إسرائيل تنقل المعركة الضفة .. دبابات تدخل حيز المواجهات للإجهاز على السلطة
سوريا تعلن افتتاح بئر غاز جديد بطاقة 130 ألف متر مكعب
بعد الإمتناع عن اخراجهم ..رسالة إسرائيلية جديدة بشأن الإفراج عن 620 أسيرا فلسطينيا وهذه شروطها التي لا تصدق
الجيش السوداني يعلن السيطرة على المدخل الشرقي لجسر سوبا وفك الحصار جزئيا عن الخرطوم
مجلس الأمن يعتمد مشروع قرار أمريكي لإنهاء الحرب بأوكرانيا
النفط يقفز بشكل مفاجئ وسط مخاوف الإمدادات بعد عقوبات أميركية جديدة على إيران
حالة هرمونية نادرة تجعل رجلاً أربعينياً يبدو شاباً إلى الأبد
عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني
استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة
حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها
وها أنا أجد نفسي في حضرة راحلٌ جديد, مضطراً للكتابة عن صحفي قدير وصديق ودود وعزيز كمحمد سماحة, وعجزت في الكتابة عنه لولا سببين: الرغبة في جلد نفسي للتطهر من آثام وذنوب تقصيري معه فترة مرضه, وطلب الزميل راجح بادي بالكتابة عنه في الصحوة المدرسة الأولى لي وسماحة وشحرة وإخوة كثيرين.
وجدت نفسي مشتتاً لا أدري من أين أبدأ؟ هل بجلد نفسي وآخرين قصرنا معه حتى في واجب الزيارة والتواصل التلفوني, رغم إستمراره هو في الإتصال بي والسؤال عني عبر أقارب وأصدقاء يلتقيهم؟, وليس فقط تقصيرنا بدعمه مالياً أثناء محنة مرضية كلفته الكثير, فبسبب ظروفنا السيئة كان مبررنا هنا يبدو موضوعياً نوعاً ما.
إذاً, هل أكتب عن أول يوم عرفت فيه سماحة حينما قدمت إليهم بإدارة تحرير العاصمة ولازلت طالباً جامعياً مفوضاً عن طلاب الإصلاح لتحرير صفحة متخصصة بالشباب والطلاب؟,
فحينها وجدته صامتاً منزوياً في ركن قصي تبرز عليه ملامح التواضع والبساطة ويصر على أن لا يشعرك بأنه رجل مهم في المكان الذي تزوره كشأن كثيرين يخدعهم بريق الأضواء والشهرة وانتفاخ المناصب, فقط كان يظهر عليه الإنهماك في عمله كسكرتير للتحرير, وعرفت لاحقاً بطريقة غير مباشرة أن ذاك البسيط المتواضع هو محمد مسعد سماحة الصحفي الذي قرأت له كثيراً في الصحوة والنور والإصلاح.
قد أكتب عن سماحة ذو الجسد العليل والملامح التي أثرت عليها الجرعات الكيماوية وتغييرات طالته جراء عملية زراعة النخاع, فصدمت برؤيته وبدا لي غير الذي عرفت لأكثر من 10 سنوات, بمجرد ان فتح الباب حينما تمكنت من زيارته بسكنه بالقاهرة عقب إجراء عمليته الخطيرة قبل عام من الآن, رغم اني كنت في طريقي إلى بلد آخر غير مصر.
وهو ذاته الذي عجزت عن زيارته بصنعاء على بعد 20كيلومتر منذ عودته من رحلته العلاجية؟, وبسهولة أقتنعت بمبرر إنتقاله من سكنه السابق في حي الأصبحي بعد أن باع أشقائه المنزل الكبير وشراء آخر صغير وفي جنوب صنعاء لتغطية تكاليف علاجه, وهي حالة وفاء منهم سيجدون أجرهم عليها عند من لا يضيع أجر أحدا.
هل يا ترى سأتناول محمد سماحة الذي خلف ورائه 10 من الأبناء أكبرهم بالكاد أنتهى من الثانوية العامة وتركهم أمانة في عنقنا جميعاً كأصدقاء وإخوة وزملاء ونقابتي الصحفيين والمعلمين والتجمع اليمني للإصلاح؟ ولن أقول كحكومة لأنها لم تف لغالبية مواطنيها بما عليها من واجبات.
تشتت أفكاري أكثر عما سأكتب في رحيل سماحة, فتقافز إلى ذهني حجم ديون تراكمت خلال أكثر من عامين من العلاج داخل الوطن وفي مصر والسعودية والأردن التي أبلغني بها العزيز عباس عبدالرحمن ويتوجب قضاءها بأسرع وقت حتى يجد راحته بين يدي الخالق عزوجل.
أثق ان فقيدنا الراحل سماحة ليس بحاجة للبكاء منا, وإظهار الحزن عليه ودبج مقالات الرثاء وإبراز محاسنه ومواقفه وجهوده في إطار الإصلاح وقبلها الحركة الإسلامية وأداؤه في السلك التربوي وتشبثه بمهنة الصحافة وإلتزامه الجاد بقيمها وأخلاقياتها وإنفتاحه على الآخرين وحرصه و..و...وإلخ.
فقط, هو بحاجة أولاً لنتعظ ونعتبر, بأن دنيانا هذه لاتستحق منا إهتماماً إلا ماكلفنا الله به في خلافته فيها, فحينما طُلب مني إعداد بيان نعي بإسم نقابة الصحفيين, وجدت نفسي مضطراً للقول لشريكي بالمقيل: ها أنا أكتب بيان نعي لأخ وصديق عزيز علي, ويعلم الله من سيكتب بيان النعي الخاص بي؟.
ثانياً: يتوجب علينا الوفاء لسماحة من خلال الرعاية والاهتمام بأبنائه الذين لم يفقدوا فقط الأب الحاني والمربي القدير والمسلم المتسامح والصبور الذي ظل يعاني ويكابد المرض بصمت وإيمان بقضاء الله وقدره, فهم فقدوا أيضاً عائلهم الوحيد, وقبل ذلك يتوجب الإهتمام بقضاء ديونه.
ويقتضي الوفاء لسماحة ان يكون تقصيرنا معه درساً لي وللجميع, فلا نهمل مرضانا ونتوارى عنهم بسبب عجزنا عن مساعدتهم مالياً, فهم بحاجة حتى للإتصال والإطمئنان والزيارة كواجب شرعي فرضه الله علينا للمريض المسلم, فمابالنا لوكان هذا المسلم صديق ودود وأخ حميم وزميل مهنة؟.
فليرحمك الله يا سماحة, ورحمة الله تغشاكما صديقي شحرة ونجيب وتظلل جميع الأحباب الراحلين والمسلمين كافة ونسأله ان يرحمنا ويغفر لنا تقصيرنا معهم.