العقيق اليماني وأساطير السحر
بقلم/ أحمد المنصور
نشر منذ: 17 سنة و 4 أشهر و 25 يوماً
الأربعاء 01 أغسطس-آب 2007 11:00 ص

يعد العقيق من الأحجار الكريمة التي تنتمي إلى عائلة المرو المسامي دقيق التعريق ويوجد على هيئة طبقات في تجويفات الصخور الرسوبية, ويستخدم العقيق في صنع الحُلِي، مثل: دبابيس الزينة، وفي تزيين الخواتم والقلائد والأسلحة القديمة.

 

وفي حين تشير بعض الدراسات إلى أن بعض المسلمين يتبركون بالعقيق اليماني،وهو ما يتجلى في العديد من المراجع الثقافية الدينية الممتدة لأكثر من ألف وأربعمئة عام, والتي ربطت بعض الأساطيرالشعبية بالعقيق اليماني..فأن المراجع تشير إلى أن الوثنيين في صحرائنا العربية قبل ظهور الإسلام صنعوا معبودهم هبل من العقيق اليماني الأحمرالأحمر لجودته وبهائه.

 

واحتل العقيق اليماني إلى جانب البن والبخور والعود والعنب قائمة أشهر منتجات اليمن وصادراته الوطنية منذ القدم لزيادة الطلب عليه من الدول العربية والإسلامية. واكتسب العقيق بشكل عام أهميته بتميزه بالصلادة، وقدرته على مقاومة الحموض ما أهله للدخول للعديد من الصناعات في مجال المعادن والكيمياء، وصنع مكونات المعامل وأدوات تكسير المعادن وخلط المواد الكيميائية ما جعل له قيمة عالمية.

 

وتشير المعلومات إلى أن معظم العقيق يتواجد في محاجر البرازيل والأروجواي. إلا أن بلدة إدارـ أوبرشتين الألمانية، كانت وماتزال، المركز الرئيس لقَطْع وصقْل العقيق منذ مئات السنين. بالإضافة إلى وجود أنواع أخرى من العقيق مثل العقيق الإيراني والعقيق الهندي. ودون غيره من العقيق المتواجد على مستوى العالم اشتهر العقيق اليماني لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم الذين بالإضافة إلى تبركهم به استخدموه في التطبيب، وعلاج بعض الأمراض بحيث يعتبر الكثير من المسلمين العقيق من أجمل الهدايا، التي يتبادلونها في المناسبات والزيارات

 

والأسفار لاسيما العقيق اليماني.

 

وبالنسبة لليمن يتواجد العقيق في العديد من المناطق، خاصة محافظات صنعاء وذمار وحضرموت ولحج،وغيرها..ويعد المتخصصون أجودها عقيق جبال آنس، وحسب رأي سمير الخولاني من العاملين بصناعة وتجارة العقيق فإن العقيق المستخرج من مناطق آنس يعتبر أجمل أنواع العقيق اليماني خاصة العقيق الأحمر؛ لما له من خصائص نادرة لا توجد في أي نوع من أنواع العقيق المختلفة..وتندرج تحت هذا النوع أنواع عديدة منها الرماني بنوعيه الفاتح والغامق، بالإضافة إلىالكبدي والخوخي والتمري وغالباً ما يأتي من مناطق مختلفة في محافظة ذمار.

 

وأشارإلى أن هناك أنواع نادرة من العقيق اليماني تعرف بالمصور، والتي تعد من أبدع وأجمل أنواع العقيق حيث توجد عليها نقوش وصور وأشكال غاية في الجمال، على شكل أسماء الله الحسنى، وأسماء الأنبياء وصور للكعبة المشرفة وغيرها من المقدسات.

  

وذكرمحمد الشعبي من ممتهني حرفة صناعة العقيق أن هناك نوع من أنواع العقيق اليماني يسمى بالمزهر نسبة إلى الزهرة لتمازج الألوان فيه، كما أن هناك أنواع أخرى مثل السماوي والذهبي والجزع والأسود.. بالإضافة إلى حجر الدم وهو حجر ملون عديم الشفافية ، يسمى بهذا الاسم للاعتقاد السائد بأنه يفيد لحبس الدم.. مشيراًإلى أنواع أخرى منها، حجر النمر وهو حجر قاتم اللون يتكون عادة من ألوان ثلاثة (أبيض ، رمادي ، أسود )، ويسمى في اليمن حجر عين النمر بالإضافة إلىنوع آخر يسمى حجر عين الهر. 

 

فيما يرجع عدد من العاملين في مجال العقيق اليماني تميز العقيق المعروف بحجر الشمس، والذي يوجد على شكل مكور وشفاف اللون براق ومائل للبياض عن غيره من الأحجار باحتفاظه بحرارة الشمس التي يكتسبها في النهار طيلة الليل.

 

مشيرين إلى أن هناك أنواع وتسميات أخرى للعقيق مثل حجر السجين ، الذي يميل إلى اللون الأبيض مكور الشكل وصغير الحجم، وذو بريق لامع ، يستخدم منذ القدم لخرز الحلي.. بالإضافة إلى حجر الجزع، الذي يعتبر أول حجر كريم يكتشف في اليمن، ويتميز عن غيره بخطوطه وشفافيته، ومنه نوعان أسود وأبيض. 

 

وتضيف الدراسات والأبحاث في هذا الجانب وجود أنواع كثيرة من العقيق تصل إلى/20/ نوعاً تغلب عليها الأسماء العامية المتداولة مثل حجرأظافرالشيطان مكور الشكل، يظهر على سطحه عروق من نفس الحجر تشبه النجوم ولونه يميل للرمادي.. بينما حجر الفيروز حجر شفاف له أربعة ألوان أزرق ، أبيض،أخضر، ورمادي ومن خصائصه أنه يجلب السعادة إلى القلب كما يقال.

 

وحسب الدراسات العلمية والمعلمية فإن العقيق اليماني الذي نراه بشكله الجذاب لدى الباعة يمر بعدة مراحل تبدأ باستخراج المادة الخام من المناجم، ومن ثم تقطيعها بأحجام مناسبة، وختم هذه القطع بالطين المبلل بالماء، قبل وضعها تحت درجة خاصة بفرن لفترة /24/ ساعة.. ثم يأتي دور المهنيين والمحترفين من خلال تنظيف القطع بعد إخراجها من الفرن من الشوائب العالقة بها، تقطيعها بأدوات خاصة بدقة فائقة على شكل فصوص مختلفةالأحجام والأشكال والألوان. قبل وضعها في النار ودلكها عدة مرات، وصولاً إلى"مجر الطباشير"، الذي بدروه يعمل على تلميع الفص وتنعيمه، وإبراز لونه وهي المرحلة الأخيرة.

 

ويستخرج العقيق الخام من المناجم علىهيئة كتل مختلفة الأحجام تتراوح أوزانها ما بين نصف كيلو إلى كيلو غرام، ويتطلب استخراجها إلى جهود جبارة وخبرة في شق الصخور وأماكن تواجد عروق العقيق وكيفية استخراجها، وهي لا تتوفر إلا لدى المختصين ومن يتوارثون أعمال استخراج الأحجار الكريمة.

 

سبا نت