود أردنية- فلسطينية، إن العدو الإسرائيلي يحاصر الفلسطينيين ويدمرهم ويمطرهم بالصواريخ وهذا موقفه الطبيعي لأن وجوده مرهون بزوال الهوية السياسية والعربية – الإسلامية والمسيحية لفلسطين.
إن حكومة مصر تزود إسرائيل بالغاز وبأسعار رخيصة ولا تزود جيرانها الفلسطينيين بأي شكل من أشكال الطاقة، مصر الرسمية تحفظ للعدو أمنه وتصون معاهداتها معه ، لكنها تتنصل عن أي واجب أخوي عربي إسلامي مع الفلسطينيين ، إن أكبر هزيمة للعرب هو استعلاء الاستبداد على الأمة بحكام لا ينتمون إلى أوطانهم ولكنهم ينتمون إلى أعدائنا.
الحكام متواطئون علنا وليس سرا ، ويكفي إغلاق معبر رفح من حكام مصر ، وعدم قدرة العرب مجتمعين بما في ذلك الجامعة العربية على كسر الحصار منذ عامين كما فعل الأوربيون عبر البحر . إن السفينة العربية الوحيدة التي حاولت كسر الحصار هي السفينة الليبية، ولم نسمع عن أي سفن عربية أخرى حاولت أن تعتصم بشكل جماعي أمام سواحل غزة لكسر الحصار ، إن اعتصام ثلاثين سفينة عربية أمام سواحل غزة تستطيع أن تشكل ضغطا حقيقيا على إسرائيل وحلفائها وعلى حشد الرأي العام الدولي الضاغط لرفع الحصار وكسره عربيا بعد أن تنصلت اسرئيل عن التزاماتها كمحتل للأراضي الفلسطينية.
كما أن الشعوب متخاذلة لأنها تريد من الحكام أن يقوموا بواجبهم لأنهم أصحاب القرار ، لكنهم نسو أن سكوتهم عن حكامهم المتآمرين هو السبب المباشر في إبقاء الحصار على الفلسطينيين.
إن شعبا يقبل حاكما يمارس الحصار على الفلسطينيين ويمد العدو الإسرائيلي بالغاز ويمنعه عن أهلنا في غزة الغارقة في الظلام والمحرومة من أبسط المواد الضرورية والطبية، إن شعبا يقبل حاكما يمد يديه إلى يد العدو الملطخة بالدماء ويصافحه ويعانقه ويتبادل معه التهاني ويغدق عليه بالهدايا التي بيعت مؤخرا لصالح حكومة اليهود بالمزاد العلني لا يقبل التعاون مع الفلسطينيين ويضعهم موضع المتهم.
إن شعبا يقبل حكاما أكبر ما يبذلونه هو نصيحة الضحية بالاستسلام ولا يلقون اللوم على العدو في كل حال أو دعوته إلى وقف الاعتداء. إن شعوبا تقبل هؤلاء الحكام هي بالتأكيد شعوب متخاذلة وشريكة للحكام واليهود في حصار فلسطين غزة دون وعي منهم أو إدراك.
إن الفلسطينيين طعنوا من الظهر بخناجر عربية مسمومة وبأياد حاقدة وبنظم عربية مستبدة ، وبشعوب ضعيفة ومستضعفة غارقة في الذل والمهانة، ليس من الصعب تحرير فلسطين مهما بلغت قوة إسرائيل ودعمها من المعسكر الغربي ، فالصراع بين إسرائيل وحزب الله 2006 اثبت إمكانية الانتصار إذا ما توفر الدعم المادي لإخواننا الفلسطينيين وتمكينهم من شراء ما يحتاجونه مدنيا وعسكريا .
للتذكير فقط فإن العرب حكاما ومحكومين دفعوا بأفضل ما لديهم من الشباب المتدين والمستنير بالقتال في أفغانستان لأن أمريكا أرادت منهم ذلك ، بينما وقع الإسلام السياسي يومذاك في خدعة كبرى وهي أكذوبة الجهاد في أقصى الأرض وفلسطين منسية وهي على مرمى حجر ، وعندما أصبح الجهاد إرهابا فقد امتنع العرب عن تزويد الفلسطينيين بما يمكنهم من صنع سلاح بدائي يرعب اليهود ويسبب هجرة مضادة مرتفعة بالعودة إلى أوطانهم الأصلية، وصدق الله العظيم القائل:
{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَفَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }الأنفال12
{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَبِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ }آل عمران151
{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَيُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }الحشر2
فإما نصدق قول الله تعالى أو نصدق منتجي السياسة العربية والمصرية على وجه الخصوص.
إننا كشعوب عربية نشبه العجائز المستضعفة التي تبحث لها عن منقذ ونصير وفي أقصى تحركاتنا نخرج كمجاميع مصغرة للصراخ والزعيق ثم نعود وقد اعتقدنا أننا قمنا بالواجب الذي علينا، وفي كل الملمات نطالب الحكام العرب أن يفعلوا شيئا ، لأنهم - وهذا منطقي - يملكون المال والسلاح والجيوش والدبلوماسية ووسائل الإعلام ، وحكامنا العرب بدورهم يطلبون من المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة أن تضطلع بدورها ، والمؤسسات الدولية متواطئة مع إسرائيل وفي أفضل الحالات تساوي بين الضحية والجلاد ، والخطأ يعود على الشعوب التي تسكت عن الحكام المتواطئين الذين لايستجيبون لمطالب الأمة ولكن لمطالب العدو وحلفائه.
إن الحكام العرب يدعون إلى عقد اجتماع طارئ لقمة عربية وهذا أقصى ما بفعلونه، والحقيقة إنهم يتهربون كأفراد من مسؤولياتهم وواجباتهم باتخاذ مواقف فردية يخشون محاسبتهم عليها، لهذا فهم يهربون إلى قمة عربية لتمييع القضية ، فلم تستطع أي قمة عربية أن تتخذ قرارا ، وإذا اتخذت قرارا فلا يخلو من التواطؤ مع العدو مثل تبني وجهة نظر اليهودي ليبرمان تحت مسمى المبادرة العربية للسلام في قمة بيروت ومع ذلك لم تستطع أن تحصل مقابلا له حتى على فك الحصار أو التخفيف منه.
اليوم نحن بحاجة إلى أن يعلن كل حاكم عربي منفردا عن مساهمته في دعم الشعب الفلسطيني بعيدا عن الاجتماعات الطارئة أو الدعوة للمجتمع الدولي بفعل شيء ، نريد أن نسمع من كل حاكم عربي أن يعلن عن مساهمته في دعم الفلسطينيين بالمال والغذاء والدعم الطبي والسلاح للدفاع المشروع عن أنفسهم. وبدون ذلك فإننا مستمرون بالتواطؤ مع العدو. وعلى الشعوب العربية أن تحاسب الحكام المتواطئين باستبدالهم بحكام شرفاء يملكون من النخوة والرجولة ما يجعلهم أهلا لشرف قيادة الأمة والذود عنها.