ست جهات حكومية يمنية تبدا سلسلة إجتماعات مع صندوق النقد الدولي في عمّان ورشة توعوية بمأرب حول مشاكل الكهرباء والتحديات والحلول المقترحة ودور الدعاة والخطباء والسلطه المحلية بعد اتفاق غزة.. هل يصبح اليمن الساحة الأخيرة للصراع الإقليمي؟ مسؤولون يمنيون يشاركون في دورة تدريبية في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية بالتعاون مع الأمم المتحدة والسفارة اليمنية بالدوحة تظاهرة حاشدة للمعلمين في مدينة تعز تفاصيل توقيع ''تيليمن'' على اتفاقية مع شركة عالمية في دبي لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية الحوثيون في البيضاء سجل حافل بالإنتهاكات.. تقرير يوثق أكثر من 8 آلاف واقعة انتهاك فعاليات تنصيب ترامب رئيسًا لأمريكا تبدأ يوم الإثنين ماذا يعني انتشار شرطة غزة مع بدء موعد الاتفاق وكيف علق إسرائيليون؟ الوزير المتطرف ''بن غفير'' ووزراء حزبه يقدمون استقالتهم من حكومة نتنياهو
كل شيء هنا وهناك يعجُّ بضجيج السياسة، بدءاً بالرصيف الملتهب، وانتهاءاً بعالم افتراضي أصبح حقيقة تقاسمنا الوقت والاهتمام، وبين الرصيف الملتهب والعالم الافتراضي مساحات ممتدة من الأزمنة والأمكنة، يستوطنها البسطاء بحضورهم الباهت، واهتماماتهم المختنقة بالوجع، وآمالهم المرتجفة كالطفولة الخائفة.
من حولي عشرات الأقلام، تشاهدونها الآن، جَلَب لها أصحابها صداع السياسة بالمجّان، من شدّة الضجيج الذي يملأ كل الفراغات، تصادفنا مفردات السياسة كما تصادفنا مفردات التحية والمجاملة، والترحيب والتوديع، تقفز إلى مسامعنا، تنزلق من ألسنتنا، تخطر على هواجسنا، تتبطن ثيابنا ، وتجتزئ قسطاً من وسائدنا، نخلطها بعبارات التهاني، نمضغها مع القات، ونهضمها مع الفحسة وفول الجرة.. الربيع العربي، الثورة السلمية، الأنظمة الدكتاتورية، المظاهرات، الزحف، الحسم.. تصبحون على وطن، جمعتكم نظال، شهركم مبارك، وعيدكم طنطاوي.
بائعات السياسة صرن من صديقاتنا الأثيرات، ربما انشغلنا بمجالستهن عن مجالسة زوجاتنا وأبنائنا، نتناول قهوة الصباح مع العربية، ووجبة الغداء برفقة البي بي سي، ونقضي أوقات العمل بصحبة الحياة والشرق الأوسط والمصدر والأهالي، مقيلنا مع الجزيرة وأخواتها، وأسمارنا على صفحات الفيس بوك ونوافذ اليوتيوب، وربما جاءتنا كوابيس المنام على هيئة الفضائية اليمنية أو قناة سهيل.
صارت المهنة المحببة للجميع هي مهنة (المراسل) ، الجميع يمتهنا تطوعاً وبدون أي مقابل، الكل يقف في أي مكان، ويغطي كل حدث، لا يعجز أحد عن سرد تفاصيل أي واقعة، شهدها أم لم يشهدها، مراسل على متن حافلة ينقل الصورة من تعز، ومراسل يحلل زيارات الزياني وهو يحتسي كوب الشاي في المقهى المجاور، ومراسل تعينه نشوة القات على توقع مآلات الأحداث، مراسل يؤكّد، ومراسل ينفي، ومراسل يتكهّن، ومراسل ينهي تقريره على أعتاب غرفة النوم، وربما تجاوز الأعتاب.
ضجيج السياسة غزى البيوت، فأفقدها طمأنينتها، وملأ المدارس فشوّه وقارها، وغشي الأعمال فخفتت روعة إنجازها، وتسلل إلى المواعظ فلوّث طهرها. كأنه مسخٌ تجنّى على موازين الحياة حتى أصابها بالقلق، وأفسح للفوضى مكاناً تستلقي فيه بقبحها المقيت.