مؤتمر حضرموت الجامع يعبر عن موقفه تجاه مجلس تكتل الأحزاب إسرائيل مسحت 29 بلدة لبنانية من الخريطة شاهد.. القسام تفجر عبوة ناسفة بـ4 جنود ودبابة إسرائيلية في جباليا تصريح أموريم عن جماهير مانشستر يونايتد يثير تفاعلاً.. هذا ما جاء فيه بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي العالم على مشارف الحرب العالمية الثالثة.. الرئيس الأوكراني يستغيث بأوروبا ويعلن وصول 11 ألف جندي كوري شمالي إلى كورسك الروسية الاعلام الحوثي الرسمي ينقلب على التهدئة ويوجه اتهامات جارحة للسعودية بسبب رفضها الزواج.. عصابة من 5 اشخاص يقومون بتصفية شابة من تعز بإبرة مسمومة في عنقها العليمي أمام امام المنتدى العالمي يكشف عن خسائر مهولة للاقتصاد الوطني بسبب حرب الحوثيين تصل إلى إلى 657 مليار دولار اذا استمرت الحرب
"هاهي ذي رؤياي، أقصصها على صاحبي وأعدائي، فيفسرونها بالموت، فهل كانت الحياة في يوم من الأيام لنا؟!!
إذ أرى نفسي عجوزا في إهاب غض، أجرجر الخُطى في صحراء قاحلة، مترامية الأطراف، تتشقق تحت قدمي العاثرتين فتتناثر خطواتي في غير اتجاه، لا السماء سماء ولا الشمس المحترقة... شمس كالشمس.. والريح التي لا تحرك شيئاً.. ساكنة ليس منها إلا الرائحة الخانقة.."
أركض في الصحراء الموحشة ولا أركض، اصرخ:" يا أبتي... من يتحمل وزر الآخر.. هل أتحمله عنك وأنا متشطر، محني القامة؟ أم تتحمل عني وزري، وأنت بعجزي محني الجبهة."
فكأني لا أصرخ...
عبثاً أتسمع صوتي، وصداه يبلعه الصمت، أنتزع قدمي، أتعثر في ركضي، متلاحقة أنفاسي، لا أشعر أني أركض، لا أشعر أني أسمع، هذا الكابوس يثقل قلبي المطفأ كعين أطفأها الموت... هل أطفأني الموت...؟
"لست سوى لحظة تائهة أغفلها تاريخ الملوك والسراة ضيعها الآباء والأجداد، فاستعصت على الاندثار، وتاهت في فضاء لا يحد، تشهد احتضار السلالات فهل تشهد يوماً... مصرعها؟!!"
أجثو.. تومض في أعمالي ومضة، تعبرني كشهاب مشتعل، أسأل نفسي وماذا يتبقى بعدُ، ماذا يتبقى بعد..؟
أتلفت حولي، لا شيء يتحرك غيري حتى ظلي اضمحل في شقوق الصحراء الفاغرة كجراح الشهداء في حروب داحس والغبراء..
أرفع رأسي، أجد السماء، معتمة والشمس المحترقة كرغيف لم ترحمه النار، توشك ان تنفرج عن نافذة كثقب الإبرة، تدخل منه ألف قافلة يحدو حاديها بأناشيد تشبه صوت النسيان..
هل هذا ركبٌ يقصدني، أم عرضٌ أول لفلم بالأبيض والأسود، ماتت كل عناصره حتى الألوان.
هل يعقل أن يحدث هذا، يا هذا الكرب؟
تقترب قافلة مني تنطق حرفاً، قافلة أخرى، ثالثة حتى الخمسين تنطق حرفاً حرفاً... لا أفهم إلا أن الصوت غدا كأنين الناي.. يقول: " لم يتبقى شيء.." "لم يتبقى شيء..".
-حتى اللحظة التائهة... مهما أتعبها الدوران فلها قرار...
أتنسم عرق أبي يعبق في الأرجاء.. يأخذني حنيني لأبي في الأحضان... أتهادى في قلب أبي، يغمرني التحنان...
ألمح من ثقب الإبرة، غيمة جاءت تتهادى، قلتُ أبوح بسري لهذي الغيمة.ـ أنا لا أدري، هل كان قدري أن انطق وقت الصمت وأصمت وقت النطق: إني أيتها الغيمة أستفتح باباً إن أوصد دوني أوجعني القلب، وإن يُفتح لي يتشظى القلب.. فماذا أفعل.. هل أقرع هذا الباب... أم...
همست في أذني الغيمة همساً كوشوشة المطر في ربيع لن يأتي قط:" فات الأوان أيهذا التائه، سابقت نفسك ومضى ما كان، فعلى جبينك مكتوب هذا.. أفلا صلبت رغائبك على جبين أبيك؟
-كلا.. فجبين أبي منحيّ بالصمت ، لم ينبس وقت النطق، لأن سيفه من خشب منخور.. ليتني لم أرث هذا السيف يا أبتي.
وأمد يدي، أتشبث بالغيمة، استنهض نفسي، فتتناثر بين يدي، شعراً أبيض، هل رأسي هي هذه الغيمة اشتعلت بالشيب، أم شابت الغيمة من سري؟!
ما أسرع ما عجلتُ بثقب الابرة فضاق وتلاشى قدامي وأنا أرقبه، حتى الصرخة لم أصرخ كان الأمر قد أمن به حتى ألجمني الصمت..
أركض ولا أركض:" هذا التيه، من يصنعه في أحلامك يا سابق عمره... يا من تستفتح أبواب الأوجاع بيديك ورجليك، ثم تبكي لمرأى جبهة محنية، أو ذكرى جبهة كانت محنية..".
إني أتصلب في هذه اللحظة، تتشقق الصحراء من تحتي، تصبح فِرْقاً فِرْقاً، يتسع الطودُ، يفتح شدقيه كالبحر في زمن موسى، يبتلعنَي فأهوي.. أهوي.. أهوي .. ربما كنت عصا موسى.. وربما كنت مجرد لحظة تائهة، شهدت مصرعها.. في صحراء كالبحر..".
"حين يوقظني إرهاقي.. وإجهادي.. أكون ما زلت أهوي حتى الآن...".
هذي رؤياي أقصصها على صحبي وأعدائي فيفسرونها بالموت.. فهل تملك أنت تفسيراً آخر يا هذا المحجوب يا مستوراً بألف ستار، كسر من أسرار الكون، أجهله ولا يجهلني هل تملك تفسيراً غير الموت.
إن كان ولا بد الموت، فأنا أتقبله، لإني لا أرهبه، لكني أتألم على صحبي وأعدائي، من ذا يحبهم كما أحبهم إن غيبني الموت، من يحب كمن أحبُ.. إن غيبني الموت في عالمه الأجمل.