مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
من يُفسر هذه المقالة على أنها هجوم على الناصريين في اليمن , هو مُخطى , فأنا أُكن كُل الإحترام لرفاقنا الناصريين الذين يمثلوا مع الإشتراكيين و الإصلاحيين الركائز الأساسية و الرئيسية للقاء المُشترك , الذي أعتبر بقائه حائط صد منيع للثورة و للوطن في وجه مُحاولات الدولة العميقة و نِظام المخلوع الذي يتحين الفُرصة لتفكيك و تمزيق المُشترك , الحاجز الوحيد أمام إنقضاضة على الثورة و الفتك بمكتسباتها .
إن النكسة الثانية التي تعرض لها العرب بعد هزيمة 73 , في رأيي تتمثل في الإنقلاب العسكري الذي قامت به الولايات المُتحدة مؤتلفة مع الرجعية العربية على ثورة 25 يناير أهم ثورات الربيع العربي , من خلال إستخدام عُملائها المغروسون في جسد المؤسسة العسكرية المصرية .
وقد إستخدمت مُصطلح النكسة , لكي أقارب البُعد الناصري في هذا الحدث , و الدور الذي لعبه ناصريو مِصر في نكسة 30 يونيو 2013 , لصالح عودة الإقطاع الذي إستند عبدالناصر في شرعيته الثورية على إزالته من أرض مِصر و تحريرها من إستغلال العائلات الإقطاعية الدخيلة على المُجتمع المصري , التي سيطرت على خيرات مِصر مُنذ عهد المماليك , فقد جاء ناصر كأول رئيس مصري الأصل يحكم أرض الكنانة مُنذ أيام الفراعنة , مُمتطياً شرعية الثورة ضد الإقطاع .
لقد جسد عبدالناصر كزعيم تحرري , كل تطلعات الأُمة العربية و الإسلامية في الإنعتاق من سطوة جلاديها و عُملائها للإستعمار و إستعادة الشعوب لقرارها المسلوب , وولدت الناصرية كفِكر يتمثل فِكر و نهج عبدالناصر في الإنتصار المبدئي لمظلومية الشعوب و الأهم هو الموقف المبدئي لعبدالناصر الرافض للرجعية الإمبريالية الإستعمارية , و ما سبق رسم الخطوط العريضة التي تُعتبر من ثوابت الفِكر الناصري على مستوى الوطن العربي .
لكن المُفارقة التي لا يُمكن أن يقبلها أي مُنصف أن يؤدي التيار الناصري في مِصر دور رئيسي بتحالفه مع النقيض لكُل ما تُمثله العقيدة الناصرية , في سبيل مُكايدة لخصومهم السياسيين ( الإخوان ) , ضاربين عرض الحائط بكل أهداف و تضحيات ثورة 25 يناير , و الأهم كُفرهم بكل مبادئ و ثوابت الناصرية و على رأسها التحالف مع الإقطاع و الرجعية الأمبريالية , فهل يستطيع أحد أن يُنكر دور الفلول ( الإقطاعي ) أو دور الرجعية العربية التي لا تزال هي التي وقفت ضد عبدالناصر أو حتى دور الإمبريالية الغربية , في التأمر على مُكتسبات ثورة 25 يناير و عزل رئيس مُنتخب بغض النظر عن إقصائية و إستهتار الإخوان و عدم تحليهم بالمسئولية التي كان يُفترض تحليهم بها في هذا الظرف الثوري .
فموقف التيار الناصري المُستهجن في دعوته و تحريضه و قبوله لنتائج الإنقلاب العسكري المدفوع من الدولة العميقة لنظام الإقطاع و الحلف الإمبريالي الرجعي , يخلق الكثير من التساؤلات التي تصطدم دائماً مع أفكارنا التشريطية عن نُبل الناصرية و رُقيها .
من هذه التساؤلات هل يعتبر الناصريون أن إنتقال السُلطة إلى كنف العسكر من يد المدنيين هي ثورة يُفاخرون بها , أم هل سيكون لسان الحال أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض , أم أن الناصريين في مِصر أصابتهم عُقدة هاملت وصراعه مع الذات , مابين مُتمسك بمبادئه و ثوابته و ما بين مُتحرق للإنتقام ممن شعر أنه أقصاه من موقع هو أحق به .