علي ناصر: ادعو صالح التنحي سلمياً عن السلطة
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 24 يوماً
الإثنين 11 إبريل-نيسان 2011 08:25 م

* في البداية صف لنا المشهد اليمني منذ انطلاقة الدعوة لإقصاء الرئيس اليمني علي صالح حتي الآن؟

الأوضاع في اليمن اليوم وصلت لنقطة اللاعودة بين النظام وعنفه من جهة، وبين ثورة الشباب والشعب بأكمله من جهة ثانية، ومنذ انطلاق ثورة الشباب السلمية المطالبة بالتغيير وتنحي الرئيس صالح عن الحكم ازدادت رقعة الجماهير المنضمة إلي ساحات التغيير ليس في العاصمة صنعاء فحسب بل في كل المدن والمحافظات اليمنية، وقد سبق هذه المظاهرات السلمية الحراك السلمي الشعبي في المحافظات الجنوبية الذي انطلق قبل أكثر من أربع سنوات نتيجة التهميش والإقصاء المتعمد من السلطة ناهيك عن الاستيلاء علي أراضيهم ومنازلهم وتسريح الآلاف من المدنيين والعسكريين وغير ذلك من الممارسات كالاعتقالات والملاحقات وحصار المدن والقري في المحافظات الجنوبية، وبالرغم من أعمال العنف والقتل العشوائي والبلطجة التي مارسها النظام لإسكات صوت المعارضين والمعتصمين، لم يتوقف زحف الجماهير إلي ساحات التغيير ولم يتوان كل مواطن شريف بالدفاع عن حقه المشروع ومطالبة الرئيس صالح بالتنحي والرحيل، بل ان هذا العنف غير المبرر الذي مارسه النظام ضد مواطنين عزل جعل العديد من أركان النظام تتخلي وتنشق عنه وعن الحزب الحاكم كذلك أعضاء السلك الدبلوماسي، بل وامتد الانشقاق إلي انحياز القوات المسلحة بصورة لم يكن يتوقعها النظام مما عمق من أزمته وجعل خياراته بالمناورة محدودة.

وليس أمام الرئيس صالح في ظل هذه الثورة الشعبية العارمة إلا الانصياع لإرادة الشعب والتنحي وتسليم السلطة سلمياً بدون مكابرة حقناً لدماء شعبنا الأبي.

* لماذا لم يتدخل الغرب حتي الآن بالرغم من تدخله في ليبيا بقوات التحالف؟

للغرب مصالحه في المنطقة العربية، وهي تختلف من بلد إلي آخر بحسب موقعه وحجمه الأقليمي، ولقد لزم الغرب في بداية الأزمة - الصمت المشوب بالحذر إزاء الأوضاع الحالية في اليمن نتيجة الدعاية الإعلامية للرئيس صالح بأن البديل له هو الفوضي والانقسام وانتشار إرهاب القاعدة، علي الرغم من ان وجوده في السلطة هو ما أوصل اليمن إلي ما هي عليه اليوم من ترد وأزمات سياسية واقتصادية، والقاعدة تعيش في رعاية هذا النظام كما هو معروف ونحن متأكدين أن أي تغييرات ستحدث في اليمن ستؤدي إلي تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة ولن يكون للقاعدة ملاذ آمن فيها، ولقد بدأ الغرب الآن يتفهم الموقف في اليمن وبدأت دعوات الاستجابة لمطالب الشعب تصدر من المسئولين الغربيين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

* هل هذا يعني أن للغرب مصالح في اليمن.. ما هي؟

بالتأكيد هنالك مصالح غربية في اليمن وأهمها موقعه الجغرافي الاستراتيجي والمهم جدا علي مدخل البحر الاحمر واطلاله علي المحيط الهندي والقرن الإفريقي، بالإضافة إلي قربه من منابع النفط في المنطقة، وثروات اليمن من النفط التي لا تزال غير مستغلة بشكل كامل، كل هذا يجعل من اليمن بلداً ذا اهمية استراتيجية اقتصادية وعسكرية بالنسبة للغرب. وهو الذي احتفظ بعدن لأكثر من 129 عاماً لأهميتها الاستراتيجية.

* كيف تري ازدواجية المعايير لدي الغرب؟

ازداوجية المعايير الغربية أصبحت أمراً معروفاً لا يخفي علي أحد، والغرب بشكل عام (وأمريكا بشكل خاص) تحدد مواقفها بناء علي مصالحها الاستراتيجية الطويلة الأمد.

* لماذا يرفض الرئيس صالح التنحي إلي الآن؟

المنصب الرئاسي هو أعلي سلطة في البلاد، وفي اليمن يقرر الرئيس كل شيء من أصغر الأمور إلي أكبرها فالمنصب سلطة، والسلطة عموما مفسدة كبري، فكيف عندما تكون هذه السلطة مطلقة كما هو الحال مع الرئيس صالح؟.. أن هذا المنصب موقع مسئولية وشرف وهو أمانة سلمها الشعب للرئيس كي يحكم بالعدل ويساعد بلده علي الازدهار والتقدم وحل مشاكلها.. ومع الأسف انه جري تفصيل النظام علي الرئيس وأولاده وأقاربه، وعلي الرئيس أن يعرف أن ترك الكرسي ليس نهاية العالم والوطن يتسع للجميع، وأن الذي يريد خدمة بلاده وشعبه يستطيع أن يفعل ذلك في أي موقع أو من أي مكان.. وقد آن الآوان لكي يستجيب لثورة الشباب والشعب التي تطالبه بالرحيل والتنحي.

* ما موقفك من أحزاب اللقاء المشترك المعارض؟

ننظر إلي أحزاب اللقاء المشترك كقوة معارضة أساسية، وهي اليوم جزء من الحراك السياسي والاجتماعي السلمي الذي يشهده اليمن المطالب بالتغيير والإصلاح وتخلي الرئيس عن الحكم، وأحزاب اللقاء المشترك هي إحدي حقائق السياسة في اليمن، ونحن نتعامل معهم علي أساس تجسيدهم لطموحات وآمال وتطلعات الشعب اليمني بالتغيير والإصلاح بالاشتراك مع جميع القوي السياسية والاجتماعية في الوطن.

* كيف سيتعامل النظام مع الشعب في ظل حالة العصيان المدني؟

أن العصيان المدني هو نشاط شعبي متحضر يعتمد أساسا مبدأ اللاعنف، وأنشطته تقوم علي التحدي فلا تقيده قيود النظام أو قراراته، ولكنها أولاً وأخيراً نشاط سلمي لا يحمل فيه السلاح ولا توجد مواجهة مباشرة، واليوم فقد ترك الشباب والشعب سلاحهم وراءهم في بيوتهم وضحوا بأشياء كثيرة في سبيل هدف سام خرجوا لأجله، تلاحموا جميعاً، جميع أطياف الشعب، رجال ونساء وأطفال محطمين بشجاعة حاجز الخوف، وقد أثبتت ثورات التغيير في كل من مصر وتونس أن إرادة الشعوب وقواه الحية من شباب التغيير لا تقهر لأن إرادتهم من إرادة الله.

ولكن مع الأسف إن ما رأيناه حتي الآن من طريقة تعامل النظام مع ثورة الشعب ذات المطالب المحقة وارتكابه المجازر بشكل يومي بحق المدنيين المعتصمين العزل يقدم لنا الدليل الكافي لما سوف يقوم به في حال استمرت الثورة و لجأت إلي العصيان المدني.

* أذن كيف تري الحل في الأزمة اليمنية؟

إن الأزمة الحالية التي مر بها اليمن منذ سنوات قد أدت إلي ما يجري اليوم من انتفاضة شعبية وشبابية عارمة تملأ ساحات الوطن في كل مدنه وقراه و تطالب بسقوط النظام وتنحي الرئيس عن السلطة، وإنهاء نظامه، وأعتقد أنه بمجرد تنحي الرئيس عن الحكم ستبدأ مرحلة انتقالية تجري فيها انتخابات حرة نزيهة في عملية للتداول السلمي للسلطة، في علمية إعادة أعمار شاملة تشمل جميع أوجه الدولة وأصلاح ما أفسده النظام، دولة يسودها العدل القانون، والتوزيع العادل لثروة الوطن، وهذا ما نفتقده اليوم منذ عقود، وإن اليمن علي الرغم من ما سوف يخلفه النظام من تبعات، ما زال يمتلك الكم الكافي من الشباب المتحمس والمتعلم وأصحاب الخبرة السياسية والاقتصادية والوعي الاجتماعي الكافي لجعل اليمن دولة عصرية ومتقدمة.

* هل في حال استمرار الطرفين (المعارضة والنظام اليمني) علي مواقفهم سوف تتحول اليمن إلي ساحة لحرب أهلية؟

لا أحد يرغب بالانزلاق إلي حرب أهلية في اليمن فلقد جربنا الحروب في الشمال والجنوب وبين الشمال والجنوب قبل وبعد الوحدة وقد ألحقت أضرارا كبيرة وخطيرة في الأرواح والممتلكات وتعطيل عجلة التنمية والاستثمار والاستقرار في اليمن.. ومع الأسف هدد الرئيس بالفوضي والحرب الأهلية والصوملة في حال تركه السلطة.. وهذا بطبيعة الحال غير صحيح إطلاقاً.. أنها مجرد ذرائع يطلقها بكل مكان لكي لا يتنحي عن كرسيه.. أن ثورة الشباب والشعب في اليمن اليوم هي ثورة سلمية تضم كل فئات الشعب.. وعلي الرغم من أن الشعب اليمني أغلبه مسلح.. إلا أن المعتصمين وهم بالملايين كما أسلفت سابقاً نزلوا إلي الشارع دون سلاح وحتي عندما تعرضوا للضرب والقتل علي يد أجهزة أمن السلطة وبلطجيتها استمروا في اعتصاماتهم السلمية.. وفوتوا علي السلطة الذريعة لكي تحول ثورتهم السلمية إلي مربع العنف، والسلطة فشلت بذلك حتي الآن.. ونحن ندعو شباب الثورة وسائر الجماهير إلي التمسك بخيارهم السلمي ومواقفهم الصلبة بعدم الرد علي وحشية وعنف النظام إلا بالتظاهر السلمي حتي نجاح ثورة التغيير والإصلاح.. كما أننا نطالب السلطة بالكف عن استخدام العنف ضد المعتصمين وقتل الابرياء واستخدام البلطجية ورجال الأمن المتخفين بالزي المدني وعلي النظام أن يدرك أن هذه الثورة لن تتوقف حتي تحقق مطالبها ، ولن تنساق اليمن إلي حرب أهلية.

* لماذا انشق اللواء الأحمر شقيق الرئيس اليمني عنه وأصبح ضمن المعارضة؟

لم ينشق اللواء علي محسن الأحمر عن النظام، وإنما انحاز إلي ثورة الشعب والشباب، وهو ليس الوحيد وتزداد كل يوم رقعة المعارضين للنظام بل إن العديد من ألوية القوات المسلحة والأمن والوزراء وأعضاء بالبرلمان من المحسوبين علي الحزب الحاكم ودبلوماسيين ورجال الدين لجأ ومشايخ القبائل وغيرهم أعلنوا تأييدهم لثورة الشباب بمطالبها المحقة. ومع الأسف لجأ النظام إلي محاولة اغتيال للواء محسن الأحمر ومحاولة اقتحام الفرقة المدرعة التي تحولت إلي درع للدفاع عن الشعب والشباب في ساحات الاعتصامات، ونحن إذ نستنكر ونشجب مثل هذه العملية الإجرامية.

* ما هو موقف القاعدة ومدي قوتها في اليمن.. وهل هي ورقة للرئيس اليمني لإخافة امريكا والغرب؟

ليس للقاعدة قوة جماهيرية في اليمن، وما يشيعه النظام حول ذلك هو عملية تخويف وابتزاز للغرب و لواشنطن بالذات، بل إن الكثيرين في اليمن وخارجه يعرفون أن القاعدة ورقة يحركها النظام كلما أراد.. لكنها اليوم لم تعد مجدية، وأظن أن الادارة الامريكية قد اكتشفت بنفسها مدي ما يمارسه نظام صنعاء من خداع بشأن هذه المسألة وغيرها ودعوة واشنطن الأخيرة إلي الرئيس صالح بالاستجابة لمتطلبات الشعب والتنحي عن السلطة خير دليل علي ذلك.

* وماذا عن الحوثيين.. هل يستخدمهم صالح في تخويف دول الخليج؟

قضية الحوثيين أمر مختلف، فالحوثيون لديهم مطالب عادلة يتعلق بعضها بتنمية مناطهم المحرومة من التعليم والصحة وأبسط الخدمات وسواها من الحقوق المشروعة للمواطنين حيث عانت طويلا ولا تزال تعاني من الفقر والحرمان والإهمال الحكومي.. لكن السلطة لم تواجههم إلا بالحروب حيث شنت علي صعدة ست حروب حتي الآن، ولم تتوان سلطة الرئيس صالح في استخدام ورقة الحوثيين لإخافة دول الخليج عبر تصدير أزمتها إلي الجيران بدلا من حلها بالطرق السلمية كقضية وطنية محلية.

* كيف ترى الثورة المصرية؟

إن ثورة الشباب في مصر أعادت الروح للشعب المصري العظيم، وكذلك لثورة 23 يوليو التي كانت ملهمة لنضال الشعوب العربية في التحرر من الاستعمار والقواعد الاستعمارية وقد وقفت ثورة مصر حينها إلي جانب الشعوب العربية وفي المقدمة الشعب اليمني شمالاً وجنوباً حتي تحرر الجنوب من الاستعمار في 30 نوفمبر عام 1967م ونحن إذ نحيي ثورة الشباب في مصر ونتمني أن تحقق الثورة كامل أهدافها.

*نقلاً عن روز اليوسف المصرية