كورونا.. دبلوماسية تويتر !!
بقلم/ خالد السودي
نشر منذ: 3 سنوات و 10 أشهر و 26 يوماً
الجمعة 29 يناير-كانون الثاني 2021 07:56 م
  

"كل نفس ذائقة الموت "

"و ماكان لنفس أن تموت الا بإذن الله "

"و الله خلقكم ثم يتوافكم "

صدق الله العظيم ..

الكثير من الناس لم تظهر عليهم اي أعراض 

و صديقي مصاب مخالط لعائلته ولم يصب غيره ...و زوجة اصيبت وشفيت ولم يصب زوجها بأي اذى .. 

أصدقاء كانوا في منتهى الحرص لكنهم تعرضوا للاصابة اللعينة .. ونجو منها ..

عائلات بكاملها تعرضوا للاصابة ونجوا .. و آخرين جاء أجلهم ممن يعانون من امراض مزمنه من كبار السن .. و آخرين اقتربوا من الثمانيين وتعاملوا مع المرض انه " قدر " محتوم وتعاملوا بتحد ورباطة جأش وكان الانتصار حليفهم حاملين راية الشجاعة ومرددين :

" من لم يمت بالسيف مات بغيره ..

      تعددت الاسباب والموت واحدُ "

 و هناك من عاش في تحدٍ كبير مع انعدام الخوف متحركين شرقاً و غرباً في فترات الخوف و الحظر وفي أحلك اوقات المرض و في ذروة الرعب الذي سيطر على العالم .. انا واحد من هؤلاء لم اشعر مطلقا أن العالم تغير الا من خلال عيون البعض و تحركاتهم وملامح الخوف على محياهم ..

نترك لله سبحانه وتعالى مسألة الحياة والموت ..

باتت هذه الجائحة حديث الشوارع والصحف والاعلام والمقاهي حتى اللحظة ..

وانتشرت الشائعات هنا وهناك عن مؤمرات وحرب بيلوجية بين الولايات المتحده والصين .. وحرب اقتصاديه بين كبريات شركات الادوية حول العالم .

الكورونا مرض عابر للقارات .. يؤثر ويتأثر بحالة البشر النفسيه تماما كالسفر بالطائرة اذ يعد افضل وسيلة سفر وأكثرها أمانا لكن هناك فوبيا من البعض فيما يموت في حوادث السيارات والقطارات اضعاف مضاعفه .. 

ومعدلات الوفاة السنوية من امراض اخرى اكثر من الكورونا .. ناهيك عن الحروب والصراعات التي تعصف بمنطقتنا وهي الكورونا الحقيقية التي لايسلط عليها الضوء .. وتبقى في المنطقة المظلمة و حروب منسية لان هذه ارداة " المخرج " الذي يصنع السلاح و يسيطر على الاعلام .

و مع اللقاحات تستمر حرب الاموال فدول بقضها و قضيضها متحمسة للقاحات القادمه من الصين و روسيا و اخرى تتجه غرباً مع اللقاحات الامريكية والأوربية .. انها حرب المصالح والاموال التي تحكم هذا العالم المتوحش ..

و يبقى الاعلام هو حجر الزاويه والمحرك الرئيس اذ تدور رحى الاخبار يميناً ويساراً وتتمحور حول هذا الفيروس اللعين وتحولاته الدراماتيكية التي يوجهها الاعلام العالمي ومن ورائه قوى مالية خفية همها مصالحها التجارية وحسب .

و ثمة حقيقة تنبأ لها استاذ الاعلام والرياضه الدكتور حسين العواضي وزير الاعلام اليمني السابق قبل اكثر من عقدين من الزمن اذ قال " انتهت النظرية الاشتراكية- الماركسية وشاخت النظرية الرأسمالية وربيبتها العولمة وباتت النظرية الاعلامية هي من تحكم العالم " .

إن تطور الاعلام بهذه الصورة المذهلة نشر الخوف والهلع وكما الكورونا تماما تظهر وتبرز سلالتها المتتالية كان للاعلام سلالاته المتسارعة من الاعلام التقليدي الى منصات التواصل الاجتماعي حتى ال G5 .. وتكنولوجيا الاتصالات والتواصل التي تتطور بسرعة الصوت ولا يظهر منها في العالم الثالث المتراجع غير النزر القليل ..

و سيبقى الاعلام بتطوراته المذهلة هو من يوجه بوصلة العالم بل ويحرك السياسة والاقتصاد يحسم و يبعد و يقرب .. فالرئيس ترامب تحول من طاووس مختال الى حمل وديع بعد توقيف تويتر وفيس بوك لحساباته .. ومن تلك المنصات باتت الدول و الحكومات تبني جل المواقف وترسم معظم السياسات الخارجيه والداخلية .. حتى وصلنا الى مايمكن تسميته " دبلوماسية تويتر " ودبلوماسية الاعلام .

وتظل الجائحة تشنف آذاننا ضاربة أطنابها في عمق الانسانية طالما لم تتحقق مصالح صانعي اللقاحات .. و سيحكم الاعلام الغربي قبضته اكثر فاكثر اذا لم نتحصن بالمزيد من الشجاعة والمعرفة .