آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

التخلف العربي ووهم المؤامرات
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 15 سنة و 5 أيام
الخميس 18 فبراير-شباط 2010 09:13 م

يعتبر العالم العربي عالما غنيا بمقوماته الطبيعية لكنه متخلفا إلى حد بعيد في كل المجالات بالاستثناء , فلو فتشنا بعض المجالات لوجدنا إحصائيات ونسب مخزية ومفزعة جدا فلا تقدم في المجال التعليمي الذي هو أساس أي تقدم ولا في المجال الصناعي والتقني ولا في مجال البحوثات العلمية أو حتى العسكرية والتي ينفق لها المليارات من ميزانيات هذه الشعوب كما انه لا يوجد أي تقدم ملموس في كل الجوانب مقارنة بما هو حاصل في الغرب من تقدم ملموس في جميع الجوانب.

لكن يترى ما سر هذا التخلف وما أسبابه ؟ وهل هذا التخلف ناتج عن جمود العقل العربي وشيوع الاستبداد أم مرده إلى المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد العرب أسئلة تدور في أذهان الكثيرين وهنا قد تجد من يرجع أسباب هذا التخلف إلى نظرية المؤامرات وهذا باعتقادي الشخصي إما جاهل بحقائق الأمور وإما أداة من أدوات السلطات القمعية والأنظمة الفاسدة أو قد تكون له قناعة خاصة لها ما يبررها من الحيثيات والبراهين وآخر يرجعه إلى أنفسنا نحن العرب وهذا باعتقادي هو الصحيح .

إن هذا التخلف العربي ليس سببه المؤامرات الخارجية والتدخل الخارجي وإن كان هذا حاصل فعلا لكن بسببنا نحن العرب وما هذه النظرية الوهمية المسماة بالتآمر الخارجي إلا وهما زائفا وتبريرا شيطانيا تسوقه لنا الأنظمة الفاسدة والمستبدة ومن دار في فلكها من المتآمرين على نهب ثرواتنا وإفقارنا رغم ما نمتلك من كنوز جبارة في هذا الوطن العربي الكبير الذي حباه الله بكثير من الخيرات وجعله مهد الحضارات الإسلامية والإنسانية المشرقة.

فالخارج غير قادر على التحكم بحياتنا وبأمورنا إن لم نكن نحن القابلين لذلك , فنظرية المؤامرة نظرية سلطانية حزبية تريد إقناعنا بها الأنظمة المستبدة والأحزاب المنغلقة على نفسها والتي لا يروق لها أن تتقدم الشعوب لأن أي تقدم لشعوب المنطقة العربية سيكون على حساب مصالحها ومواقعها السياسية لذلك فالتخلف القائم في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية والعلمية وغيرها من المجالات لم يكن مرده المؤامرات الخارجية بقدر ما هو مرجعه جمود العقل العربي وخاصة جمود عقلية الأنظمة السياسية التي تربت على الطغيان وشر عنة الاستبداد

وتحت ذريعة هذا الوهم تم خنق الحريات وتضييق الخناق على الصحفيين وأصحاب الرأي الحر وتغييب الديمقراطية وتخلف التنمية بكل جوانبها وإضعاف المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا إلى ما هنالك وتدمير الاقتصاد كل ذلك بسبب وهم هذه النظرية

وإلا فالعرب لا تنقصهم الموارد ولا تنقصهم الطاقات ولا المواهب ولا الإمكانيات فكل ذلك متوفر لديهم وإنما ينقصهم من يطلق الطاقات للعمل ينقصهم من يحفز المواهب ويشجع الإبداع ينقصهم من يسخر الموارد لمن يريد أن يعمل ويبدع وينتج, ينقصهم من يعيد الطاقات المهاجرة من يعيد العلماء والخبراء والمفكرين والمخترعين من أوربا إلى أوطاننا ويطلق لها العنان للعمل والإبداع.

أن أي عقلية سياسية فتحت المجال للعقل أن يتحرك وينتقل من موقع الجمود والتقليد إلى موقع الاجتهاد والإبداع والابتكار ووفرت له الإمكانيات لا يمكن لها أن تتخلف ولا يمكن لها أن تتجرع الذل والانهزام.

إن جمود العقلية السياسية العربية وتخلفها وشيوع الاستبداد لهو السبب الحقيقي للتخلف والجمود بشكل عام وليس صحيحا أن التخلف العربي الراهن سببه المؤامرات الخارجية علينا

فإلى متى سيظل العرب تحت هذا الهاجس وتحت هذا الوهم الزائف .