رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح
لأكثر من ساعة ونصف ظلت الفضائية اليمنية تلوك خبر الاعتداء الإرهابي على مدرسة 7 يوليو الثلاثاء الماضي 18/3 والذي أدى إلى سقوط قتيلين وحوالي 18 جريحة من طالبات المدرسة.
لا شك أن ما حدث يعد جريمة إرهابية قذرة بكل المقاييس، إذ أن استهداف أناس أبرياء لا ذنب لهم لتصفية حسابات خاصة هو استخفاف دنيء وحقير بأرواح الناس يُنبئ عن انحطاط أخلاقي مروع وغياب للأعراف والقيم والضمائر.
لكن الغريب في الأمر والذي لم نعهده من الإعلام الرسمي من قبل هو إفراد كل تلك المساحة من التغطية الإعلامية في الفضائية اليمنية للحادث إلى درجة أثارت معها الشكوك حول الموضوع برمته!
ما هو معروف عن الإعلام الرسمي اليمني أنه يتكتم على كل شيء بل وينفي الوقائع برغم حدوثها ويصور للناس أن أوضاع البلاد آمنة ومستقرة وأن المعارضة هي من تحاول تشويه تلك الصورة الجميلة بنشر أخبار وتقارير تُسيء لسمعة البلاد حد زعمهم.
*الحادثة بين رؤيتين
المصدر المسؤول بوزارة الداخلية قال بأن مدرسة الـ7 من يوليو للبنات كانت هي المستهدفة بالهجوم بثلاث مقذوفات متفجرة تم إطلاقها عن بعد من قبل عناصر متطرفة، وأكد المصدر عدم التهاون عن مطاردة هؤلاء الإرهابيين المجرمين، ولم ينس المصدر المسؤول أن يُشير إلى أن المدرسة التي وقع فيها الحادث تقع بالقرب من سفارة الولايات المتحدة. كما أن صحيفة الثورة التي نشرت الخبر كررت عبارات الإرهابي والإرهابيين والإرهابية تسع مرات في نفس الخبر، أما كلمة الثورة فذهبت تتحدث عن الإرهاب والتطرف والتشدد والغلو، والظلاميين الذين ظلوا سبيلهم في الحياة والذين سيطرت عليهم مفاهيم الجاهلية، وتحدثت عن العقول المنحرفة والمريضة والمتطرفة التي تكفر بكل فكر لا يؤمن بفكرها الشاذ.
وكما تلاحظون فإن الخطاب الرسمي حاول توجيه الحادثة باتجاه محدد سلفاً على الرغم من أن هوية المنفذين لهذه الجريمة البشعة وملابسات وقوعها لم تتضح بعد، لكن مسارعة الإعلام الرسمي لتبني وجه نظر معينة حول إرهابيين متطرفين ومتشددين وأصحاب فكر ظلامي شاذ إلى آخر القائمة يُنبئ عن وجود توجه مسبق لتشكيل صورة الحادثة على هذا النحو خدمة لأهداف ُوضِعت مسبقاً.
وفي اتجاه آخر ذهبت الصحف المستقلة لنقل تلك الحادثة وخلفياتها بصورة مغايرة تماماً لما قام به الإعلام الرسمي، فقد أشارت تلك الصحف إلى وقوع خلافات في وقت سابق بين الأهالي من جهة ومديرة المدرسة من جهة أخرى، وأن المديرة كانت قد تعرضت قبل مدة قصيرة لضرب مبرح من مجهولين أدى إلى نقلها إلى إحدى المستشفيات حيث ما زالت ترقد هناك.
وقد كشفت إحدى الصحف (أخبار اليوم) أن أحد المنفذين لتلك العملية الإرهابية ضابط أمن له علاقة بحادث الاعتداء على مديرة المدرسة، هذا وقد لوحظ تكثيف الحراسة الأمنية على المدرسة قبل الحادث.
وتكاد تُجمع التقارير على أن حادثة الهجوم على المدرسة إنما جاءت على خلفية خلافات حادة بين بعض أولياء أمور الطالبات وإدارة المدرسة وبالتحديد مع مديرة المدرسة.
*تساؤلات
لا ندري لماذا لم يحدد المصدر المسؤول بوزارة الداخلية طبيعة ونوع المقذوفات المستخدمة في الهجوم على المدرسة فقد ترك الأمر مبهماً حينما اكتفى بالقول إن المدرسة اُستُهدفت بالهجوم بثلاث مقذوفات متفجرة تم إطلاقها عن بعد، ولم يحدد ما إذا كانت تلك المقذوفات هي من نوع R.B.G أم أنها قنابل يدوية؟!
الأمر الآخر الملفت في الهجوم هو أنه تم وسط حراسة أمنية مشددة وانتشار عدد من الجنود حول المدرسة نتيجة الخلافات سابقة الذكر بين مديرة المدرسة وأولياء أمور بعض الطالبات، فكيف استطاع المهاجمون إلقاء ثلاثة مقذوفات متفجرة ثم لاذوا بالفرار دون أن يعترضهم أحد أو يتمكن من معرفة صورهم وأشكالهم ووسيلة النقل التي استخدموها للهروب؟! وحتى اللحظة لم يخبرنا المصدر المسؤول كم كان عدد أولئك المهاجمين وأين كانت الحراسة الأمنية وقت وقوع الحادث؟ ثم كيف يتمكن المهاجمون من الهرب وسط منطقة مكتظة برجال الأمن والمخبرين الذين يعملون على مدار الساعة لحماية السفارة الأمريكية القريبة من المدرسة؟!
وفوق ذلك كله ما هي المصلحة التي ابتغاها أولئك المهاجمون من وراء إلقاء ثلاث مقذوفات متفجرة في ساحة مدرسة؟ لقد علمنا أن خلافات أولياء أمور بعض الطالبات مع مديرة المدرسة قد أدت إلى تعرض هذه الأخيرة لضرب مبرح نقلت على إثره إلى المستشفى، وبمعنى آخر فإن هناك من أخذ حقه بيده من المديرة ولم يكن مضطر لإلقاء قنبلة أو غيرها في ساحة المدرسة، فلماذا يذهب البعض لعمل ذلك، وما هي مصلحته المرجوة من وراء ذلك الفعل المشين؟!
والحقيقة أن اليمنيين بطبعهم لا يلجئون إلى مثل هذه الأساليب مهما كانت خلافاتهم، فما بالكم إذا كانت تلك الخلافات مع امرأة!! ثم ما هو الدافع لوسائل الإعلام الرسمية لتتحدث بذلك الشكل الساذج والمفضوح وبكل ذلك التوسع حول هذه العملية بالذات؟! لماذا لم تتحدث وسائل الإعلام الرسمية وبنفس ذلك التفصيل عن العملية الإرهابية التي جرت في أبين واستهدفت مقر الرئاسة ومركز شرطة مديرية خنفر؟ مع العلم أن عمليتي صنعاء وأبين كانت متزامنتين، وكلاهما عمليتين إرهابيتين أسفرتا عن سقوط ضحايا أبرياء.
ما هو سر تضخيم حادثة صنعاء والتكتم على عملية أبين التي استهدفت النظام بشكل مباشر؟! هذا الانتقاء في العرض والتحليل من قبل أجهزة السلطة يضع القضية برمتها في دائرة الشك والريبة.
ويُلح هنا تساؤل ربما يكون أكثر أهمية من السابق وهو: لماذا جاءت هذه العملية الإرهابية في صنعاء بعد ظهور عدد من قادة القاعدة الهاربين من سجن الأمن السياسي بصنعاء أمثال جبر البناء وقاسم الريمي؟! وهل كانت مصادفة بحتة أن وقعت تلك الجريمة بجوار السفارة الأمريكية؟!
*الإرهاب في خدمة من؟
بصرف النظر عن طبيعة هذه الجريمة البشعة وما إذا كانت نتيجة طبيعية لخلافات أولياء أمور الطالبات مع مديرة المدرسة أو شيئاً غير ذلك فقد تم استغلالها رسمياً بشكل سيء ومقزز، وبطريقة ساذجة وغبية تعكس عن عقليات متخلفة وبليدة تسيء للنظام الحاكم أكثر من غيره.
ـ قد يقال بأن علمية صنعاء جاءت لصرف أنظار الناس واهتمامهم بذلك اللغط الدائر اليوم حول مقولة الرئيس (في الحديدة) بشأن الشرب من ماء البحر الأحمر والعربي، لكن كان بالإمكان معالجة ذلك الخطأ الذي وقع فيه الرئيس بطريقة أفضل لا تسيء إلى النظام ولا تتسبب بحدوث ضحايا وعنف وإرهاب.
ـ وقد يقال بأن هناك محاولة استباقية لقطع الطريق على أحزاب المشترك وعرقلة فعالياتها الجماهيرية الاحتجاجية التي تنوي إقامتها بالعاصمة وذلك من خلال خلق ظروف أمنية غير ملائمة تمنع إقامة أية فعاليات من هذا النوع، لكن ذلك ليس مبرراً لإسالة الدماء وإرهاب طالبات بريئات لا ذنب لهن إلا أنهم يدرسن في مدرسة تجاور السفارة الأمريكية، وعوضاً عن أن يكون ذلك مدعاة لمزيد من الأمن لمدرستهن إذ بالأمر ينقلب تهديد مباشر لسلامتهن.
ـ وقد يقال بأن هناك تهيئة وإعداد للساحة اليمنية وتسخينها ضمن ملف الإرهاب في محاولة لإعادة تشكيل الرأي العام وحشده ضد أحزاب معينة بقصد الربط بينهما وبين الإرهاب كما في انتخابات 2006م وذلك استعداداً لانتخابات 2009 القادمة، بيد أن هذا الأمر لا يستحق كل هذا العنف والإجرام, وكان يمكن التعامل مع هذا الأمر عبر إعادة فتح قنوات الحوار مع تلك الأحزاب بدلاً من الترتيب من الآن لحشرها في زاوية الإرهاب, وهي محاولات غالباً ما تفشل وتؤدي إلى نتائج عكسية.
ـ وقد يقال بأن اختيار مكان تلك العملية الإجرامية كان له دلالة واضحة تكمن في تحذير السفارة الأمريكية من خطر الإرهاب القريب منها والذي بإمكانه أن يطالها في أي وقت ما لم تضع يديها بأي السلطة، لكن الأمريكيين خبروا تماماً ملف الإرهاب في اليمن وباتوا ويعلمون جيدا ًتفاصيل ذلك الملف ومن هو الممسك بأوراقه الذي بإمكانه فتحه أو غلقه متى شاء ومتى ما اقتضت الضرورة.
* مدير تحرير صحيفة العاصمة
adelameen@maktoob.com