مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
بما أني جنوبي عشت هناك، وأعرف مشاعر أهلي، فثم حقائق يجب التذكير بها: أولاها أن الناس في الجنوب فرحوا بالوحدة ربما أكثر بكثير من الشمال هذا حق، ثانيها: أن الناس كانوا يكرهون الحزب الاشتراكي أثناء حكمه مثل أو قريباً مما يكرهون النظام في الشمال الآن هذا حقيقة أخرى، الحقيقة الثالثة: أن الناس لم تعد تحب الاشتراكي ولكنها تكره الوحدة، وأن الاشتراكيين المغضوب عليهم سابقاً من قبل الشعب ركبوا موجة الكره للنظام الحالي وأرادوا استغلال مطالب الشعب لتحقيق مآربهم هذا حقيقة، والحقيقة الرابعة: أن الناس في الجنوب والكثير من قادة التجمعات الاحتجاجية ليسوا اشتراكيين ولا يطالبون بالاشتراكية لكن مع غياب البرنامج السياسي المحدد قد يخطف الاشتراكيون نضالاتهم ويجيرونها لصالحهم كونهم أصحاب تجربة في الحكم، الحقيقة الخامسة: أن الوقت لم يفت للإصلاح وأن الإصلاح الحقيقي سيسحب البساط من تحت أقدام دعاة الانفصال والاشتراكيين، الحقيقة السادسة: أن النضال والاحتجاجات السلمية قد تتحول في زمن ما قد لا يطول إلى احتجاجات مسلحة وحرب عصابات تنهك الجيش والاقتصاد والبلاد، وقديما قال الشاعر محذرا بني أمية عما يعتمل في نفوس الشعب لكثرة مظالمهم:
أرى خلل الرماد وميض نار ** ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يطفئها عقلاء قوم ** يكون وقودها جثث وهام
فإن النار بالعودين تذكو ** وإن الحرب أولها كلام
الحقيقة السابعة: أن العالم الخارجي المتفرج حالياً ربما يرجح في وقت ما ركوب موجة الجنوبيين وبالتالي تنقلب المعادلة على السلطة في الشمال وتصبح القضية الجنوبية قضية دولية وتخرج عن دائرة السيطرة وبالتالي المماطلة في حلها ليس من مصلحة الشرطة .
الحقيقة الثامنة: أن الإصلاحات السطحية والإغراءات المالية وشراء الذمم ربما تحل مشاكل شخصيات معينة لكنها لن تحل مشكلة الشعب مع الوحدة أو بالأحرى مع السلطة في صنعاء .
وبناء على تلك الحقائق السابقة وغيرها يجب على الرئيس بكونه المسؤول عن الشعب والقائم المفترض على مصالحه أن يرعى هذا الشعب، ويقدم مصلحته على مصالحه الخاصة ومصالح حاشيته، وإذا كان حريصاً على الحكم فالحكم بالعدل أبقى من الحكم بالظلم، وأن يحكم الرئيس شعباً يحبه خير له من أن يحكم شعبا يبغضه، وكاقتراحات لإصلاح الحكم والمحافظة على الوحدة أقترح أن يتم تعيين نائب للرئيس من الشخصيات الوطنية الجنوبية ويكون ذا صلاحيات معتبرة، وأن يشترك مع الرئيس في اتخاذ القرارات المصيرية بعد مرورها على القنوات المعهودة، وأن يتم اعتماد معيار التمثيل النصفي في البرلمان والحكومة والمناصب الدبلوماسية على اعتبار أن الجنوب دولة شكلت مع الشمال دولة واحدة، وإلغاء التعامل مع الجنوب وفق النسب السكانية، أن يتم تخصيص نسب من الثروة لأصحاب البلد أنفسهم كثلث البترول الخارج من حضرموت لحضرموت، وثلث الغاز الخارج من مأرب لأهل مأرب، أن يتم انتخاب المحافظين من أهل البلد أنفسهم، أن يتم عزل الجيش عن المدن، ولجمه عن التدخل في الشؤون المدنية، أن يتم تعيين الشرطة من أهل البلد أنفسهم، أن يكون هناك نسب عادلة للدخول في المؤسسة العسكرية، أن يتم التعامل بصرامة مع قضايا الفساد وأن يطاح بكل رأس فاسد مهما كان منصبه، أن يتم العمل على استقلال القضاء وتعيين الكفاءات في هذا السلك الهام .
هذه بعض المطالب والتي يمكن من خلالها تطبيق الوحدة الحقيقية، والتي يمكن كذلك سحب البساط من خلالها عن كل دعاة الانفصال والعودة إلى ما قبل عام 91م، هذا طبعا إذا أردت يا سيادة الرئيس أن تحافظ على الوحدة، وليس على مغانم ومكاسب حرب 94م، ولا أنسى أن أذكر للذكرى قصة من التاريخ لأخذ العبرة والعظة مما حدث لمروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية عندما رأى الأمور تمور من حوله جلس يوماً وقد أحيط به، وعلى رأسه خادم له، فقال له: ألا ترى ما نحن فيه، لهفي على يدٍ ما ذكرت، ونعمة ما شكرت، ودولة ما نصرت، فقال له يا أمير المؤمنين: من ترك القليل حتى يكثر، والصغير حتى يكبر، والخفي حتى يظهر، وأخر فعل اليوم لغد حل به أكثر من هذا، فقال: لهذا القول أشد علي من فقد الخلافة .